


عدد المقالات 129
نعم، الولايات المتحدة الأميركية وقفت وتقف مع إسرائيل في كل ما يتعلق بسياسات المنطقة، وهي الداعم الأكبر والأبرز لها، وهذا أمر له أسبابه ودوافعه التي أدت إليه على المستوى الذاتي والموضوعي، ولكن العرب لم يتمكنوا للأسف على مديات زمنية طويلة من تقديم ولو نموذج سياسي بسيط لخرق تلك المعادلة القائمة بين أميركا وإسرائيل، فمثلاً لم يتمكن العرب من بناء حالات لوبي ومراكز ضغط سياسية وإعلامية وفكرية مؤثرة لدى صانع القرار السياسي الأميركي لتغيير أو حرف مسار تلك المعادلة، هنا العجز الأساسي المقيم عند العرب منذ زمن، لأن سياستهم مجرد دعوات وخطابات شعاراتية رنانة لا تغني ولا تسمن من جوع، فهذا السياسي العربي يخرج على فضائية من هنا يحدثك فرحاً عن أن أميركا مهتزة ومتزلزلة، وذاك يبشرك من هناك بسقوطها القريب، وثالث ينتشي في تحليله الرغبوي الإنشائي عن تراجع الدور النوعي للولايات المتحدة الأميركية في التدخل المباشر في قضايا وملفات وإشكاليات العالم، مع أن هذا التراجع –وهو ملحوظ- لا علاقة له بتراجع نفوذها العلمي والاقتصادي والسياسي والعسكري، لأنها تبقى على هذا الصعيد العلمي مركز وبؤرة الاختراعات والاكتشافات العلمية، وتبقى جامعاتها ومراكز بحوثها العلمية وغير العلمية من أفضل وأرقى جامعات ومراكز بحوث العالم، والأرقام والإحصاءات تؤكد مصداقية هذا الأمر. وربما يكون الحديث عن هذا التراجع عائداً إلى إعادة ترتيب الولايات المتحدة لمجمل أوضاعها المالية التي بلغت حداً من الانهيار خلال صيف العام 2008 مع بدء أزمة انهيار البورصات والبنوك فيها، أو لعله يكون نوعاً من الاختلاف في طبيعة ونوعية السياسات والأدوار الخارجية الملعوبة والمتبعة من قبل الإدارات السياسية الأميركية المتغيرة والمتعاقبة على البيت الأبيض والخارجية الأميركية في كيفية وعيها ومقاربتها وتعاطيها مع مجمل الأزمات والتعقيدات الدولية خاصة في منطقتنا العربية التي تشكل ثابتاً استراتيجياً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية بقطع النظر عمن يحكم عندهم، ديمقراطياً كان أم جمهورياً، فالجوهر والمضمون الحقيقي لا يتغير، ولكن الأساليب والوسائل وسبل التعامل وآليات العمل هي المتغيرة، فمثلاً لاحظنا أن مقاربة أميركا للأزمة الليبية اختلفت جذرياً عن مقاربتها لأزمة تونس ومصر وسوريا. كما أن ذلك التراجع (وأحياناً إعادة التقدم والدخول المفاجئ القوي إلى عمق الأزمات) في حركية هذا الأداء السياسي المؤثر الواضح في منطقتنا لا علاقة له من جهة أخرى بما نسمعه باستمرار عن وجود مؤامرة لإسقاط نظم المنطقة أو للحصول على مكاسب من هنا وهناك من قبل القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة. طبعاً المؤامرة هي جزء من سياسات الدول، والكل في عالم السياسة يتآمر (أو بمعنى يفكر مصلحياً ببلده) على حساب الكل وهذا حق الجميع، ولكن ما ليس حقه هو خرق المعاهدات والالتزامات الدولية التي اتفق الجميع عليها، وتعاهدوا على احترامها وتنفيذها، وهي التزامات ينبغي أن تضمن وتكفل حقوق كل الدول هذا من حيث المبدأ. بالتعاون مع «مشروع منبر الحرية»
مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...
كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...
درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...
لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...
بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...
قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...
.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...
باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...
لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...
في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...
يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...
هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...