alsharq

د. خالد محمد باطرفي

عدد المقالات 24

جرائم الكيماوي وهندسة الجينات العربية!

10 أبريل 2017 , 01:09ص

انتقدت متابعة جزائرية بـ «تويتر» مشاركتي في قناة «سكاي نيوز العربية» حول الموقف العربي من الضربة الأميركية لقاعدة شعيرات السورية، التي انطلقت منها هجمات الكيماوي على بلدة خان شيخون. قلت في هذه المداخلة إن حكومات الخليج ومعظم الدول العربية، ومعهم تركيا، أيدت الضربة العقابية للنظام السوري، ودعت إلى خطوات أكبر، كإقامة مناطق آمنة في شمال البلاد، ومنع تحليق الطيران فوق المناطق المدنية، وتزويد المعارضة المعتدلة بأسلحة نوعية متطورة، كالمضادات الجوية. وكانت هذه الدول، تتقدمها السعودية وقطر، قد أبدت استياءها عندما تعهدت إدارة أوباما بضربات عقابية مماثلة بعد جريمة الغوطة، عام ٢٠١٣ م، ثم تراجعت أمام العرض الروسي باستلام وتدمير الأسلحة الكيميائية والمواد والمصانع التي يمتلكها النظام، وضمان عدم استخدامها مرة أخرى. والتأييد اليوم لهذه الضربة يأتي استمراراً للمواقف السابقة، وأملاً في مواقف أكثر صلابة وحزماً ضد نظام قتل نصف مليون من شعبه، وشرد أحد عشر مليوناً، وحول سبعة ملايين إلى لاجئين خارج بلادهم، مستعيناً في ذلك بقوى شر أجنبية كروسيا وإيران وميليشيات إرهابية كحزب الله، ومنظمات داعش والقاعدة، وربيبتها النصرة، التي رعاها وقواها واستقوى بها، ثم أدعى حربها وابتز العالم بها. أما حكومات الدول التي سادها الصمت تجاه الضربة، كالجزائر والعراق ولبنان، فهي دول محتارة بين علاقتها الخاصة مع النظام السوري، وتضامنها مع الدول العربية. والأغرب منها موقف حكومة مصر التي أصدرت بياناً في مجلس الأمن، خلال مناقشاته للضربة الأميركية وأسبابها، لا علاقة له بما يجري، فقد كان خطاباً وعظياً «تدعو فيه الجميع لتنحية الخلافات والتجاذبات المتزايدة، والتركيز على سبل الخروج من المتاهة السورية لوقف إطلاق النار، ودفع جاد وموضوعي ودون شروط أو مناورات إجرائية للمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف». ولم يتطرق ولا بكلمة لا للهجوم الكيماوي ولا العقاب الأميركي. ولا غرابة في ذلك، فهو استمرار للمواقف السابقة التي تحاول استرضاء جميع الأطراف، الغرب وأميركا من جانب، وروسيا وإيران من جانب آخر، مع تحاشي انتقاد النظام السوري الحليف. وترى الأخت الجزائرية الكريمة أن موقف بلادها دليل على الحكمة والتأني والعروبة، وتنصح الدول العربية التي سارعت إلى تأييد ضرب دولة عربية شقيقة من دول أجنبية بمراجعة نفسها، وإعادة هندسة جيناتها العربية، والتعلّم في مدرسة الجزائر، والاستفادة من مهاراتها الدبلوماسية المحنكة. قلت لها إن الجزائر بلد عربي أصيل، والخيار واضح بين الضحية العربي والجلاد العجمي، وكنا نأمل ألا تصمت حكومته تجاه مقتل شعب عربي ودمار بلده على يد نظام عميل للأجانب. وإذا كان الأميركي انتقم لضحايا الكيماوي بضرب قاعدة عسكرية نصفها روسي، مع تحذير مسبق بإخلائها من الجنود والمدنيين، فالروسي (وهو ليس عربياً أو مسلماً بكل المقاييس) دمر مدناً على رؤوس أهلها منذ عامين، وسمح لحليفه باستخدام أسلحة الدمار الشامل، إن لم يكن زوده بها، وخدع العالم بادعاء أنه سحبها منه، وضمن عدم تكرار استخدامها. إن الذي يجري في سوريا لم يعد شأناً عربياً فحسب، فالجرائم ضد الإنسانية تعني العالم كله. وضعف الأمة وتهاونها في حماية أوطانها هو الذي فتح الباب على مصراعيه للأجانب من كل حدب وصوب. ودعم حكومات عربية لأنظمة ترعى الإرهاب وتمارسه وتستعين بشذاذ الآفاق ضد شعوبها، هو الذي أوصلنا لهذا الحال. ولو كنا، كعرب ومسلمين، وقفنا صفاً واحداً وبنياناً مرصوصاً وطبقنا أمره صلوات الله وسلامه عليه «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» بردعه عن ظلمه، لما احتجنا إلى إعادة هندسة جيناتنا العربية، ولا الانخراط في مدارس البيانات المتناقضة أو الصمت المهين، إرضاء واسترضاء للعجم على حساب العرب، وللخونة والعملاء على حساب أوطانهم وشعوبهم!

هل نسي الخليج فلسطين؟

كان الحوار مشتعلاً، وجاء من إخوتنا العرب من يتساءل عن موقف السعودية ودول الخليج الحالي تجاه القضية الفلسطينية، وحماس، بعد قمم الرياض. قلت لهم: كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها: أمنها، استقرارها، تنميتها، رفاه شعبها، مكانتها...

قمم الخليج .. وانتخابات إيران!

قال الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة، لمستشاريه يوماً: بريطانيا دولة صديقة، وأميركا دولة شريكة، وفي ميزان مصالح الدول يتقدم الشريك على الصديق. نعم، العلاقات بين الدول تقوم على المصالح التي تربح منها...

مصير اليمن.. بين بيان صنعاء وإعلان عدن

مسكينة هي الجماهير العربية. لشدة ما عانته ومرت به تعلقت بكل أمل مهما كان ضعيفاً، وصدقت كل من يعد بتحقيقه، مهما كانت خيبات تاريخه وهنات مصداقيته. فعبر التاريخ العربي الحديث رفعت رايات كثيرة بعضها لتحرير...

زيارة ترمب للسعودية.. والوحدة الخليجية!

كنت أحاول إيضاح مواقف الدول الخليجية حول القضايا العربية الرئيسية، وتباينها في بعض الملفات، كمصر وسوريا، عندما علقت الزميلة المغاربية: في نظرنا، الموقف الخليجي واحد بغض النظر عن التفاصيل! وبعكس حالنا في الاتحاد المغاربي والتكتلات...

زمن العجائب.. وأسبوع المفاجآت الخليجي

يصف الأمير الشاعر خالد الفيصل أحوال هذا الزمن في مطلع قصيدة، غناها الفنان محمد عبده، بقوله: «يازمان العجايب وش بقى ماظهـر … كلِّ ماقلت هانت جد علمٍ جديـد». أردد هذا البيت مؤخراً كلما أتحفتنا الأيام...

بناء الجسور.. و«العيون التونسية»

كانت المناسبة افتتاح معرض صور فوتوغرافية يحمل عنوان “تونس بعيون سعودية” بفندق حياة بارك بمدينة جدة، تحت رعاية وزيرة السياحة التونسية السيدة سلمى اللومي رقيق، وبحضور سفير تونس لطفي بن قايد، وقنصلها العام بجدة سامي...

ماذا تريد السعودية وقطر من «إفريقية»؟

ماذا يريد الخليج من إفريقيا (أو إفريقية كما سماها العرب الأوائل)؟. ما الذي يربط دولاً عربية مشرقية بالقارة السوداء؟. لماذا يقوم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرقطر بزيارات متتالية خلال أقل من عام بدءاً...

ليلة القبض على «طهران»!

قال الباحث الإيراني معلقاً لقناة العربية على قمة البحر الميت: بعض العيون لن تنام الليلة في طهران. فالتئام العرب بهذا الحشد، ومقابلة الملك سلمان للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وزيارته القادمة للسعودية، ومع رئيس الوزراء العراقي...

القطار الخليجي السريع

يتساءل الكثيرون عما وراء عاصفة الحراك الخليجي حول العالم، قبل أن نجيب لنقرأ عناوين بعض هذه التحركات الأخيرة: الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، في أنقرة، في حلقة جديدة من التقارب الخليجي-التركي في شتى...

تركيا «تصفير المشاكل» أم تصعيدها؟!

تساءل كاتب هل من مصلحة تركيا توتير علاقتها مع أوروبا؟ فعلق عضو بمجموعة واتس آب معنية بالشأن التركي: نعم من مصلحتها توعية الشعب أن الغرب عدو لدود للمسلمين؛ ولذا يجب أن ينجح أردوغان حتى نقاوم...

جيش لبنان إيراني؟

في مستهل زيارتي الأخيرة للبنان، جاورني الحظ في بعض رحلتي مع قوميّ لبناني درزي (كما قدم نفسه)، يعمل في مدينة جدة، ساءلني عن موقف “الشقيقة الكبرى” ومجلس التعاون الخليجي من بلاده، والطوائف والأحزاب المختلفة فيها،...

جولة الملك سلمان للتضامن الإسلامي

كان الدبلوماسي الماليزي مشرقا بالحماس بعد إعلان زيارة الملك سلمان لبلاده، ويسأل عن كل ما يفيد لإنجاحها، موضحا «هذه زيارة غير عادية، لزعيم غير عادي. فخادم الحرمين الشريفين بالنسبة لنا إمام المسلمين والأب الروحي، ولذا...