alsharq

ياسر الزعاترة

عدد المقالات 611

عن اختراقات مواقع التواصل والإنسان المكشوف

11 ديسمبر 2019 , 02:27ص

لا تكاد تمضي بضعة أسابيع حتى نسمع عن قصة جديدة فيما يتعلق باختراقات أمنية لمواقع التواصل الاجتماعي، حتى من تلك التي كان يُعتقد أنها محصّنة ضد الاختراقات. سمعنا عن «فيس بوك»، ثم عن «الواتس آب»، وصولاً إلى «تويتر»، وسيشمل ذلك الباقي دون شك، فضلاً عن الاختراقات المتعلقة بأجهزة التواصل ذاتها، لا سيما «الموبايل» المرتبط بشبكة الإنترنت، مع أن الأخرى مراقبة أيضاً. واللافت في الأخيرة أن بوسع الأجهزة الأمنية أن تراقب الإنسان في كل تحركاته «صوتاً وصورة» ما دام يملك ذلك الجهاز الذي لم يعُد يستطيع العيش بدونه، وهو يحمله أنى حلّ وارتحل. كل ذلك لا يعدو أن يكون الجزء المكشوف من القصة، إذ لا شك أن هناك لدى الأجهزة الأمنية خاصة في الدولة المتقدمة على صعيد التكنولوجيا الجديدة، ما لم يعرفه الناس بعد على هذا الصعيد، وهو ما يلبث أن يُكشف بعد أن يتم اختراع أجيال جديدة منه. وإذا ما أخذنا في الاعتبار ذلك التسارع المذهل في ميدان التكنولوجيا، بخاصة الرصد من الأعلى عبر الأقمار الصناعية، وطائرات التجسس المسيّرة، فإن شيئاً لن يكون بمنأى عن الرصد، وسيكون الإنسان الحديث مكشوفاً تماماً في أي مكان يحلّ فيه، ولن يكون بوسعه الادعاء بوجود أسرار يمكنه إخفاؤها إذا ما أريد لها أن تُكشف من قبل جهات تملك القدرة. وإذا ما وقع المحظور -وهو متوقع- فإن جزءاً من أجهزة الرصد سيبدأ بالتسرب إلى السوق ليصل إلى الناس العاديين، والذين سيكون بوسعهم التجسس على بعضهم البعض أيضاً. هي متوالية شيطانية ستصل خلال وقت لن يكون بعيداً إلى ما ذهبنا إليه من حقيقة أن الإنسان سيكون مكشوفاً تماماً، ولن نتوقف هنا عند تلك الأبحاث التي تتحدث عن القدرة على كشف ما في العقول أيضاً عبر تقنيات معينة، وإن تعلق الأمر هنا بأشخاص محددين يمكن إخضاعهم لتلك التقنيات. هناك بعد سياسي لهذا الذي نتحدث عنه، وهناك بعد اجتماعي، ولن نتوقف كثيراً عند الأخير لأنه يحتاج كلاماً طويلاً حول ما سيواجهه الإنسان المعاصر، لا سيما أن انقلابات كثيرة ستشهدها منظومة الحياة، وهذا البعد لا يعدو أن يكون جزءاً منها، إذ ستشمل الأبعاد الثقافية والدينية والطبية وما تبقى من أشياء تتعلق بالكون ومتغيراته. في البعد السياسي -الذي يعنينا هنا- يمكن القول إنه من الصعب على المشتغلين في الميدان السياسي والنضالي بمختلف أشكاله أن يركنوا إلى قضية السرية في العمل، كما كان حالهم طوال الزمن، ويجب أن يدركوا أن كل شيء سيكون مكشوفاً أمام الأجهزة الأمنية إذا ما أرادت ملاحقتهم، وعليهم تبعاً لذلك أن يغيّروا في منظومة العمل استجابة للتطورات الجديدة. على أن الأمر هنا لا يتعلق بالجهات التي تشتبك مع أنظمة أو أعداء، بل يتعلق على نحو أكبر بالجهات الرسمية أو الأنظمة ذاتها، ليس فقط لأنها مدججة بالتناقضات، ويمكن لكل جهة أن تسرّب ما لديها عن الجهات الأخرى، وسيكون الأمر أكثر صعوبة حين تتوفر معارضة خارجية لهذا النظام أو ذاك. والحال أن حجم السخط الذي تواجهه الأنظمة في العالم الثالث، وحجم ما يتوفر أو سيتوفر لديها من معلومات سيجعلها مضطرة لملاحقة جحافل من البشر، ومن ثم مشاهدة وسماع ما يقولون، وهذا سيرتب عليها مصاريف هائلة، وفي حال عجزت عن ملاحقة هذا الكمّ من البشر، وصار الناس أكثر جرأة عليها، فإنها ستجد نفسها في وضع بالغ الصعوبة. لا حلّ في خضم هذه المعمعة إلا التعددية والحرية والشفافية، وأن تصبح الأجهزة الأمنية والاستخبارية معبّرة عن ضمير الناس ومصالح المجتمع، وليس عن أمن الأنظمة القائمة، والتي ستكون برسم التغيّر عبر إرادة الناس. أما مسار القوة والقهر، فلن يكون صالحاً في المدى المتوسط والبعيد، وإذا ما أصرّت الأنظمة عليه، فإن الانفجارات الكبيرة ستكون مقبلة دون شك، وقد حدث بعضها، وسيحدث كثير منها تالياً.

عن كتاب «قراءة استراتيجية في السيرة النبوية»

هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...

ما هو أسوأ من مخطط الضمّ

ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...

فقراء العرب بعد «كورونا» والأسئلة الصعبة

أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...

ترمب في شهور الهذيان.. ماذا سيفعل؟

منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...

عن «كورونا» الذي حشرنا في خيار لا بديل عنه

الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...

بين ساسة التطبيع وصبيانه.. والصهينة أحياناً

بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...

مشروع التصفية الذي لم يوقفه «كورونا»

في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...

أيهما يتفوّق: «كورونا» المرض أم «كورونا» الاقتصاد؟

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...

عن أسئلة «كورونا» وفتاواه

منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...

عن الرأسمالي الجشع والمواطن الفقير في زمن «كورونا»

ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...

«كورونا» والدول الشمولية.. ماذا فعلت الصين؟

في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...

عن «فتح» من جديد.. أين الآخرون؟

نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...