عدد المقالات 272
تستعد الرياض خلال الأيام المقبلة لاستضافة مؤتمر المعارضة السورية من أجل وضع خطة لسوريا ما بعد سفاحها بشار الأسد، ومن قبله سفاحها المؤسس حافظ الأسد اللذين لن يجدا لهما نظيراً في تاريخ البشرية قتلاً وتهجيراً وتدميراً، وبالتأكيد فإن دخول المملكة العربية السعودية على هذا الخط يُضفي على المؤتمر أهمية لافتة سواء كان لوزن المملكة وتجاربها السابقة في تسوية قضايا عربية وإسلامية، أو للتقارب والتنسيق السعودي- التركي- القطري الأخير فيما يخص شؤون المنطقة وتحديداً الثورة السورية، ما يُنعش الآمال العريضة على إنجاحه ليطوي بذلك السوريون صفحات مظلمة ودموية من تاريخهم نتيجة تألّه نظام عليهم لعقود، لم يخفِ شعاره «الأسد أو لا أحد»، وبالتأكيد فإن مثل هذا المؤتمر سيقطع الطريق على محاولات الوسيط الدولي ستيفان ديميستورا الرامية إلى تمييع الثورة السورية من خلال دعوة 400 شخص بصفتهم الشخصية بمن فيها الائتلاف الوطني، فديميستورا الذي أتى لإيجاد حل للسوريين وجد نفسه كسابقيه بحاجة إلى من يساعده للبقاء في منصبه بعد فضيحة فشله في تجميد القتال بحلب. درجت كل المؤتمرات والتسويات العالمية على أن من يشارك فيها هو من لديه القوة والسطوة والكلمة على الأرض، ولذا فكلمة سرّ فشل أو تعثر كل المجالس والمؤتمرات السورية السابقة تكمن في عجزها عن تمثيل سوريا الثورة حقيقة وواقعاً، ولذا فلا القوى المحلية على الأرض قبلت واعترفت بمقررات السياسيين، ولا القوى الدولية اعترفت بالممثلين السياسيين متذرعة ومتحججة بأن لا وزن لهم على الأرض، وظلت الفجوة حاصلة بين القوى على الأرض ومن قدموا أنفسهم ممثلين عن الثورة، ولعل فيما جرى في إدلب بعد التحرير من تحذير الجماعات الجهادية والثورية الائتلاف الوطني أو الحكومة المؤقتة دخول المدينة دليلاً على ما نقول. في مؤتمر الطائف الذي جمع الفرقاء اللبنانيين نهاية الثمانينيات كان الممثلون هم من يقاتلون على الأرض، وفي مؤتمر مكة كان الممثلون هم من يقاتلون على الأرض الأفغانية، وحين دعت قطر لمؤتمر لبناني كان التمثيل للقوى على الأرض اللبنانية أيضاً، وهو ما يتكرر في كل المؤتمرات العالمية، فمشاركة ممثلي القوى الحقيقية على الأرض ضمان نجاح المؤتمر وديمومته مع التأكيد على تفادي الخطأ اللبناني في المحاصصات الطائفية والمذهبية، فما جرى ويجري في سوريا ثورة شعبية حقيقية وليست خلافات سياسية بحاجة إلى تسويات ومساومات، وبالتالي فإن سقف الثورة الذي حدد منذ يومها الأول هو المعيار والشرط للمشاركة السياسية. الواجب على الثوار على الأرض أن يفرزوا جسماً عسكرياً موحداً أو أقرب إلى ذلك، ولعل تجارب جيش الفتح في إدلب والقلمون وحلب، وجيش التوحيد في حمص وغيره من التجارب تُفضي إلى جيش موحد على مستوى سوريا كلها، وإلى حين أن يحصل ذلك فبإمكان القوى العسكرية الفاعلة على الأرض أن تُفرز ممثليها السياسيين أو تُعين من تراه مناسباً في المعارضة الحالية، مثل هذه التركيبة لو تشكلت فإنها ستكون أمينة على الثورة ومستقبلها، وقادرة في الوقت عينه على فرض قراراتها وتطبيقها. لقد علمتنا الثورة اليمنية والليبية والمصرية أن تعايش الثورة مع الثورة المضادة كتعايش البنزين مع الكبريت، وأن القوى المضادة للثورة معادية لها جينياً ووراثياً، ولعل فيما يجري في هذه البلدان درساً مهماً للثورة السورية في أن القبول بأنصاف الحلول والتعايش مع القتلة والمجرمين سيجلب خراباً وشراً ودماراً أكثر مما شهدناه وخبرناه لا سمح الله. الدولة العميقة لها امتداداتها الخطيرة مالياً وسياسياً وعلاقات دولية وأجهزة وقوى خفية، ومثل هذه الدولة العميقة لا يمكن أن تجابه بشرعية انتخابية سطحية هي في النهاية من يشرف عليها ويقررها عبر أجهزة الدولة العميقة، إذن فالرد الوحيد على الدولة العميقة يكمن بطرح الشرعية الثورية كحال كل الثورات العالمية، فلا تزال روسيا والصين وفرنسا وإيران تستمد شرعيتها من شرعية ثوراتها، ومن استمدها منهم من شرعية انتخابية لم يحصل إلا بعد عقود على مرور ثورته. الدولة العميقة لا تتفكك إلا بتأسيس مجالس ثورية وتشكيلها لحماية الثورة وصيانتها، بحيث تكون هذه المجالس أعلى سلطة في البلد، وأعلى من السلطة المنتخبة نفسها، على أن تضم هذه المجالس ناشطي الثورة الحقيقيين الذين أطلقوا هذه الثورة المباركة، بالإضافة إلى رموز العمل العسكري على الأرض الذين ضحوا بدمائهم ودماء إخوانهم، لكن شريطة أن تلتزم مثل هذه الرموز بالابتعاد عن العمل السياسي اليومي وتتفرغ لحماية الثورة وصيانتها، لتحافظ بذلك على سمعتها ورمزيتها ووهج صورتها المضيئة الجهادية الثورية خلال سنوات الجمر الثوري،فعواصف ما بعد الانتصار قد لا تقل عن عواصف ما قبله ولنا فيما يجري ببلاد الثورات العربية درس ومثال. @ahmadmuaffaq
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...