alsharq

د. خالد محمد باطرفي

عدد المقالات 24

مصير اليمن.. بين بيان صنعاء وإعلان عدن

15 مايو 2017 , 01:20ص

مسكينة هي الجماهير العربية. لشدة ما عانته ومرت به تعلقت بكل أمل مهما كان ضعيفاً، وصدقت كل من يعد بتحقيقه، مهما كانت خيبات تاريخه وهنات مصداقيته. فعبر التاريخ العربي الحديث رفعت رايات كثيرة بعضها لتحرير القدس، وأخرى لاستقلال الأمة وتوحيدها. وفي كل مرة، كنا نقع في فخ الدعاية، ونصدق الوعود من إلقاء إسرائيل في البحر إلى أم المعارك، وفي كل مرة نستيقظ على نكسة وهزيمة، وتبريرات بالخيانة والمؤامرة.. ونصدق، ونثق، ونحلم من جديد.. لا نتعلم من الدروس.. ولا نتوب! لم نفق بعد من أكذوبة الحوثي بتحقيق النصر الإلهي، وتلبية مطالب الجماهير… بتحرير فلسطين وهزيمة إسرائيل والوقوف في وجه الاستكبار العالمي وشيطانه الأكبر، أميركا.. الأكذوبة التي تكررت في العقود الأخيرة، واستنسخت من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان، ومع ذلك وجدت من يصفق لها ويصدقها في اليمن، ويتناسى التاريخ الدموي التخريبي لمن أطلقوها. لم يكد الحالمون يستقيظون من أكذوبة الحوثي حتى جاء وعد جديد. فمن إعلان صنعاء الانقلابي، إلى إعلان عدن الانفصالي.. وعد «جديد-قديم» بتحقيق الأحلام وتلبية المطالب! الغريب أن الجماهير الموهومة، كما في كل مرة، تنسى أو تتناسى تاريخ أصحاب الوعود رغم قرب العهد.. ألم يرفعوا هم أنفسهم الشعار الماركسي (الوحدة أو الموت) حتى فرضوا الوحدة القسرية في ١٩٩٠؟ ثم خرجوا علينا من الضاحية الجنوبية في بيروت، وتحت رعاية إيران وحماية حزب الله، وعبر محطته الفضائية وآلته الدعائية بشعار «الانفصال أو الموت»؟ ومن يضمن غداً أن يخرجوا علينا بشعار «ولاية الفقيه أو الموت»؟! لنضع الأحداث في سياقها أيها السادة. قيادات حراكية تسنمت مناصب قيادية تحت مظلة الشرعية فرضيت. ثم أقيلت فأعلنت الثورة والانفصال. ألا يذكركم هذا المشهد بتاريخنا؟ أليس هذا ما يحدث اليوم في ليبيا؟ كل الحركات والثورات والانقلابات تخرج باسم الشعب والأمة.. باسم الحاضر والمستقبل.. باسم الدين والعروبة.. وليس باسم المصالح الشخصية والحزبية والكراسي والحسابات البنكية! ونحن في كل مرة نصدق.. ونصدق.. ونصدق! ربما، إذن، نستحق ما ننتهي إليه! نعود إلى بيان عدن وتأسيس المجلس السياسي للجنوب، ونسأل أنفسنا من المستفيد؟ في الوقت الذي توشك فيه قوات التحالف العربي وبدعم من الغرب، وتحت مظلة الأمم المتحدة، على تحرير ما تبقى من أراضي اليمن، وإعادة بنائه وإنمائه ودخوله مجلس التعاون الخليجي، يخرج علينا من يؤكد ادعاءات الانقلابيين بأن حرب التحرير ودعم الشرعية ووحدة اليمن هي في واقع الأمر حرب الانفصال والاستيلاء والضم. كيف نكسب الدعم الدولي ونبرر مواجهة انقلاب والسماح بآخر؟ نعم هناك مطالب مشروعة لأهلنا في الجنوب، فهذه وحدة فرضت عليهم، باتفاق بين القيادات (على الطريقة العربية) وليس باستفتاء الشعوب. وهذا الظلم رسخته حكومة المخلوع بالاستيلاء على مقدرات الجنوب وتحويلها إلى الحسابات الشخصية، وحرمان حتى المناطق النفطية من التنمية والخدمات والوظائف، مما أدى إلى «الهبة الحضرمية». إلا أن هذه المظالم طرحت في مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء برعاية دول الخليج والمجتمع الدولي، وشارك فيها الحراك الجنوبي وقيادات الجنوب، وتم الاتفاق على تحويل دولة الوحدة المطلقة إلى اتحادية فيدرالية ، ويحصل الجنوب على حكم ذاتي وبرلمان وحكومة، وأولوية الاستفادة من موارده، ويتبع ذلك استفتاء عام لتكريس خيار وحكم الشعب عبر صناديق الانتخاب، لا اختيار وحكم الشارع والحزب والعسكر لديمقراطية الدولة، لا قسرية النخبة وفوضوية الحشود. أقول لأحبتي الذين راجعوني في موقفي من بيان عدن والمجلس السياسي الجنوبي، لا تستغفلنكم البيانات العنترية، والعزف على المظلومية، فمصلحتكم آخر ما يعني الانفصاليين. استحضروا تاريخهم الماركسي الدموي المدمر… وتذكروا أن حلمكم بحكم رشيد لا يحققه إلا الراشدون!

هل نسي الخليج فلسطين؟

كان الحوار مشتعلاً، وجاء من إخوتنا العرب من يتساءل عن موقف السعودية ودول الخليج الحالي تجاه القضية الفلسطينية، وحماس، بعد قمم الرياض. قلت لهم: كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها: أمنها، استقرارها، تنميتها، رفاه شعبها، مكانتها...

قمم الخليج .. وانتخابات إيران!

قال الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة، لمستشاريه يوماً: بريطانيا دولة صديقة، وأميركا دولة شريكة، وفي ميزان مصالح الدول يتقدم الشريك على الصديق. نعم، العلاقات بين الدول تقوم على المصالح التي تربح منها...

زيارة ترمب للسعودية.. والوحدة الخليجية!

كنت أحاول إيضاح مواقف الدول الخليجية حول القضايا العربية الرئيسية، وتباينها في بعض الملفات، كمصر وسوريا، عندما علقت الزميلة المغاربية: في نظرنا، الموقف الخليجي واحد بغض النظر عن التفاصيل! وبعكس حالنا في الاتحاد المغاربي والتكتلات...

زمن العجائب.. وأسبوع المفاجآت الخليجي

يصف الأمير الشاعر خالد الفيصل أحوال هذا الزمن في مطلع قصيدة، غناها الفنان محمد عبده، بقوله: «يازمان العجايب وش بقى ماظهـر … كلِّ ماقلت هانت جد علمٍ جديـد». أردد هذا البيت مؤخراً كلما أتحفتنا الأيام...

بناء الجسور.. و«العيون التونسية»

كانت المناسبة افتتاح معرض صور فوتوغرافية يحمل عنوان “تونس بعيون سعودية” بفندق حياة بارك بمدينة جدة، تحت رعاية وزيرة السياحة التونسية السيدة سلمى اللومي رقيق، وبحضور سفير تونس لطفي بن قايد، وقنصلها العام بجدة سامي...

ماذا تريد السعودية وقطر من «إفريقية»؟

ماذا يريد الخليج من إفريقيا (أو إفريقية كما سماها العرب الأوائل)؟. ما الذي يربط دولاً عربية مشرقية بالقارة السوداء؟. لماذا يقوم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرقطر بزيارات متتالية خلال أقل من عام بدءاً...

جرائم الكيماوي وهندسة الجينات العربية!

انتقدت متابعة جزائرية بـ «تويتر» مشاركتي في قناة «سكاي نيوز العربية» حول الموقف العربي من الضربة الأميركية لقاعدة شعيرات السورية، التي انطلقت منها هجمات الكيماوي على بلدة خان شيخون. قلت في هذه المداخلة إن حكومات...

ليلة القبض على «طهران»!

قال الباحث الإيراني معلقاً لقناة العربية على قمة البحر الميت: بعض العيون لن تنام الليلة في طهران. فالتئام العرب بهذا الحشد، ومقابلة الملك سلمان للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وزيارته القادمة للسعودية، ومع رئيس الوزراء العراقي...

القطار الخليجي السريع

يتساءل الكثيرون عما وراء عاصفة الحراك الخليجي حول العالم، قبل أن نجيب لنقرأ عناوين بعض هذه التحركات الأخيرة: الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، في أنقرة، في حلقة جديدة من التقارب الخليجي-التركي في شتى...

تركيا «تصفير المشاكل» أم تصعيدها؟!

تساءل كاتب هل من مصلحة تركيا توتير علاقتها مع أوروبا؟ فعلق عضو بمجموعة واتس آب معنية بالشأن التركي: نعم من مصلحتها توعية الشعب أن الغرب عدو لدود للمسلمين؛ ولذا يجب أن ينجح أردوغان حتى نقاوم...

جيش لبنان إيراني؟

في مستهل زيارتي الأخيرة للبنان، جاورني الحظ في بعض رحلتي مع قوميّ لبناني درزي (كما قدم نفسه)، يعمل في مدينة جدة، ساءلني عن موقف “الشقيقة الكبرى” ومجلس التعاون الخليجي من بلاده، والطوائف والأحزاب المختلفة فيها،...

جولة الملك سلمان للتضامن الإسلامي

كان الدبلوماسي الماليزي مشرقا بالحماس بعد إعلان زيارة الملك سلمان لبلاده، ويسأل عن كل ما يفيد لإنجاحها، موضحا «هذه زيارة غير عادية، لزعيم غير عادي. فخادم الحرمين الشريفين بالنسبة لنا إمام المسلمين والأب الروحي، ولذا...