alsharq

إياد الدليمي

عدد المقالات 188

سوريا والحرب الأهلية

16 أغسطس 2012 , 12:00ص

يجتهد ممن يعتقدون أنفسهم بأنهم حريصون كل الحرص على سوريا وسلامتها، بالتخويف من حرب أهلية في حال سقط نظام بشار الأسد، متعللين بين وقت وآخر بما يدور في بعض الحواري السورية من عمليات، يقولون هم: إنها عمليات انتقام طائفية. بل وصل الأمر إلى أن تقوم إحدى فضائيات النظام الإيراني ببث صورة لطفل مشنوق، قالت في تعليقها على الصورة إنها لطفل عراقي لم يتجاوز الثالثة من عمره، قتله تكفيريون سوريون في حلب فقط لأنه شيعي، قبل أن يقوم أمام جمعة طهران أحمد جنتي بالاستشهاد بهذه اللقطة في خطبة الجمعة في معرض حشده للدعم الشعبي الإيراني لصالح نظام بشار الأسد. غير أن «حبل الكذب قصير» كما قالوا لنا قديماً وحديثاً، حيث اتضح أن تلك الصورة تعود لطفل سوري قام بتقليد مشهد في أحد الأفلام، وهو فعلاً من حلب، غير أن تاريخ نشر الصورة التي نشرتها وسائل إعلام سورية ودولية عدة تعود إلى العام 2010. هؤلاء المجتهدون يعتقدون أن سوريا سوف تنفجر كما البركان إذا ما سقط الأسد، وهم ما فتئوا يخوفون السوريون أولاً والدول المحيطة بسوريا ثانياً، من هذا البركان الطائفي الذي سوف يغرق المنطقة في أتون الظلمات، وكأنها كانت تنعم بأنوار التحرر والكرامة، في ظل وجود نظام بشار الأسد. الغريب أن هؤلاء يتجاهلون بعمد وبقصد ودراية وإصرار كل المحاولات التي قام بها نظام الأسد منذ انطلاق شرارة الثورة السورية، للإيقاع طائفياً بين السوريين، فنحن وهم/ نتذكر جيداً ما كان يبثه هذا النظام عبر وسائل إعلامه من أن من يتظاهر ضد النظام ما هم إلا ثلة من التكفيريين والسلفيين الذين يريدون أن يقيموا إمارة إسلامية هنا أو هناك، ونعلم جيداً كيف أن هذا النظام دفع إلى الأحياء الموالية له، وتحديداً العلوية في حمص، المال والسلاح من أجل القيام بعمليات انتقامية على أساس طائفي ضد الأحياء السنية في حمص. ولعل الشواهد على أفعال نظام الأسد الدنيئة لتفجير حرب طائفية في سوريا، أكثر من أن تعد أو تحصى، غير أن واقع الحال يؤكد أن كل تلك المحاولات والأفعال باءت بالفشل، رغم وجود تأثير لبعضها هنا أو هناك، ورغم وجود من اندفع لتنفيذ هذا المخطط، سواء بدافع الحفاظ على وجوده الذي أقنعه الأسد أنه مهدد، أو بدافع الانتقام. إن الحديث عن حرب أهلية في سوريا لا يعدو أن يكون تخويفاً وتهويلاً من قبل البعض في معرض دفاعهم عن الأسد ونظامه، فالحرب الأهلية غالباً ما تكون بين أطراف عرقية أو دينية أو طائفية متكافئة أو متقاربة عددياً، والحال هذا غير متوفر في سوريا، فالسنة هناك يشكلون أكثر من %75 والنسبة الباقية لبقية الطوائف والأديان، فهل يعقل أن يفكر بعضهم بمحاربة غالبية الشعب؟ نعم ستكون هناك محاولات مستميتة كما هو الحال عليه اليوم لإشعال حروب أهلية، تارة هنا وأخرى هناك، غير أنها سرعان ما ستنتهي بفعل واقع الحال الجغرافي والديمغرافي السوري. متوقع بعد أن يسقط هذا النظام أن تشتغل آلة التخريب، سواء تلك الآلة الداخلية المؤيدة للنظام أو تلك الخارجية التي تحيط بالجغرافية السورية، فخسارة هؤلاء لنظام مثل نظام بشار الأسد لن تعوض، وبالتالي فإنهم سوف يحاولون زعزعة الأوضاع في سوريا. إلا أن ما يمكن أن يطمئن المرء وهو ينظر لتعقيدات المشهد السوري، وجود حاضنة شعبية للثورة المستمرة منذ عام ونصف العام، وهي حاضنة أظهرت أنها مصرة على تحقيق أهداف الثورة بأي طريقة كانت، رغم كل ما تعرضت له من قتل وتنكيل وتهجير. وأيضاً هناك حاضنة عسكرية شكل الجيش السوري الحر نواتها، وهي ما يمكن أن يكون ضمانة حقيقية لمرحلة ما بعد سقوط النظام. خاصة أن هذا الجيش السوري الحر بات اليوم أكثر تماسكاً وتنظيماً وقدرة على إدارة الأوضاع على الأرض، فلقد أكسبته المواجهات المسلحة والعنيفة ضد قوات النظام السوري قدرة وإمكانية على أن يكون حافظاً أميناً لسوريا ما بعد الأسد. سوريا ما بعد الأسد لن تشهد حرباً أهلية، ولن تشهد اقتتال سوري–سوري، كما يحلو للبعض أن يروج، بل إن السوريين هم من سيواجهون أعداء شتى، سواء أعداء الداخل، من بقايا نظام الأسد، وهؤلاء لن يكونوا قوة قادرة على خلخلة الأمن فعلاً، وأعداء خارجيون، وهؤلاء يشكلون الخطر الداهم على سوريا ما بعد الأسد. على السوريين أن يكونوا واعين ومدركين لأعدائهم في الخارج، فهؤلاء لن يتركوا سوريا تنعم بالأمان، وكما كانت الثورة السورية تعبيراً صادقاً عن وحدة شعب تجاه نظام مجرم وقاتل، يجب أن تكون سوريا ما بعد الأسد تعبيراً صادقاً وتتويجاً حياً لدماء آلاف الشهداء ممن صعدت أرواحهم إلى السماء لتصعد معها سوريا الجديدة.

بهذه الأفعال تحاربون داعش؟

في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...

هل تعود أميركا لاحتلال العراق؟

لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...

وضاعت صنعاء.. فمن التالي؟

نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

الحكومة العراقية الجديدة... القديمة

في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...

سنّة العراق والخيارات المرة

ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...

أين العالم من تهجير سنة البصرة؟

انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...

ماذا بقي من العملية السياسية في العراق؟

أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...

التقسيم ليس حلاً للعراق

تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...

حتى لا يضيع العراق مرتين

لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...

ثورة العراق تحاصر إيران

نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...