alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام
سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

02 يوليو 2013 , 12:00ص

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد السنوي 3آلاف دولار قبل عشر سنوات، إلى 11 ألف دولار اليوم، وبلغ الناتج الداخلي القومي 900 مليار دولار هذا العام). وتحقيق المصالحة المستحيلة في نظر بني يعرب بين الإسلام والديمقراطية؛ باستيعابهم أن الأول (الدين) تعليمات إلهية، بينما الثانية (الديمقراطية) تعليمات بشرية. الأول أبدي لأنه من صنع الله، والثانية نسبية متحولة لأنها من صنع المعاش البشري. كان الدرس التركي الجديد عن تدبير التعددية والتنوع في المجتمع التركي، حيث استطاعت الحكومة (حزب العدالة والتنمية) والدولة (جهاز المخابرات التركية) التركية إقناع عبد الله أوجلان، زعيم حزب السلام والديمقراطية الواجهة السياسية لحزب العمال الكردستاني بوقف العمليات العسكرية وتبني الخيار التفاوضي. جاءت هذه الخطوة النوعية في مسار المسألة الكردية لتشكل منعطفا جديدا في قضية بدأت مع قيام الدولة التركية، وتجذرت بتأسيس حزب العمال الكردستاني عام 1978 – إقامة كردستان كبرى –، وتوجت باختيار العمل المسلح ضد الدولة التركية عام 1984 لتحقيق أهدافه. كانت المقاربة العسكرية هي الطاغية على التعاطي مع المسألة الكردية طيلة ثلاثة عقود (منذ 1984)، تخللتها بعض المحاولات التفاوضية بين الفينة والأخرى. وبالتحديد عام 1993 مع توغورت أوزال و 1997 مع نجم الدين أربكان، غير أنها باءت بالفشل لوجود قوى داخلية وخارجية ليس من مصلحتها حل المسألة الكردية. عمل حزب العدالة والتنمية على إعادة الجيش إلى ثكناته منذ توليه الحكم في تركيا، إيمانا منه بأن مقومات دولة ديمقراطية حديثة تكون بالفصل بين السلط لا بتجميعها. وقد كان لتحجيم أدوار الجيش في المشهد السياسي أثر كبير على مسار المسألة الكردية، التي كانت ورقة في يد المؤسسة العسكرية تحركها أنا ومتى وكيف شاءت. تمكنت تركيا من انتهاج سياسية تجاه المسألة الكردية هي الأكثر ديمومة وهدوء واحتواء في الوقت نفسه على حد تعبير وزير الخارجية أحمد داود أغلو (العمق الاستراتيجي: موقع تركيا ودورها الاستراتيجي)، الذي يضيف في ذات السياق – التعاطي مع القضية الكردية – “إن وضعنا في الاعتبار العناصر الجيو اقتصادية، والجيوسياسية، والجيوإثنية، يصبح من المتعين على تركيا تحقيق انفتاح ثقافي، يصالح ويحتوي كل العناصر المنحدرة من أصول وجذور متباينة، التي يجمعها تاريخ بها مشترك يمتد لألف عام أو يزيد…” لذلك يجب أن تتمتع تركيا ببصيرة ورؤية استراتيجية من شأنها ألا تسمح باستغلال القوى الخارجية لمصالحها الإقليمية ولأبناء المنطقة. إن التأمل في خريطة الوطن العربي تكشف عن فسيفساء من الأعراق واللغات والديانات شكلت هوية المنطقة (أمازيغ، أقباط، نوبيين، أكراد، شيعة،…) على امتداد قرون من الزمن. لكن الخطاب السائد بعد الثورات من قبل بعض الأطراف والمحرض على إلغاء القوميات والأقليات والإثنيات ليس من شأنه حل أي مشكلة بل سوف المشكلات الموجودة أساسا ويزيد من تعقيدها. بهذه الخطوة تكون تركيا قد وضعت قضية عمرت لعدة عقود على سكة الحل، في الوقت الذي تهوي فيه معظم الدول العربية (المغرب، الجزائر، مصر، سوريا، لبنان، العراق…) في واد سحيق يقودها نحو القضاء على الأقليات والتعددية داخل أوطانها، وبدلا من تعزيز وترسيخ رابط المواطنة بين أفرادها وإذكائه، تغلب روابط العرق، الدين، الطائفة، القبيلة إلى غير ذلك. إن التعاطي مع مشاكل من هذا القبيل مرهون بمعنى القدرة على إعادة تقييم الأبعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية لهذه المشاكل على نحو متكامل. كما أن أي بعد من هذه الأبعاد لا يكفي وحده لحل المشكلة. أما عنصر الحل الأساسي الذي يتضمن هذه الأبعاد جميعا، فيتعلق بمشاعر المرجعية التي تقع في صلب الأسس الثقافية والسياسية والاقتصادية. وإن لم يكن هناك نظام اقتصادي، ونظام سياسي، ووسط ثقافي قادر على إنتاج مشاعر مرجعية من شأنها الإحاطة بكل شرائح المجتمع فلن يكون من الغريب أن تطفوا مثل هذا النمط من التوترات الداخلية، التي تتغذى من صدام المصالح الجيوسياسية الخارجية. مرة أخرى يأتي للعرب درس جديد من بلاد الأناضول في طرق تدبير قضايا شائكة مرتبطة بالتعدد والتنوع، والتي تفرض إعادة تقسيم الأبعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية للمشكلة على نحو متكامل، وهو ما تفتقد إليه الدول العربية في تعاطيها مع مسألة التعددية. لتكون المحصلة حلولا وقرارات تفضي إلى تشتيت المشتت وتفكيك المفكك- على شاكلة السودان – نحو مزيد من التفرقة والتجزيء. بالتنسيق مع مشروع «منبر الحرية»

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...

مصر بين التوريث والثورة (1-2)

التفاعلات السياسية والأحداث التي رافقت إحياء الذكرى الثانية لبدء الثورة المصرية تؤكد أن الانتخابات في حد ذاتها ليست كفيلة بالانتقال للديمقراطية، فمصر في الأربعين سنة الماضية لم تعدم مثل هذه الانتخابات, ولا المعارضة, التي كان...