


عدد المقالات 129
بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين بنزاهتها مما زاد الاحتجاج أوارا واشتعالا، بعد هذه الأحداث ووصولا إلى انتخابات 2013، كانت كل المؤشرات السياسية التحليلية العميقة تتجه إلى القول بأن رياح إيران القادمة ستكون إصلاحية أو على الأقل اعتدالية، وهذا ما أكده الفائز روحاني نفسه بالقول: إن فوزه هو انتصار للاعتدال على التطرف. فالمشهد الإيراني طيلة السنوات الأربع الماضية لم يكن مشهدا ستاتيكيا قارا، والنظرة الإعلامية لا تستطيع تغيير معادلات الواقع العميقة تحت السطح، كما أنها ليست إيران وحدها وإنما منطقة الشرق الأوسط برمتها ركدت طيلة أربعين سنة مضت تحت سياط الدكتاتورية والفساد وطمس التناقضات السياسية والاقتصادية والمجتمعية تحت سطح قشرة القمع البوليسي والأمني الشديدة، فكان الإيحاء بالاستقرار وهما وزيفا ومخاتلة، سرعان ما فضحتها أحداث إيران يونيو 2009 وانتفاضة كرد سوريا 12 مارس 2004، وثورة تونس يناير 2011 ومعها الربيع العربي الذي دحرج كرة الثلج التي لا يعلم المتابع إلى أي زمن وجغرافية ستؤول. فوز حسن روحاني سيؤدي إلى تحول لا نقول جذري في السياسة الإيرانية الخارجية والداخلية، ولكن إلى تحول تدريجي ملموس، وستقوم القيادة الإيرانية الجديدة بتحديد موقفها من العديد من القضايا الخارجية وبخاصة قضايا وأزمات المنطقة، من الربيع العربي، من الأزمة السورية (بعد تعقد الوضع كثيرا في سوريا محملة بتدخلات وتداعيات إقليمية ودولية كثيرة، إيران الرئاسة السابقة لاعب رئيسي فيها)، وقضية النووي الإيراني، وسنشهد في مجال السياسة الخارجية تحولا سيؤثر بالطبع على مجريات الأحداث في المنطقة بشكل ملحوظ. أما على الصعيد الداخلي فسنشهد تحولات داخلية عديدة من الانفتاح على الأقليات وتحسين الاقتصاد بتخفيف أو إيقاف المساعدات لقوى وتنظيمات إسلامية في المنطقة والعالم وسنشهد إصلاحات اقتصادية في الداخل وانفتاحا أكثر على الغرب، كما سنشهد صراعا خفيا في البداية بين روحاني والخامنئي سيتحول مع الزمن إلى صراع جلي وشديد قد يقسم الشعب الإيراني من جديد إلى فريقين متناقضين متصارعين أو على الأقل متخاصمين بسبب تناقض المواقف بين الخامنئي المتشدد وروحاني المعتدل لكنه لن يظهر في المدى القريب وإنما المتوسط من الحقبة الرئاسية الجديدة فوز روحاني انقلاب أبيض انتخابي أو ربيع إيراني بلباس انتخابي -تغيير ناعم-، قد يساهم في انتقال ديمقراطي بطيء وتدريجي ومليء بالتناقضات والمنعطفات الحادة أي أن سيناريو التحول المؤلم وارد لإيران المستقبل القريب، وغير بعيد أيضا اشتعال الصراع واحتدامه بين الإصلاحيين والمحافظين وتكرار ما حدث في 2009 ولكن بصورة معكوسة بسبب احتجاج الطرف المحافظ هذه المرة ولو بعد أشهر من انتخاب روحاني، الأمر الذي سيدفع الإصلاحيين إلى رد الفعل الشديد باعتبارهم قوة داعمة للمعتدل –روحاني- وربما سبب فوزه، قد يتحول إلى ربيع إيراني أشبه ما يكون بالربيع العربي. إنه الزمن الإيراني بتأثيراته الكبرى على المنطقة سلبا أو إيجابا. كاتب وباحث سوري بالتنسيق مع «منبر الحرية»
مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...
كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...
درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...
لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...
قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...
.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...
باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...
لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...
في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...
يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...
هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...
التفاعلات السياسية والأحداث التي رافقت إحياء الذكرى الثانية لبدء الثورة المصرية تؤكد أن الانتخابات في حد ذاتها ليست كفيلة بالانتقال للديمقراطية، فمصر في الأربعين سنة الماضية لم تعدم مثل هذه الانتخابات, ولا المعارضة, التي كان...