alsharq

عبدالوهاب بدرخان

عدد المقالات 307

مسار وعر لـ «التحالف» الروسي - التركي

17 فبراير 2020 , 01:46ص

المسافة التي قطعتها تركيا مع روسيا خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، كانت ولا تزال محفوفة بالتقلّبات، بدأت باختبار طائرة الـ «سوخوي» التي حلّقت في الأجواء التركية من دون تنسيق، فأمرت أنقرة بإسقاطها «أكتوبر 2015»، لتُطلق اختباراً آخر لحلف الأطلسي «الناتو» لتقويم استعداده لمساندتها في مواجهة مع روسيا، خسرت على الجهتين: عقوبات روسية ضربت التجارة والسياحة، وإحجام أطلسي عن الدعم، مضافة إليه خلافات مع واشنطن حول اتفاقات المشاركة التركية في «الحرب على داعش»، بعد أقلّ من سنة، غداة المحاولة الانقلابية واتهام الأميركيين بالتواطؤ معها، راح الرئيس التركي يعدّل سياساته وصولاً إلى لقاء مع الرئيس الروسي في موسكو، وإطلاق مسار تعاون وتنسيق استراتيجيين أدّيا أواخر 2016، إلى إنهاء معركة حلب وضمان تركي لانسحاب مقاتلي المعارضة السورية إلى إدلب. كانت تلك أولى موجات نقل المقاتلين إلى المحافظة التي كانت تحت سيطرة المعارضة، وتبعها قوافل من الغوطة الشرقية ودرعا ومناطق أخرى، وكانت أيضاً فرصة لتأسيس مسار أستانا المشترك بين روسيا وتركيا وإيران كقوى «ضامنة» لحلّ الأزمة السورية، غير أن الخط المفتوح بين فلاديمير بوتن ورجب طيب أردوغان، راح يتطوّر في اتجاهات وعرة، فكلما احتدّ الخلاف بين واشنطن وأنقرة، أحرزت موسكو مكاسب كان أهمها خط الغاز إلى أوروبا، وبالأخصّ صفقة صواريخ «أس 400» التي عنت لأميركا وأوروبا، أن أنقرة شرعت في تموضع استراتيجي خارج «الناتو»، لا شك أن الموقع الجغرافي يؤهّل أنقرة لتفعيل فكرة التعاون مع الشرق والغرب، غير أن الواقع يفيد بأن المعسكرين غير جاهزين لقبول هذا الاستثناء لتركيا، فكلاهما يريدها في صفّه وعندما تحتدم الخلافات بينهما فهي التي تدفع الثمن، بدليل أنها تعرّضت لعقوبات من الجانبين. في إطار الأزمة السورية اشتغل المعسكران على مخاوف تركيا في شأن أمنها القومي وخططها لحمايته، مدّت تركيا نفوذها إلى ما سمّتها منطقة «درع الفرات» بتشجيع روسي وبقبول أميركي بارد، ثم إلى عفرين بتشجيع روسي أيضاً، وحاولت التمدّد إلى شرقي الفرات، لكن الأميركيين فضّلوا ترك منبج ومحيطها للروس والنظام، وعندما حشدت عسكرياً في الشمال الشرقي لتقيم «المنطقة الآمنة»، قوبل ذلك برفض أميركي وروسي، ثم باتفاقات مزدوجة مع أنقرة التي تقول إن واشنطن وموسكو لم تنفذا تعهّداتهما بإبعاد الأكراد ونزع سلاحهم، وها هي أخيراً مشكلة إدلب تنفجر، رغم وجود اتفاق في شأنها بين بوتن وأردوغان، لتنذر تركيا بأن خسارتها في هذه المحافظة ستهدّد وجودها أو تقلّصُه في كل مناطق نفوذها، بل إن خسارتها ستضغط على الوجود الأميركي ولو الرمزي في شمال شرقي سوريا. افتراق «الحليفين» الروسي والتركي في إدلب، كان يمكن أن يُدار بتوتّر أقلّ لولا افتراقهما أيضاً حول ليبيا، إذ اعتبرت موسكو أن واشنطن شجّعت أنقرة على التدخّل في طرابلس، لذا أسقط الروس «اتفاق سوتشي»، وأعطوا الضوء الأخضر لاجتياح إدلب، وأي اتفاق بديل سيحرص على توكيد خضوع إدلب لسيطرة نظام دمشق، أما الحدّ الأدنى الذي ربما يوافق عليه الروس فهو شريط حدودي ضيّق لمتطلبات الأمن التركي، وأصلاً بات هذا الشريط مكتظاً بالنازحين، نهاية فبراير هي نهاية مهلة حدّدتها أنقرة لإخراج قوات النظام من إدلب، وإذ أيّدتها واشنطن و»الناتو» سياسياً، فليس واضحاً أنهما سيدعمان عملية عسكرية واسعة تقدم عليها، أحد الرهانات على إدلب أن يبقى للمعارضة السورية وجود عسكري على الأرض، ليكون لها وجود في الحلّ السياسي.

ليبيا في لجّة نظام دولي «متضعضع تماماً»

لفت المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، بعد صمت أربعة أشهر منذ استقالته، إلى أن هذه الاستقالة كانت قراراً متأخراً. هو لم يقل ذلك، لكن تركيزه على الإحباط الذي سبّبه هجوم خليفة حفتر على...

«ضمّ الأراضي» كجريمة يقاومها العالم بالكلام

في جلسة مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، قيل الكلام الأخطر والأسوأ للتحذير من جريمة إسرائيلية يجري ارتكابها علناً. إذا كان هذا المجلس بمثابة مرجع «قضائي»، باعتبار أن الشعوب تشكو إليه ما تعتبره مظلمة تقع بها، أو...

صدمة بولتون: ترمب أقلّ تطرّفاً مما ظنّه!

هل كانت شهادة جون بولتون لتغيّر كثيراً في محاولة تنحية دونالد ترمب؟ يحاول مستشار الأمن القومي السابق الإجابة في مذكراته عن الفترة التي أمضاها في المنصب، المفارقة من جهة أن بولتون يصف رئيسه بأنه غير...

إزالة «التماثيل» بين تصحيح الحاضر ومراجعة التاريخ

فجأة تحوّلت التماثيل والنصب التذكارية من معالم تاريخية ومفاخر تاريخية وجواذب سياحية، إلى رموز خزي وعار وموضع إدانة ومساءلة، أصبحت آيلة للإزالة ليس من أمام الأنظار فحسب، بل أيضاً من الذاكرة والسجلات، وحتى من التعليم...

هل تحتمل أميركا والعالم ولاية ثانية لترمب؟

لم يخطئ دونالد ترمب أبداً بالنسبة إلى معاييره الشخصية، حتى في مقاربته لواقعة مصوّرة، مثل قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين المواطن الأسود جورج فلويد؛ إذ أذهل الرئيس الأميركي مواطنيه جميعاً بتعامله الفظّ مع ردود الفعل...

تغطية عربية للسطو الإسرائيلي على الضفة

ما يظهر على السطح رفضٌ واستنكارٌ دولي لعملية ضم إسرائيل 30 % من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ما يحدث تحت السطح أن حكومة الائتلاف اليميني باشرت إجراءات الضمّ هذه على الأرض، ولا تنتظر الموعد...

مسلسل واقعي من خارج السباق الرمضاني

وسط عشرات المسلسلات الدرامية في الموسم الرمضاني، وسوادها الأعظم رديء، كان من الطبيعي أن يبرز واحدٌ من خارج السباق، ومن الواقع المعاش لا من قصص متخيّلة أو مقتبسة. أُعطي أسماء عدة، لكن أفضلها كان «صراع...

بين واشنطن وإسرائيل مجرّد تصويب للأولويات

لكي يخرق وزير الخارجية الأميركي الحظر «الكوروني» ويسافر إلى إسرائيل، ذهاباً وإياباً من دون توقّف، لا بدّ أن ثمّة شديداً قوياً يتطلّب ضبطاً، رغم أن طبيعة العلاقة بين إدارة دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو لا تعاني...

خيار الكاظمي بالعراق في مسار صعب وواعد

مع رئيس الوزراء الجديد يفتح العراق صفحة غير مسبوقة، منذ سقوط النظام السابق، ذاك أن مصطفى الكاظمي لا ينتمي إلى أي حزب عقائدي ديني، كما كان أسلافه إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد...

ما بعد «كورونا».. هل هو فرصة لمنطق الطغيان؟

السؤال مطروح غرباً وشرقاً، سواء باسترشاد ما يُعتقد أن مكافحة الصين لوباء «كورونا» كانت نمطاً نموذجياً لم يتمكّن العالم الغربي من اتباعه، ولذا فقد تبوأ المراتب الأولى في أعداد الإصابات والوفيات، أو ما يمكن أن...

في انتظار اللقاح.. أي دروس من الجائحة؟

ملامح كثيرة للتغييرات المقبلة بدأت تتراءى أمام العيون وفي المخيّلات وفي دروس المحنة الفيروسية على كل المستويات الفردية والجماعية، بغضّ النظر عما إذا عانى الشخص أو لم يعانِ فقداً في عائلته أو صداقاته، وعن مدى...

بين فيروسات وبائية وفيروسات سياسية

لن تختلف تقديرات الخسائر كثيراً في حال «كورونا» عما هي في أي حرب عالمية. ولا يمكن توجيه اللوم لجهة أو لأحد بالنسبة إلى الوباء، رغم أن الانفعالات اندفعت هنا وهناك إلى مزالق سياسية وعنصرية شتّى،...