عدد المقالات 142
إن كلمة الغوغاء تعني الجلبة واللغط والضوضاء، والغوغاء من الناس سُمّوا بذلك لكثرة لغطهم وصياحهم، وكما ورد بالمعجم يُسمّون بالهمج، وإن ما نشهده بعالم «السوشيال ميديا» من مهاترات وتقاذف بالألفاظ الواضحة والمدسوسة فيما بين الكلام لهو فعلاً غوغاء! فمثلاً، يقوم أحدهم بانتقاد تصرف شخصي للغير ويعممه على فئة من أهل قطر، ويواصل حديثه بتوجيه رسالة لهم، وينصّب نفسه متحدثاً رسمياً عن «هل قطر» كما يدعي وينسى نفسه ولا يراها بعين الناقد، كما يفعل بالآخرين، بحجة إن لم أستطع إصلاح نفسي فمن الممكن أن يكون لحديثي أثر إيجابي على الغير، ولكن مثل هذا التصرف أولد ردة فعل عكسية لدى الجميع، وتوجه عدد غفير من العوام بتوجيه رسالات صوتية عبر برنامج «واتس آب» يقصدون إيصالها لمن يسمي نفسه «مؤثراً اجتماعياً»، الأمر الذي دعاه لأن يعلّق على الموضوع ذاته والتمسكن، بهدف إبقاء سمعته الإعلامية بلا غبار قصداً للترزق منها. إنني أرى الموضوع من عدة جوانب، بأن من حق أي فرد أن يستمتع بحريته الشخصية، في ظل قانون المجتمع أو البلد الذي يزوره، كما راق له، وأن لا ندير البال لمن يوجهون انتقادات لاذعة لغيرهم بحجة النصح، أيضاً بأن تحاسب الجهات المعنية بالدولة من يعينون أنفسهم بالحديث عن الآخرين بحجة الانتماء، فشتان بين المنبرين؛ إذ لا أحد يجادل عن الدفاع عن الوطن مثلاً، ولكن لا يجوز الفهم الخاطئ لهذا المعنى، فكل فرد يمثل نفسه بآرائه وتصرفاته، لا على أسرته أو قبيلته أو حتى وطنه، وخاصة إن لم يحمل أية صفة رسمية! وفي الوقت نفسه استأت من كمية الإزعاج السمعي والمرئي التي تسبب بها هذا الفرد، وإشغاله مجموعة كبيرة من البشر، مما اضطرهم إلى فتح ملفاته القديمة لإرجاعه إلى حجمه الطبيعي. فرسالتي هنا أوجهها للعقلاء والمثقفين والبارزين اجتماعياً بأهدافهم السامية نحو خدمة المواطن والبلد، بأن يكثّفوا ظهورهم وتواجدهم على الساحة؛ لأننا بحاجة كبيرة لهم، وأن يزاحموا الغوغاء. وكما قيل بالمثل المشهور: «ما يصح إلا الصحيح».
من الأمثال الرائجة في منطقة الخليج العربي «حلاوة الثوب رقعته منه وفيه»، والتي تلامس طبيعة المثل القائل: «ما حكّ جلدك مثل ظفرك». وواقع الحال يحتّم علينا تولي زمام أمورنا بأنفسنا بدل انتظار غيرنا، الذي قد...
يتبادر لذهن أي قطري عند سماع كلمة «تناتيف» اسم المسلسل المشهور للممثل المتميز غانم السليطي، ولكن وللتوضيح «تناتيف» تعني متفرقات أو القطع الصغيرة وهي من النُتَف والنتفة في الفصحى أي الشيء القليل. فتناتيف مقالي لهذا...
تستفزني عبارة «ما في قطريين» أو «مش محصلين قطريين»! وهنا لا بدّ من التفسير للقراء العرب والذين لا يدركون اللهجة القطرية أو الخليجية بشكل عام، أنه لا يوجد قطريون، بمعنى يصعب أو يستحيل أن يكون...
تتمتع أجهزتنا الإلكترونية وهواتفنا المحمولة بخاصية المسح «wipe»، حيث يقوم هذا الأمر بمسح جميع المعلومات المخزنة على الجهاز، ويجعله كما لو كان في حالة الشراء، إذ يقوم باسترجاع وضع المصنع الذي كان عليه مجدداً من...
يحمل عنوان مقالي لهذا الأسبوع اسم شخصية مشهورة اشتهرت من خلال مجلة ماجد للأطفال، عبر مسابقة «ابحث عن فضولي» في أحد صفحاتها، وتتمحور حول إيجاد هذه الشخصية في زخم الرسومات أو التشكيل الكرتوني في مكان...
تحرص فئة كبيرة من الناس على اقتناء مفكرة للعام الجديد، إذ يهمون بتدوين خططهم ومشاريعهم المستقبلية وأفكارهم خوفاً من التشتت والضياع، كذلك يستخدمونها لتسجيل التواريخ المهمة توجساً من النسيان، فالمفكرة الجديدة تكون كما الأداة التفاؤلية...
كالعادة احتفلت دولتنا الحبيبة قطر في الـ 18 من ديسمبر من كل عام بعرسها الوطني، ولكن وبلا شك أن الاحتفالات كانت مختلفة هذه السنة، وذلك لما فرضته الظروف الصحية علينا من الاستمرار بالحدّ من التجمعات...
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله إذا أحبّ عبداً دعا جبريل فقال: إني أحبّ فلاناً فأحبّه، قال: فيحبّه جبريل، ثم...
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي بحادثتين مختلفتين، ولكنهما ذاتا قواسم مشتركة، وأهمها هو انعدام أو تدني مستوى تحمّل الأفراد مسؤولية أفعالهم، أو من هم تحت رعايتهم، ورغبتهم الشديدة والملحّة في تولي الجهات المختصة بالحكومة...
من الأمثال الشعبية القديمة «سوّ خير وقطّه بحر»، بمعنى اعمل الخير ولا تنتظر شكراً من أحد، ولعل في هذا المثل تجلياً واضحاً لقيمة العطاء من غير مقابل، ومدى استشعار المجتمع لقيمة العطاء. بالفعل إن العطاء...
نعلم جميعاً أن جائحة كورونا لم تنتهِ بعد، بالرغم من زعم بعض الدول اكتشاف اللقاح، ولكننا ندرك أنه ليس الدواء الآمن، وأنه ما زال قيد التحضير، وإلى ذلك الوقت ما زلنا نمارس الاحترازات والاحتياطات الواجبة،...
دائماً ما أطّلع على شكاوى بعض المترددين على وزارة ما في وسائل التواصل الاجتماعي، وأحياناً أستنكر ما يقولون أو يدّعون من بطء الإجراءات وتنفيذها من قبل الموظفين، ولكن عندما تعرّضت شخصياً لموقف مماثل عرفت مدى...