


عدد المقالات 196
تقول إحدى الأخوات: «ذهبت مع صديقتي لنشاهد فيلماً في السينما، وأتت معها إحدى قريباتها التي لم تكتفِ بانتقاد الفيلم بل انتقدت كل شيء حولها، فالكراسي غير مريحة، والجمهور مزعج، والفشار ليس طازجاً، والعصير ليس بارداً، والحق يقال فقد عكرت صفو خروجنا». وتقول إحدى الموظفات: «لي زميلة في العمل لا يعجبها العجب، فلا يوجد شيء إلا وأظهرت به عيباً وانتقدته، فإذا سألناها عن أداء زميلة أخرى، تقول: لا بأس ولكنها بطيئة في إنجاز المهام، وهي كذا وكذا، وإذا سألناها عن فعالية من الفعاليات لا تمدح، بل تذكر العيوب فقط، حتى أنني أصبحت لا أسألها عن شيء، لأنني أعرف مسبقاً ما ستقوله!». وهذا النوع هو الناقد الساخط على من حوله للأسف، ولو تحدثنا عن النقد لوجدنا أننا لو تجنبناه في كثير من أمور حياتنا وغضضنا الطرف عما نراه عيوباً في الآخرين، وركزنا على محاسنهم لأصبحت أيامنا أجمل، وأكثر إنجازاً وتميّزاً، ولكن الناس تختلف فمنهم الحاسد الساخط الذي يشكو عللاً في نفسه ولا يرى عيوبه، بل يحاول أن يغطيها بانتقاد كل ما يمر حوله. وأنا هنا لا أتكلم عن النقد البنّاء، الذي يصدر من محب يتمنى لنا الأفضل، ويساعدنا بخبرته، بل عن النقد الجارح أو النقد الذي ليس بمحله، ولكن من خلال تجربتي في هذه الحياة أرى أن النقد بشكل عام لا يتقبله البعض حتى لو كان بناءً، ويعتبره تقليلا من الشأن ربما، فالناس مختلفون في طبائعهم، والحياة نفسها بها أمور كثيرة تقبل الخلاف، وقد نرى شخصاً مخطئاً تماماً من وجهة نظرنا، ولكنه لا يعتقد ذلك أبداً، ولديه أسبابه التي تجعله يرى نفسه أنه الصح ونحن المخطئون. والأم مثلاً عندما تنتقد أبناءها، فلا نعتبره نقداّ بل هي تنصح من قلب محب، وليتنا نضع أنفسنا مكانها إذا قامت باللوم أو العتاب أو النقد، ونلتمس لها العذر ونتقبل ما قالته حتى لو كان خاطئاً من وجهة نظرنا. تقول إحدى الأمهات: «ابنتي لا تتقبل مني شيئا، وتفعل عكس ما أطلبه منها»، وعندما قرأت عن سن المراهقة علمت أن الأبناء في هذه السن لا يتقبلون النقد ويكرهون أسلوب الأمر، قلت لها ليس فقط من هم في سن المراهقة، بل الجميع يكره اللوم والنقد، وأسلوب الأمر، وتابعت حديثها بأنها غيّرت في تعاملها مع أبنائها وأعطتهم الحرية التي يريدونها ولكن بذكاء ومراقبة منها، وهذه الابنة لو تخيلت أنها سوف تكون أماً في المستقبل وسوف تتحمل مسؤولية تربية الأبناء وتوجيههم لالتمست العذر لأمها التي قد تقسو عليها أحياناً خوفاً وحباً لها. إن وضع أنفسنا بموضع الآخرين ورؤية الأشياء بعيونهم، تجعلنا نفهمهم ونتعاطف معهم أكثر، ونجاحنا في التعامل مع الناس وكسبهم يعتمد على تقبلنا لآرائهم، فالكمال لله وحده ولا يوجد شخص كامل، وليس علينا أبداً النظر إلى عيوبهم أو ما يقترفونه من أخطاء، بل نركز على ما هو جميل بهم، لتكون حياتنا جميعنا أجمل.
ومرة أخرى وأخرى سوف أتحدث عن اللطف! ببساطة كن لطيفاً وكوني لطيفة، كونوا لطفاء! هناك حتماً من لا تجذبه هذه الجمل، ويبقى بعيداً في عالمه المليء بالصراعات، قد يعاني وقد يستمتع بمعاناته وانشغاله بصراعاته! السر...
يعيش الإنسان حياته طامحاً في تحقيق أمنياته وأحلامه، ويسعى لأجلها، ولكن المكافح الذي يملك قوة الإرادة والعزم هو من يصل في النهاية. ويمكنني القول إن النجاح هو شعور الإنسان بالرضا عما فعله ويفعله، فهذا الشعور...
هي حلوة الكلمات، يكاد أن يكون كل ما تنطقه طيباً، فهي تمتلك سيلاً متدفقاً من الكلمات الجميلة، لذلك أعترف براحتي وانشراحي عندما أجالسها، كما أنها تمتلك حساً فكاهياً، فأحاديثها لا تخلو من المرح والمزاح الجميل...
دارت المناقشة أمامي بين امرأتين، وعلا صوتهما وسمعت بعض الكلمات النابية التي كنت أتمنى ألا أسمعها من إحداهن، بينما الأخرى رغم أن صوتها كان عالياً فإنها لم تتلفظ بألفاظ جارحة ولا كلمات نابية. حاولنا التدخل...
رغم أنها ليست صغيرة بالسن، ويفترض أنها ذات خبرة في الحياة، إلا أنها تصدّق أغلب ما تسمعه أو تقرأه من معلومات خاصة عن الأمراض، تفعل ذلك دون التحقق من المعلومة! والحق يقال: إنها قد تكون...
ربما لا أبالغ حين أقول إنني أحسدها في طريقة تعاملها مع الآخرين، وطريقة تعاملهم معها، فحتى السيئين تكتشف جمالاً فيهم، وتتغير طريقتهم في التعامل معها، وهذا هو السر عندما سألتها عنه، قالت لي: إنني أكتشف...
البساطة والجمال كلمتان تقترنان ببعضهما البعض، فحيثما نجد البساطة نجد الجمال كذلك، وكلما رأيت هذه المرأة أرى هذين الشيئين بها، وما يعجبني حقاً بها هو بساطتها، التي تطغى على جميع جوانب حياتها، فلبسها جميل بسيط،...
جلست معها، شخصية هادئة نوعاً ما، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرتني أنها تميل للوحدة الآن بعد أن ابتعدت عن أغلب الناس لحماية نفسها كما تقول، وأوصدت الباب أمام الكثير من الأصحاب والمعارف المتعبين والمزعجين من وجهة...
هي امرأة متدفقة بمشاعرها، ذات حنان بالغ لأبنائها، ومن حولها، ولكنني رأيتها اليوم شاحبة باهتة، مبتعدة عن الجميع، ولم تشارك معنا في الأحاديث، فسألتها عن السبب، ولكنها لم تجبني بإجابة شافية، وتركتها وأنا أدعو لها...
هي امرأة تحيط بها هالة من الوقار، أستطيع أن أقول عنها هادئة وصامتة! ولكنها قوية، قوية بهدوئها وصمتها ووقارها، قوية بارتياح الناس معها، فهي تجذب من حولها بتلك الصفات. وقد يكون الأمر غريباً لدى البعض،...
هناك أرواح نستطيع وصفها بأنها بلسم وعلاج للآخرين، وهناك العكس! أرواح مريضة سقيمة! فمن أي الأرواح أنت؟! اجلس مع نفسك قليلاً واطرح عليها هذا السؤال! هل أنت بلسم لمن حولك؟ هل تمتلك لساناً أكثر كلماته...
كثيراً ما لفتت نظري تلك المرأة بهدوئها وابتسامتها، ووجهها الذي يجلب الراحة لمن يراها. هي تعاني من مشاكل عديدة. ورغم ذلك، ابتسامتها لا تفارق محيّاها، ولطالما يصيبني الاستغراب عندما أجلس معها أو أحادثها. ابنها يعاني...