


عدد المقالات 196
جلست معها وهي امرأة كبيرة في السن من جنسية عربية، ارتسم الحزن على وجهها فسألتها عن سبب ذلك، فأخذت تشكو لي من جارتها التي تعيش بقربها منذ سنين عديدة وتحبها كثيراً، ولكنها في بعض الأحيان لا تراعي مشاعرها، وتجرحها بالكلام أمام الناس، وهذا ما يحزنها أشد الحزن! تقول: تلومني أو تعاتبني أمام الناس وتقوم بإحراجي، وقد تحملت كثيراً، وابتعدت عنها أحياناً دون فائدة، وقد وصلت إلى سن لم أعد أستطيع أن أتحمل بها أكثر. فقلت لها: ألم تطلبي منها ألا تفعل ذلك؟ قالت: جرّبت معها، ولكنها تنكر ما فعلت أو أن ما فعلته يُعتبر شيئاً عادياً وهي لم تقصده، وقد تغضب مني غضباً شديداً، وأنا أحبها ولا أريد أن أغضبها، ولكني كبرت في السن ولم أعد أتحمل، حتى إنني فكرت أن أغيّر منزلي! وأعرف أشخاصاً آخرين قاموا بالابتعاد عن أصدقاء أو أقرباء أو زملاء، والسبب هو سوء المعاملة وعدم مراعاة مشاعرهم، ولكنهم فعلوا ذلك بعد وقت متأخر! هل تكتشف بعد مرور السنوات أنك لم تعد تتحمل بعض الأشخاص وتقوم بالابتعاد عنهم؟! ولماذا يحدث ذلك؟! من المفترض مع مرور السنين أن يكتسب الإنسان مزيداً من الخبرة، ويتقن فن التجاهل، ويمتلئ قلبه بالتسامح وحب العفو عن الناس، ولكنّ هناك حداً معيّناً وطاقة محدودة للتحمل مهما اكتسب من الخبرة. لذلك، قد يقرر الابتعاد في النهاية ضارباً بعرض الحائط جميع الذكريات الجميلة التي جمعته بأصحابه وسنين الصحبة بينهم! والسؤال هو: هل سيسعد؟ سيرتاح؟ هل سيتكيف؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فقد أحسن بالابتعاد عنهم، ولكن إذا لم تكن كذلك فعليه مراجعة نفسه؛ فربما أخطأ أو أساء الظن بهم، أو أي سبب آخر! كلنا نعلم جيداً أن علينا أن نبحث عن سعادتنا ونبتعد عن كل ما يزعجنا، ولكن بحكمة وحسن تفكير، وبعد ذلك نتخذ القرار الصائب. وعلينا أن نعترف أن كثيراً من الناس لهم مشاعر رقيقة ليس باستطاعتهم أن يتحملوا الإساءة أو الإحراج، ولا بد أن نراعي هذا الجانب. فالعلاقات وإن كانت مهمة وذات روابط وثيقة، لكنها بمجرد اقتحامها بالإساءة تتفكك وتضعف، ولا يكون هناك خيار إلا الرحيل لمعالجة ما تبقّى من المشاعر؛ فليس كل إنسان قادراً على تحمّل الإساءة، خصوصاً إذا كان كبيراً في السن؛ فإن وقع الإساءة عليه أشد وأكبر بالتأكيد!
ومرة أخرى وأخرى سوف أتحدث عن اللطف! ببساطة كن لطيفاً وكوني لطيفة، كونوا لطفاء! هناك حتماً من لا تجذبه هذه الجمل، ويبقى بعيداً في عالمه المليء بالصراعات، قد يعاني وقد يستمتع بمعاناته وانشغاله بصراعاته! السر...
يعيش الإنسان حياته طامحاً في تحقيق أمنياته وأحلامه، ويسعى لأجلها، ولكن المكافح الذي يملك قوة الإرادة والعزم هو من يصل في النهاية. ويمكنني القول إن النجاح هو شعور الإنسان بالرضا عما فعله ويفعله، فهذا الشعور...
هي حلوة الكلمات، يكاد أن يكون كل ما تنطقه طيباً، فهي تمتلك سيلاً متدفقاً من الكلمات الجميلة، لذلك أعترف براحتي وانشراحي عندما أجالسها، كما أنها تمتلك حساً فكاهياً، فأحاديثها لا تخلو من المرح والمزاح الجميل...
دارت المناقشة أمامي بين امرأتين، وعلا صوتهما وسمعت بعض الكلمات النابية التي كنت أتمنى ألا أسمعها من إحداهن، بينما الأخرى رغم أن صوتها كان عالياً فإنها لم تتلفظ بألفاظ جارحة ولا كلمات نابية. حاولنا التدخل...
رغم أنها ليست صغيرة بالسن، ويفترض أنها ذات خبرة في الحياة، إلا أنها تصدّق أغلب ما تسمعه أو تقرأه من معلومات خاصة عن الأمراض، تفعل ذلك دون التحقق من المعلومة! والحق يقال: إنها قد تكون...
ربما لا أبالغ حين أقول إنني أحسدها في طريقة تعاملها مع الآخرين، وطريقة تعاملهم معها، فحتى السيئين تكتشف جمالاً فيهم، وتتغير طريقتهم في التعامل معها، وهذا هو السر عندما سألتها عنه، قالت لي: إنني أكتشف...
البساطة والجمال كلمتان تقترنان ببعضهما البعض، فحيثما نجد البساطة نجد الجمال كذلك، وكلما رأيت هذه المرأة أرى هذين الشيئين بها، وما يعجبني حقاً بها هو بساطتها، التي تطغى على جميع جوانب حياتها، فلبسها جميل بسيط،...
جلست معها، شخصية هادئة نوعاً ما، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرتني أنها تميل للوحدة الآن بعد أن ابتعدت عن أغلب الناس لحماية نفسها كما تقول، وأوصدت الباب أمام الكثير من الأصحاب والمعارف المتعبين والمزعجين من وجهة...
هي امرأة متدفقة بمشاعرها، ذات حنان بالغ لأبنائها، ومن حولها، ولكنني رأيتها اليوم شاحبة باهتة، مبتعدة عن الجميع، ولم تشارك معنا في الأحاديث، فسألتها عن السبب، ولكنها لم تجبني بإجابة شافية، وتركتها وأنا أدعو لها...
هي امرأة تحيط بها هالة من الوقار، أستطيع أن أقول عنها هادئة وصامتة! ولكنها قوية، قوية بهدوئها وصمتها ووقارها، قوية بارتياح الناس معها، فهي تجذب من حولها بتلك الصفات. وقد يكون الأمر غريباً لدى البعض،...
هناك أرواح نستطيع وصفها بأنها بلسم وعلاج للآخرين، وهناك العكس! أرواح مريضة سقيمة! فمن أي الأرواح أنت؟! اجلس مع نفسك قليلاً واطرح عليها هذا السؤال! هل أنت بلسم لمن حولك؟ هل تمتلك لساناً أكثر كلماته...
كثيراً ما لفتت نظري تلك المرأة بهدوئها وابتسامتها، ووجهها الذي يجلب الراحة لمن يراها. هي تعاني من مشاكل عديدة. ورغم ذلك، ابتسامتها لا تفارق محيّاها، ولطالما يصيبني الاستغراب عندما أجلس معها أو أحادثها. ابنها يعاني...