عدد المقالات 272
لسنوات عجاف مريرة قد يسجلها التاريخ بأنها من أصعب السنوات مروراً على شعب هتف الشاميون «مالنا غيرك يا الله»، بعد أن أعيته مطالباته بدخول عربي وتركي وأممي.. اليوم تدخل تركيا إلى المحرر، لعلّها بذلك تنقذ ما تبقى من أهل السنة في الشمال السوري، قبل أن تواصل ذئاب العالم مجتمعة أو متفرقة ولكنها متفقة على قضم المناطق المحررة، ويأتي الدخول التركي بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام؛ كبرى الفصائل المسيطرة على المنطقة، ليريح كل غيور على وطنه ودينه، مؤملاً أن يتواصل هذا التنسيق والتعاون بما يعظم الجوامع بين الثورة وحاميها الأتراك.. لكن اللعبة خطيرة، والمتلاعبون في الثورة من أعدائها أخطر، والنتائج قد تكون كارثية إن لم نُحسن السياسة والحكمة في اتخاذ القرارات. نأتي على الجانب المحلي الممثل بهيئة تحرير الشام أولاً، إذ يفرض عليها عامل الوقت أن تنفتح على الفصائل الأخرى ممن بغت عليهم. فما دامت مستعدة للانفتاح على الأتراك فانفتاحها على الفصائل الشامية أولى، ولتعيَ اليوم أن الصخرة الشامية أكبر من كل الفصائل كما هي أكبر من دول، لذلك تنسق هذه الدول مع بعضها ضد الثورة، تماماً كما على هذه الفصائل أن تتعالى على جراحها، وتتناسى بغي الهيئة عليها ولو إلى حين، وتقوم بطرح أفكار ورؤى جديدة لا تُصغي فيها للمزاودين والشامتين الذين يحرصون اليوم على إفشال تجربة تنسيق الهيئة في إدلب مع الأتراك أكثر من حرص العصابة الأسدية وسدنتها ربما، ويبقى الأمل معقوداً بالنخب الدينية والثقافية والإعلامية في أن تدعو إلى تعظيم الجوامع وتقزيم الفوارق.. أما تركيا المعروفة بدعمها للثورة الشامية، فمعروف عنها أيضاً سياستها الناعمة وتأثيرها الهادئ، والتي لم تدخل حرباً منذ الحرب الخاطفة في قبرص، فهي أمام تحدٍّ خطير، لا سيما وهي تتدخل في دولة مجاورة، وإن كان تدخلاً مرغوباً به من الأهالي. التحدي التركي اليوم يكمن في أن يُلجم الطيران الروسي والمليشيات الطائفية عن جرائمهم، وإن كانت الغارات الروسية التي نفذتها ليلة دخول المراقبين الأتراك على معرة النعمان تشكك في الأستانة، وتشكك في كل السردية الروسية والإيرانية، كما أن على تركيا الاستفادة من التجربة الباكستانية يوم دخل الجيش إلى وزيرستان للقضاء على المتشددين، ولكن مع مرور أكثر من عشر سنوات على ذلك، إلا أن أميركا لا تزال تنظر إلى باكستان بنفس النظرة -وربما أشد من الماضي- على أنها مأوى للمتطرفين والإرهابيين.. هناك روسيا وإيران اللتان تسعيان بكل قوة إلى المراهنة على فشل التجربة التركية، لا سيما وأنه قد يبرز من هو أكثر تشدداً من الهيئة نفسها، ليزاود عليها وينسف الاتفاق ويفشله، وبالتالي يهيئ الطريق لاجتياح روسي وإيراني ومليشياوي، وهنا سيكون خطر عودة إدلب -لا سمح الله- إلى الحضن الطائفي خطير، وعلى تركيا والفصائل مواجهته، وأمر مواجهته قد يتطلب حرباً تركية مع الروس والإيرانيين، ولا ندري إن كانت تركيا ستقدم على ذلك.. واشنطن ترى نفسها مرتاحة للدخول التركي من جهة كونها ستكفيها مؤونة التعامل مع عش الدبابير، ولكنها ستقف بكل صلابة في وجه تركيا إن هي هاجمت معاقل المليشيات الكردية الانفصالية في شمال حلب، ويتزامن ذلك مع التصعيد الديبلوماسي الحاصل بين البلدين من وقف منحهما تأشيرات لبعضهما بعضاً.. ربما لا تزال الأوراق في يد الشعب السوري مهمة وقوية، وهي العمل على وحدة صف المقاومة، مع تنادي النخب إلى مؤتمر عام يفرض نتائجه على الفصائل كلها هو الحل وهو فرض الوقت الحقيقي، وكل هذا لا يمكن أن يكون بدون دعم تركي حقيقي وجاد..
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...