alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 22 أكتوبر 2025
خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة
رأي العرب 22 أكتوبر 2025
وثيقة وطنية
رأي العرب 24 أكتوبر 2025
«الأمم المتحدة» في قلب الدوحة

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

25 سبتمبر 2013 , 12:00ص

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف القرن السابع عشر بأنه مجتمع ينظم نفسه على شكل تعاقدات اجتماعية بين أفراد مستقلين، وتطور المفهوم عند «جون لوك» فأسماه المجتمع ذا السيادة والقادر على تشكيل إرادة عامة، نابعة من مشاعر إنسانية وروابط تراثية واهتمامات مشتركة، كما لقبها «إدموند بيرك»، ليخطو فيما بعد أولى الخطوات في العالم العربي مع بداية الحركات الاستقلالية في الأربعينيات من القرن الماضي. وكمحصلة لعمل هذه المنظومة، يمكن التحدث عن عدم توافق في مبنى وفي معنى عملها داخل الدول العربية، حيث تواجدت هياكل المجتمع المدني من جمعيات تطوعية ومنظمات حقوقية ونقابات عمالية واتحادات طلابية، لكنها عانت من تسلط الدولة واستبداد الأنظمة وضعف الإطار القانوني المنظم لعملها وإشكالية النخبوية والتباعد مع القاعدة الجماهيرية، ما أدى إلى قصور في الأداء المنتظر والتفاف ممنهج حول جوهرها ووظائفها الهادفة، لقد تم تعامل صنميّ «فيتيشيّ» مع المفهوم، إلى درجة إفراغه من قدرته التفسيريّة ومفعوله النقدي. نعالج في هذا المقال إسهامات المجتمع المدني العربي في التغيير الديمقراطي والتصورات الفعالة المبتغاة منه لإرساء وتوطيد هذا المسار عبر ثلاثة محاور رئيسية: - قدرة المجتمع المدني العربي على تجاوز العثرات السابقة ومواكبة التغيير بقوة اقتراحية ناجعة. - استئصال البنيات الفكرية والممارسات المجتمعية المدمرة لنواة المجتمع المدني الحر. - كيفية الحد من مخلفات الاستبداد ووضع الركائز الأساسية للحفاظ على مكتسبات الحراك العربي. قدرة المجتمع المدني العربي على تجاوز العثرات السابقة ومواكبة التغيير بقوة اقتراحية ناجعة إن قدرة المجتمع المدني العربي على تصحيح أخطاء الماضي مرتبطة بمدخلين أساسين هما: القضية الديمقراطية وطبيعة العلاقة مع الدولة. إذ يعتمد المجتمع المدني على عناصر مركزية تشكل اللبنة الفاعلة في كيانه، تتجلى في العمل التطوعي والمؤسساتي، الاستقلالية عن الدولة واحترام المشروعية الدستورية والمبادئ الديمقراطية. لقد انقسم المجتمع المدني قبل الحراك العربي إلى مجتمع يواجه الأنظمة الاستبدادية ويعتبر ملاذا للنضال وجامعا لمعارضي النظام، وقد عانى هذا القسم من السياسة الإقصائية التهميشية المتعمدة أو من عزلة انطوائية تبعده عن الشعب وتحصره في نخب ضيقة، وقسم آخر تعرض لعمليات التدجين من خلال إشراكه في الفساد وفي استغلال النفوذ، وبهذا هيمنت الدولة على أهم وظائف المجتمع المدني، وكما يقول المفكر فالح عبدالجبار: «إن زحف الدولة في ميدان إنتاج وتبادل الثروة الاجتماعية مهد لزحفها الظاهر داخل التنظيمات الاجتماعية ثم إلى ميدان إنتاج الثقافة، وها نحن إزاء مجتمع مدني واهن ويفتقد إلى الأدوات المدنية للتعبير عن النفس». وفي هذا الصدد، فتعرض المجتمع المدني العربي للوصاية والتبعية جعله يلعب دور العميل المزدوج الذي يعادي السياسة باسم الديمقراطية، ثم يدير ظهره للديمقراطية باسم كونها معركة سياسية، وهنا يجب دحض هاجس الدولة بأن المجتمع المدني القوي يضعفها، هذه ليست مجتمعات بل جماعات انفصالية ووشائجية مبنية على القبلية والعشائرية والطائفية. على العكس من ذلك، فالمجتمع المدني القوي يحتاج دولة قوية تميز نفسها عن النظام أي كمؤسسات تضمن الاستمرارية وذات شرعية، وليس أشخاصا يفرضون الخضوع والعنف، وبذلك تكون العلاقة بين الدولة والمجتمع تفاعلية وتكاملية، نجاحها لصيق بوجود مجتمع مدني عربي قادم من السفح وحامل لمشروعية مجتمعية، وبتوافر عامل الثقة بين المؤسستين الذي لا يتحقق إلا في ظل مبادئ دستورية ديمقراطية تمثل الرهان الأبرز للمجتمع المدني العربي في حراكه، ونذكر هنا: مدنية الدولة، احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان، فصل السلطات وسيادة القانون، استقلالية القضاء..، ومن هنا يكمن الدور الجديد للمجتمع المدني العربي كقوة ناعمة وموازية للعمل الحكومي لديها نظام للرقابة واليقظة، تنتقل من خط الدفاع المقاوم الذي تبنته للمرافعة إلى قوة اقتراحية واستباقية بمرتبة متقدمة ومكانة عالية، تأخذ زمام المبادرة لتحسين الأوضاع وتكون شريكا استراتيجيا للدولة في سياساتها العمومية ومحركا حقيقيا للثقافة المجتمعية الحداثية. من بين أشكال الاستبداد، تمكنه من التوغل داخل المجتمع عبر أفكار وممارسات هدامة تشجع على التفرقة، الاتكالية والهروب من المسؤولية، ثم منطق الراعي والرعية، حيث تجعل النظام السياسي شموليا وأخطبوطا متدخلا في جميع الحقول وداعيا لفكره الخاص، والتخلص من هذا الإرث، لن يتحقق إلا إذا كان المجتمع المدني حاملا لرؤية واقعية ومشروع واضح بدور طلائعي، يصنع قيمة مضافة من خلال تحمل المسؤولية وتقوية التعدد والتنوع كطريق للسداد. وفي هذا السياق، فالارتقاء بالأداء من أهم تحديات المجتمع المدني العربي والتي تنبني على هيكلة إدارية مرنة وتوظيف دقيق لآليات التسيير وكذلك الاستثمار في الموارد البشرية عبر التدريب والتلقين، ثم تأتي إشكالية التمويل التي تتقاطع مع مسألة السيادة الوطنية باعتبارها جزءا من خصوصيات الحراك العربي. وبهذا، فأولويات عمل المجتمع المدني يمكن تلخيصها في النقط التالية: * تبني مبادئ وقيم الحراك العربي (السلمية، الحرية، العدالة، الكرامة وإرادة الشعب..). * السعي في سبيل التضامن والانسجام المجتمعي بين جميع الفصائل. * التوجه من حقوق الإنسان إلى حقوق الشعب ضد التسلط والإرهاب وإحقاقا لحق التنمية البشرية، يزكي هذا الطرح قول المفكر سعد الدين إبراهيم: «إن الدعوة لأساسيات المجتمع المدني ودعم مؤسساته هي الطريق الأمثل للديمقراطية الحقة والتنمية الشاملة والعادلة». في ظل الوضع الانتقالي الذي تعيشه الدول العربية، تشير بوصلة المجتمع المدني إلى ضرورة تحجيم الآثار السلبية لسنوات الاستبداد بمقاربة جديدة تشرك وتدمج شرائح اجتماعية واسعة ومتنوعة في المجتمع المدني، ما يستوجب تعبئة للتحسيس والتوعية تدعو إلى المواطنة عبر حكم رشيد يفصل ويوازن بين السلطات ويربط المسؤولية بالمحاسبة والمساءلة ويحارب مركزية القرار. الحراك العربي يفرض أيضا إصلاحا اقتصاديا، ينطلق من مواجهة الفساد ويتطلع إلى سياسات تنموية تقوي الإنتاج وترفع من مستوى التنافسية وكذلك إصلاح ثقافي يرتكز على نهضة فكرية رائدة. ويبقى التكامل المشترك للمجتمع المدني العربي رافعة لتأمين المكتسبات من الانحرافات عن المسار الديمقراطي وقفزة نوعية باتجاه التنمية المستدامة. وفي الأخير، إن الرقي بالمجتمع المدني العربي رهين بنقطة الإقلاع المتمثلة في الحرية، فهي التي توسع خيارات البشر التنموية وتساوي بين جميع الفئات المجتمعية، علاوة على ضمانها لحق النقد والتقويم عبر دينامكية النقاش المفتوح والمستمر. بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية»

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...

مصر بين التوريث والثورة (1-2)

التفاعلات السياسية والأحداث التي رافقت إحياء الذكرى الثانية لبدء الثورة المصرية تؤكد أن الانتخابات في حد ذاتها ليست كفيلة بالانتقال للديمقراطية، فمصر في الأربعين سنة الماضية لم تعدم مثل هذه الانتخابات, ولا المعارضة, التي كان...