alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

تركيا بعيون المعارضة والسلطة السوريتين!

16 يوليو 2011 , 12:00ص

ليس لأن تركيا فتحت حدودها أمام تدفق اللاجئين السوريين الذين هربوا من أفاعيل الحلول الأمنية، ولا لأنها استضافت مؤتمرين للمعارضة السورية على أراضيها، ولا مواقف رجب طيب أردوغان (رئيس الوزراء التركي) التي اتخذت مسارا قاسيا في بعض الأحيان فحسب وإنما لأن تركيا جارة وقريبة جدا لسوريا (جغرافيا وديمغرافيا) لذلك وجهت المعارضة أعينها إلى تركيا. ولا نستغرب أن بعض الاتجاهات في المعارضة وصلت إلى القناعة بأن تركيا بوسعها أن تجلب «حجر العلماء» للمعارضة بحكم أن تركيا هي صاحبة الهندسة التي خلصت النظام من أزمتها مع المجتمع الدولي في مرحلة ما بعد 2005، وهي قادرة اليوم على إغراق النظام في تلك الأزمة من جديد كما يقول المثل الكردي «من بنى شيئا يمتلك لغز هدمه»، أما السلطة فهي اليوم تراهن على إحداث تغيير (وهو حصل بالفعل لأن ما نسمعه من الأتراك ليس كما سمعناه قبل أسبوعين) في موقف تركيا لأنها جاوزت الانتخابات ظنا منها أن موقف أردوغان «المُنفعَل بخصوص سوريا وليس الفاعل» مرده الاستحقاق الانتخابي، أي أن أردوغان كان يراد منه توظيف حركة الاحتجاجات في سوريا لصالح حزبه الذي يتقدم على الأحزاب الأخرى لثلاث دورات متتالية ودائما بغالبية الأصوات، هذا من جهة، ومن جهة لا يريد النظام قطع علاقته بتركيا، لذلك يسعى النظام لأن يُبقي على علاقته مع تركيا، لعل وعسى أن يغير الأوروبي والأميركي -الذي قال وليد المعلم إنه سيزيلهما على الخريطة وسيتوجهون إلى الشرق- موقفهما من حركة الاحتجاجات ومن النظام الذي ما زال يصر على تغليب الخيار الأمني على الخيار السياسي. مع أن الإعلام السوري ما زال مستمرا في تهجمه على تركيا وأردوغان إلى درجة يطلب الموالون للنظام أن يبث التلفزيون السوري حلقات من مسلسل «أخوة التراب» الذي يفضح «الاستبداد العثماني». والحق ثمة رهانٌ من قبل أنصار السلطة على تغيير الموقف التركي من الاحتجاجات في سوريا، وبدأ البعض يتحدث عن موقف تركيا، مفاده: أنه لن تبقى على نفس الموقف الذي اتخذته قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فقد تغير «موقف تركيا» ومعرض للتغيير بشكل أوضح في الأيام القادمة، وما الكراس الذي قدمته تركيا إلى السلطة في سوريا إلا دليل على أن تركيا تود الإصلاح وليس التغيير في بنية النظام السوري، مع أن المعارضة تريد التغيير. تجدر الإشارة إلى أن هذا الكراس هو بمثابة خارطة الطريق للنظام السوري ليخرجه من أزمته الوطنية الغارق فيها، ولعل النظام أحوج إلى هذه الخارطة أولا، وكون تركيا هي الوحيدة التي تمتلك العصا السحرية للتأثير على موقف بعض الاتجاهات في المعارضة ثانيا. فالنظام يريد أن يخرج من الأزمة دون المساس بأركانه وبأقل خسارة. أما المعارضة التي تبدو قريبة جدا لأردوغان، ومرد هذه القربة ليس تماما كما يظن البعض العزف على الوتر المذهبي (تركيا الدولة السنية القريبة) بل تفكر بأنه يمكن استثمار العلاقة الوطيدة التي تربط أردوغان بالرئيس بشار الأسد للحؤول دون الانزلاق في الانقسامات المجتمعية، كما أن الاعتماد على أردوغان يعزز التلاحم العربي مع نشطاء الثورة في سوريا، لكونه محببا بالنسبة للشارع العربي، كما أن العلاقة مع أردوغان تسير التطور لا تعيقه، ولكيلا تُلام المعارضة من قبل النخب العربية في الدول العربية التي ما انفكت تعاني من نفس «تسونامي التغيير» يمكن القول: إن ما سلف يشكل اليوم أرضية العبور للمعارضة الخارجية إلى الساحة السياسية في سوريا من خلال تركيا. يوحي الأفق بأن تركيا هي الوحيدة التي بإمكانها أن تلعب دورا مهما بالنسبة للمعارضة والسلطة بعد أن أصبح جليا أنهما يعولان عليها، الأمر الذي وضع أردوغان أمام الاستحقاق الأخلاقي لتطييب الخواطر، خصوصا أن ثمة معطيات جديدة أُقحِمَت في المسألة السورية، إذ أعلنت إيران أنها ترفض أي تدخل في شأن سوريا الداخلي، الأمر الذي عكر المزاج التركي الذي يرفض أن يخسر سوريا (بوابة تركيا للعالم العربي). وهكذا لم يبق أمام تركيا غير خيار اتخاذ السبُل الدبلوماسية الهادئة، وإعطاء فرصة أخرى للنظام، والانخراط في الحديث بشكل أعمق مع النظام. لكنه وفي ظل هذه الظروف ماذا سيفعل المرء للنظام؟ هناك أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري في تركيا والعدد يزداد لحظة بعد أخرى، وعلى عكس ما يقوله النظام إنه تجاوز الأزمة، فالمظاهرات تفعل فعلتها. في حين كانت المظاهرات تقتصر على يوم الجمعة، والآن التكتيكات مغايرة، فأصبحنا نرى المظاهرات في كل يوم، إضافة إلى مسيرات الشموع، ومسيرات الأطفال، والنسوة، حتى في ركن الدين (الحي الدمشقي ذي الأغلبية الكردية) قامت المظاهرة (مرة) بعد منتصف الليل. فضلا عن الحراك من قبل المعارضة في الخارج ومظاهرات السوريين ومعهم بعض العرب في عواصم الدول الأجنبية وفي بعض الدول العربية. علاوة على ذلك تُطرح من هنا وهناك مبادرات للحل من قبل المثقفين والمعارضة، وكانت آخرها مبادرة منسقية الثورة السورية الداعية إلى «مؤتمر الإنقاذ الوطني»، إضافة إلى خارطة الطريق للمعارض ميشيل كيلو، والمبادرة الكردية للحل والتي وصفت ما يجري في سوريا بـ»النهضة». بالمقابل نلاحظ بطء النظام في تفعيل ما صدر من المراسيم والقوانين والتعاميم، وتراهن على أن الشارع سيهدأ فور تغيير الموقف الخارجي الإقليمي والدولي وبعد أن تترجم ما سينجم عن «مؤتمر الحوار الوطني» الذي يتبناه النظام. ولا نستغرب أن حكومة أردوغان ومنذ اليوم الأول من الاحتجاجات السورية كانت تعيش بين طرفي حجر الرحى، طرف الشارع التركي الذي غالبيته يطلب من أردوغان اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه السلطات السورية، والطرف الآخر هو طبقة الأثرياء الأتراك التي عززت مواقعها في سوريا وهذه الطبقة ما فتئت ترى مصلحتها في ظل هذا النظام وهي بحاجة إلى بيئة اقتصادية مستقرة وإن كانت فاسدة، على عكس تركيا التي تمنع توسع ظاهرة الفساد خصوصا في ظل حكومة «العدالة والتنمية» التي ما انفكت إلا وهي ترى محاربة الفساد إحدى مصادر قوتها. ولذلك نلاحظ ثمة موقف جديد يُبلور في تركيا خصوصا من رجب طيب أردوغان، ومن يدري؟ ربما يكون الموقف الجديد الذي ينتظره البعض من تركيا ملائما جدا لرؤية أثرياء الأتراك الذين يريدون الاستقرار على عكس ما توده المعارضة السورية هو «تغيير النظام»!! ينشر بالتعاون مع «مشروع منبر الحرية» www.minbaralhurriyya.org

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...