alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

التدخل التركي في الشام.. حقيقة أم وهم؟!

12 يوليو 2017 , 01:04ص

يتأكد يوماً بعد يوم أن التشظي والتفتت في الساحة الشامية السياسية والجغرافية وغيرهما السمة البارزة التي اتسمت بها الساحة على مدى سنوات، فهذا التشظي والتشتت ليس مقتصراً على ساحة الفصائل والجماعات الثورية الشامية، وإنما تمدد واتسع ليشمل الساحة الإقليمية، لقد عجزت دولة، كتركيا، حتى الآن عن حشد وتعبئة الشارع الشامي لصالحها في كل قضية تقوم بها، وهذا يعود بالدرجة الأولى والأخيرة إلى فشلها في إيجاد قنوات تواصل حقيقية وعملية ومستمرة مع نخب الشام الفاعلة على الأرض، بهدف توجيه البوصلة، بحيث تكون هذه الجهود قائمة على المصارحة والوضوح وتقاطع المصالح الكثيرة، والكثيرة جداً، الموجودة، بين الثورة وداعمها التركي الإقليمي. لم يكن يوماً من الأيام التواصل العسكري بين الدولة الداعمة والثوار على مدى التاريخ القناة الكافية لبناء علاقات صحية وحقيقية تخدم الطرفين، وإنما لا بد من قنوات دعم لهذا الهدف العسكري إن كان على المستوى السياسي والإعلامي والثقافي أو النخبوي بكافة مجالاته، وهذا ما تجلى بشكل واضح أيام الجهاد الأفغاني، فتمكنت يومها باكستان من إقامة قنوات تواصل حقيقية وعملية وواقعية مع النخب الأفغانية، من أجل جمع الكل في بوتقة الثورة والتحرير، وحتى حين تصادمت خيارات باكستان مع حركة طالبان بتعاون الأولى مع 38 دولة للإطاحة بها وتسليم قادتها لم تتصادم الحركة مع باكستان لقناعتها أنها الرئة الوحيدة لتنفسها، وضرب هذه الكلية إعلان عن موت معلن وواضح أبدي للحركة. ظهر بشكل واضح العجز التركي في حشد الكل أو أكثر هذه النخب في معركة درع الفرات، وهذا يعود بشكل أساسي إلى الافتقار للرؤية التركية الواضحة التي تستطيع من خلالها تسويقها للثورة والثوار والنخب، فضلاً عن الحاضنة الاجتماعية، وإن كان هذا للأمانة يعود إلى أن الساحة الشامية ودعمها أكبر من قدرات تركيا، تجلت باتفاق كل القوى الإقليمية والدولية على معاداة تركيا بشكل مباشر أو غير مباشر، فكان أن تقزمت المنطقة التي وعدت بها تركيا من خمسة آلاف كيلو متر مربع في معركة درع الفرات إلى ألفي كليو متر مربع، بالإضافة إلى اتضاح أن تركيا لم تعتمد على قوة عسكرية حقيقية قادرة على تقديم أداء عسكري مميز في تلك المعركة، تماماً كما لم تستطع إقناع الحاضنة الاجتماعية للثورة الشامية بصوابية الموقف التركي في هذه العملية، وتكلل بالنجاح الناقص لتركيا في عملية درع الفرات، مما انعكس سلباً على أي رغبة في أي تدخل تركي مستقبلاً بالشام. بكل صراحة وشفافية، كما أن نظام الأسد وصل إلى طريق مسدود بعد سنة أو سنتين على حسم الأوضاع عسكرياً لصالحه، فاستنجد بكل حثالات الأرض من ميليشيات طائفية وقوى إقليمية ودولية، فإن الثورة الشامية اليوم تعاني من حالة انسداد في قدرتها على الحسم، كون دول إقليمية ودولية تدخلت بشكل كامل في الشام، وهو ما جعل عبء إسقاط العصابة الطائفية أكبر من الثورة والثوار، مما يفرض دخول طرف إقليمي لصالح الثورة ليقلب الموازين على الأرض، أو على الأقل يخلخل الأرض الشامية شيئاً ما، وهو ما يفسح مجالاً لهامش تحرك أفضل للثورة والثوار، عبر ضرب الأطراف الدولية والإقليمية بعضها ببعض، وإن لم يحصل هذا الصدام، فإن المظلة الأمنية قد توفرت لأكثر من خمسة ملايين شخص يعيشون في محافظة إدلب تقريباً من أهل المحافظة أو من المهاجرين المشردين إليها، منعاً لتكرار سيناريو الموصل والرقة وحلب وغيرهم من التكرار. لا مجال أمام الثوار على الأرض، بكافة أطيافهم، إلا التعاون والتنسيق على المستوى العسكري، ولا مجال أمام تركيا إلا مصارحة ومشاركة القوى السياسية والعسكرية والنخبوية الشامية بشيء من مشروعها، لعلنا نستطيع أن نقيم مشتركات أقوى وأمتن بين الطرفين، ولا مجال أمام القوى الثورية إلا أن تتفرغ للعمل العسكري وتفرعاته مع تشكيل جسم سياسي موحد، من أجل استثمار الانتصارات العسكرية على الأرض، ومنعاً لتجيير الآخرين لها لمصالحهم ومكاسبهم، وإلا فستغدو الفصائل العسكرية بلا مخ سياسي، وأقرب ما تكون إلى قطاع طرق.

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...