


عدد المقالات 129
تتقوم السياسة بالمصالح والتعامل الندي بين الدول وبمقدار ما تمتلك كل واحدة منها من قدرات وطاقات ومواقع ونقاط قوة، هذا ما هو شائع ومتعارف عليه بين كثير من الدول والقوى الكبرى في الإجمال العام، أما عند العرب فلا يوجد سياسة حقيقية بالمعنى العلمي الواقعي للكلمة، بل كل ما هنالك جملة مواعظ وخطابات سياسية أقرب ما تكون لطريقة العرب المعروفة في «تبويس اللحى»، والدليل على ذلك هو ما شاهدناه من كل هذا الفشل السياسي العربي الذريع في إدارة ملفات مجمل أزمات العرب وتحدياتهم السياسية منذ وقت طويل وحتى الآن، ونادراً ما عرف عنهم في العصور الحديثة الأخيرة تفوقهم في المجال السياسي الدولي، فالسياسي عندنا إما أن تكون صديقي حتى آخر الخط، وإلا فأنت عدوي على طول الخط، فلا منطقة رمادية، ولا أخذ وعطاء، ولا مصالح متبادلة، ولا محاولات للتمسك بأوراق قوة قد تنفع هنا وهناك على طاولات التسويات والمفاوضات. وكثير من العرب يعتبرون مثلاً الولايات المتحدة الأميركية عدوة لهم، وربما يعود السبب إلى هذه الدرجة المتدنية من حالة الوعي السياسي لطبيعة العلاقات والصراعات السياسية الدولية. فالولايات المتحدة الأميركية دولة كبيرة وقوية ذات امتداد سياسي واقتصادي على مساحة العالم كله، وهي لا تزال بتنوعها الحضاري والمدني تشكل أهم قوة علمية واقتصادية وصناعية وعسكرية على هذه البسيطة، كما أنها تمثل -مع بريطانيا والمجموعة الأوروبية- أرقى وأنجح الديمقراطيات الحاكمة في الغرب الحديث، وهي تبقى في موقع القوة رقم واحد في العالم بالرغم مما يقال عن انحسار مواقع قوتها، وبالتالي تراجعها نحو الداخل وتقلص حجم مكانتها ودورها في العالم على حساب تصاعد قوى ومراكز دولية أخرى كالصين والاتحاد الأوروبي وغيرهما من قوى العالم المعاصر، هذا ما يجب الإقرار والاعتراف به قبل أي شيء. ويبدو لي أن هذا الحديث أو المناخ السياسي الشعبوي العام (وقد بدأ يتغير مؤخراً من خلال فك حالة الربط شبه العضوية بين قضايا العرب الداخلية والخارجية، حيث التحرر والاستقلال الداخلي أهم وأولى من التحرر الخارجي) عن عدوانية هذه الدولة الكبيرة وعدم وقوفها مع قضايانا العربية المصيرية (وكأنها جمعية خيرية)، هو بمجمله لا يعبر سوى عن عدم فهم حالة التوازنات الدولية، وطبيعة مراكز القوى الدولية المؤثرة في المنطقة، وعدم معرفة كيفية التعاطي الإيجابي الخلاق معها، مع التغير الدائم في الساسة والأحزاب والإدارات السياسية هناك في أميركا وفي الغرب. • بالتعاون مع «مشروع منبر الحرية»
مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...
كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...
درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...
لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...
بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...
قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...
.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...
باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...
لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...
في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...
يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...
هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...