عدد المقالات 166
في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات الكوارث الطبيعية يتم التعاون وفقا للقاعدة الأخلاقية والإنسانية، المهم أن شيئا ما يدفع هذه الدولة لمساعدة الدولة الأخرى، ولم يخطر في ذهن المنظِّرين لعلاقات الدول أن دولة ما تتوقع مساعدة من دولة أخرى، لأن (فلوسهم زي الرز)! مما سيحفظه التاريخ للمشير السيسي، بخلاف انقلابه على من عيَّنه، وحنثه اليمين، ومسلسل الكذب الذي لم يتوقف لحظة واحدة في فترة زمنية قصيرة، وضعف إمكانياته وسوء أدائه وهزالة منطقه ولغته، سيحفظ له أنه اجترح نظرية «الرز المتلتل» في العلاقات الدولية، وعلى طلبة العلوم السياسية الاستعداد جيدا لدراسة هذا الابتكار الخطير! تتوقع الدولة من الدولة الأخرى مساعدتها، لأنها ترى كميات الرز المتلتل في بنوكها المركزية، وبالتالي، لا يمكن لها إلا أن تنتظر نصيبها من هذا الرز، وعشرة من هنا، وعشرة من هناك، وشوية في البنك المركزي، مع أن هذا البنك المركزي يفترض أن يكون الوعاء لكل هذه الأموال! ولا يجب علينا أن نتجاوز عن ملحق «الفكة» في نظرية «البسطة» التي أطلقها السيسي، إن أربعين مليون دولار لا قيمة لها في هذه النظرية، ومع أنصاف الدول بعين السيسي وعصبته! بعيدا عن هزل السيسي، لا أتخيل شخصيا أن دول الخليج تتوقف لحظة واحدة عن مساعدة مصر، بما فيها قطر، بل إن ضرورة تقديم المساعدة من قبل قطر أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، والمساعدات التي أتحدث عنها ليست وفق مبدأ عشرة هنا وعشرة هناك، فمصر ليست الجيب الخلفي للسيسي وقيادات جيشه التي تعتاش على سرقة المعونات الخارجية منذ نهاية السبعينيات، ولا المساعدات التي توضع في الحسابات التي يختارها السيسي، علينا أن نكشف كذبه أمام شعبه، وأن نتبنى مبادرات واضحة ومعلنة وعلى أساس المشاريع، كما تفعل الدول الأوروبية التي لا تساعد العصابات بل تساعد شعوبهم على البقاء، وبدل أن نترك أموالنا والتي أردنا بها مساعدة الشعب المصري على الحياة، تذهب هباء منثورا للجيش وقياداته وأوساطه الفنية والإعلامية، نشترط علنا المواضع التي نستثمر فيها وتذهب إليها هذه المساعدات. لماذا وصفنا السيسي وجماعته بأنصاف الدول؟ لأنه بعقلية العصابة والابتزاز رأى منا ما يعزز نظرته البائسة والسيئة هذه، ونحن هنا نرتكب خطيئة في كل اتجاه، في حق أنفسنا وشعوبنا التي ترى اليوم نتيجة مساعداتنا الغبية، وخطيئة في حق الشعب المصري الذي تواطأنا عليه مع هذه العصابة، وهذا ما يستلزم التوقف فورا وإعادة النظر في هذه المسألة برمتها، فأموالنا ليست عرضة للهدر والعبث، ولا يجب أن يفوتنا الدرس الذي تعلمناه من هذه الأحاديث المسربة للسيسي وجماعته.? • ? @alialdafiri
تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...
هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...
لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...
جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...
لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...
موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...
يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...
بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...
في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...
من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...
في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...
يتصور الناس واهمين، أن الانتماء لبلد ما، يستوجب الذهاب إلى ضابط الهجرة والجوازات، والتوقيع على الأوراق الخاصة بجواز السفر الجديد، الممغنط، وإحداث التغيير المطلوب في خانة الجنسية، هنا فقط، تصبح مواطنا كامل الدسم والامتيازات، ويحق...