


عدد المقالات 191
بعض الاقتباسات تستحق أن تكون بصمة تُستذكر عند الحاجة إلى اللجوء للأمثلة التي تستدعي التقريب، والتي تتطلب فهماً أكثر اتساعاً وتعمّقاً، لربما لحال لا حلّ فيه إلا استذكار الاقتباسات التي لا تفتح أبواب الفرج على قدر فتح أبواب الوهم والتمني، والعيش في الدائرة المغلقة التي تنطوي على كلمة "لو"، وحلول إصلاحية قد لا تكون إصلاحية فعلياً لعصر اليوم. وأعتقد أن مثل تلك الاستدلالات لا تستوعب في الحقيقة القدرة على التغيير، أو النظرة المعاصرة في مواكبة التغييرات والعمل على إصلاحها -إن كانت الفرصة متاحة- على قدر طمسها الفكرة وإبقائها في دائرة مغلقة؛ حيث تحاول أن تطالب من خلالها بالتغيير، بينما يكون التغيير مستمراً كالسيل ولا يوقفه عود خشب. ولا شكّ ستكون أنت المتناسي حال العود المتهالك، الذي لطالما حاول أن يردع تغييرات تتجاوز المبدأ الإصلاحي المنحصر، ولربما المتأخر! لذلك؛ في بعض الأحيان نجد أن هناك من الأسئلة التي لا تحتاج إلى التعمق الفعلي، وذلك ببساطة لأن حلّها وتفسيرها بسيط.. قد يقتصر فقط على فهم القاعدة الرئيسية المتبعة، والأساس الراسخ، والآلية التي تقوم عليها، ولو كانت بانعكاس لرسائل فردية لن تنعكس بالضرورة على الصعيد الجذري. بلا شكّ، لا يقتصر التحليل هنا على توجهات محددة، إنما هي آلية واضحة لطريقة ترسم مسيرة اتباع التغييرات عبر التاريخ، وعدم الاصطفاف على حلّ معين، حينما تكون مثل هذه الحلول ثابتة في زمن معين، طفرة معينة، وبالتأكيد لأسباب معينة، قد لا تتماشى بالضرورة مع تغييرات اليوم، وطفرة اليوم والنقلات التي تواكب عصر اليوم. حدّثنا الأديب عباس العقاد عن ركيزتين أساسيتين في عملية تمكين الإنسان وتقوية بنائه؛ الأولى تؤكد عدم خشية العظماء، أي عدم الاعتماد على أفكار ثابتة بشكل حصري قد لا تتمكن لاحقاً من إحلالها من أجل فكرك الخاص ولنمط العيش الحالي. أما بالنسبة للنقطة الثانية، فقد كانت تركز بشكل حصري على الإنسان من حيث التعرف على النفس وما تقتضي لكسب أكبر قدر ممكن من المعرفة غير المحصورة في مجال واحد، والتشكيك في المسائل والمواجهة الفكرية مع الآخرين؛ لدعم الحجة أو الإتيان بحجة غيرها. من هنا، أستطيع أن أقول إننا محصورون جداً في أفكار قد لا نستوعب أنها عقبة في واقع الأمر، بينما تنتظرنا أفكار أكثر، وتساؤلات أعمق.. فهل ننتظر استذكار الاقتباسات، بينما نستطيع أن نتركها لوهلة حتى نتيح المجال لفسحة فكرية أكبر؟!
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...