alsharq

مبارك الخيارين

عدد المقالات 72

رأي العرب 29 سبتمبر 2025
«الرزنامة» تجسيد لرؤية وطنية
رأي العرب 30 سبتمبر 2025
اعتذار إسرائيلي
هند المهندي 28 سبتمبر 2025
تراثنا حياة
د. زينب المحمود 28 سبتمبر 2025
مفتاح النصر

مفهوم الضريبة

09 ديسمبر 2021 , 12:05ص

مرحبا بالجميع.. دعونا نتحدث عن الضرائب المستحدثة خليجيا والقديمة عالميا وما لها وما عليها، ولنبدأ من الاسلام كمرجعية حكم نرتكز عليه ونفهم من خلاله لماذا حرمها ؟ نقول ان الاسلام بكل شرائعه المتتالية أكد على مبدأ تحرير ملكية الافراد وثرواتهم من أي تدخل دون سبب وجيه وضروري، فكل ريال لابد ان تقابله خدمة او منتج والا فإنه من المكس المحرم الذي تم اعتبار درجة جرمه عالية الخطورة تفوق معظم الكبائر، وذلك لما له من انعكاسات متتالية تبدأ اقتصادية وتنتهي اجتماعيا من خلال ظهور تصرفات وسلوك لتعويض الفاقد من الاموال المسلوبة باسم الضرائب التي لا يقابلها منفعة وخدمة. ولو رجعنا الى التاريخ لوجدنا ان فكرة الضريبة قديمة جدا وقد استخدمت لامرين: إما لتمويل الجيوش والنفقات والخدمات، أو لاذلال الناس وجعلهم في ضعف وحاجة دائمة للمنتصر او القيادة المتسلطة، وهنا طرح آدم سميث في القرن 17 في كتابه (ثروة الأمم) فكرة حرية الإنسان وبين ما يؤخذ منه الزاما وذلك ادى لوضعه قواعد فرض الضرائب للمجتمع الأوربي وهي: قاعدة العدالة والوضوح والملاءمة والإنتاجية، والمرونة والاستقرار والإقليمية والسنوية. وقد اعتبرت من الامور الاساسية التي لا يمكن التخلي عنها، فقد قال بنيامين فرانكلين، أحد مؤسسي إعلان الاستقلال: (لا يمكن تجنب شيئين في الحياة: الموت والضرائب)، وانا هنا اتفق معه مادامت الدولة محتاجة ومادامت تقدم خدمات مقابل هذه الاموال، حيث انه في حال لم تقدم الدولة مقابل ما تأخذه من الناس فإن ذلك بجانب انه محرم في ديننا فإنه يولد الحقد والكراهية وهذا فعلا ما حدث للامريكيين عندما كانت قضية الضرائب في المستعمرات الأمريكية من قِبل الإمبراطورية البريطانية سببًا رئيسًا ومعروفًا للحرب الثورية، وأصبحت عبارة «لا ضرائب دون تمثيل» لمراقبة ادارة الاموال الضريبية شرطا اساسيا لثورتهم. وهكذا نرى اثار الضريبة السلبي الذي حرمه الاسلام كيف اثار حفيظة الناس وثوراتهم. تتنوع الضرائب بين مباشرة مثل ضريبة الدخل للموظفين وضريبة الارباح للشركات، وهذا النوع يضعف القوة الشرائية بحكم اقتطاع جزء من الدخول والارباح، وهناك ضرائب غير مباشرة مثل ضريبة الجمارك، وضريبة القيمة المضافة على السلع، وهذا النوع يساهم في التضخم ورفع اسعار المنتج النهائي، فنحن هنا بين اضعاف للقوة الشرائية للافراد والشركات وكذلك تضخم في الاسعار بالنسبة للسعر، لنجد في النهاية مالا قليلا مقابل سلعة مرتفعة الثمن !! ومن الجانب الاقتصادي فإننا نلاحظ ان الاموال تهرب من المناطق والدول ذات الضرائب العالية الى المناطق ذات الضرائب المنخفضة والتي تسمى بعضها بالملاذات الامنة، والتي تمتص اكثر من 40٪ من ارباح الشركات العالمية حسب دراسة اجريت عام 2018، لدرجة ان امريكا طرحت مقترحا بتحديد الحد الادنى للضريبة عالميا للقضاء على هذه الملاذات التي وفرت الكثير من الاموال على الشركات العالمية. مما سبق فإنه يتبين اهمية ضرر الضريبة وتسببها في هروب الاموال لمناطق اخرى، مما تفقد معه الدول ميزة الاستفادة منها في اقتصاداتها الداخلية. وكذلك تستفيد الدول عديمة الضريبة او ذات الضرائب المنخفضة من خلق اسعار تنافسية لمنتجاتها أكثر من المنتجات التي تنتج في الاقتصادات الضريبية العالية. ومن الواضح أن النظام الضريبي في العالم بدأ يتشكل من جديد حيث شاركت 140 دولة في مفاوضات إبرام الاتفاق الضريبي العالمي والذي سيغطي 90% من الاقتصاد العالمي، والذي سيكون فيه الحد الادنى للضريبة 15٪ وذلك للقضاء على الملاذات الضريبية والاستفادة من الاموال المتهربة من الضرائب. ولو نظرنا للخليج فسنجد ان الايرادات الضريبية تمثل من اجمالي الناتج المحلي بين 1-4٪ حسب بيانات البنك الدولي ما عدا قطر التي لم يتم احتساب الضريبة فيها كنسبة من الناتج المحلي الى الان. ولكن بالنظر الى هذه النسب فهي تعتبر من الملاذات الامنة نسبيا، واقول نسبيا لان الملاذ الامن عبارة عن خفض ضريبي وعدم افصاح عن بيانات هذه الاموال المودعة في البنوك ومصادرها ! بحكم عدم توقيع بعض دول الملاذات الامنة على اتفاقية تبادل معلومات مالية. واذا نظرنا الى الموارد المالية للدولة التي تأتي من الناس فسوف نجدها في (الزكاة) وهي ليست ضريبة بالمعنى العصري، والجزية وهي شكل من اشكال الضرائب التي تستخدم في تمويل النفقات الامنية والخدمات المقدمة للمقيمين او الذميين سابقا، و(الخراج) وهي الضرائب على الاراضي التي يمتلكها الذميون او المقيمون في البلاد التي فتحها المسلمون، وهنا نلحظ انه لا يوجد في الشريعة شيء اسمه ضرائب، ومع ذلك يجوز للدولة اخذ ضرائب في حال عجزها عن سداد النفقات. وبما أن الضرائب صارت واقعا قد ترغم عليه بعض الدول فإن اعادة صياغتها قد يخرجنا من الحرج الشرعي اذا ما تحقق، وهو ان تتحول الضرائب من عملية جباية الى عملية تمويل بالمشاركة وتكون هناك حصص تملك للمواطنين والمقيمين وهنا تتعاظم الفائدة للطرفين، اعتقد انه مقترح يستحق التفكر والنظر والدراسة. واذا نظرنا الى موقف الدولة من الضرائب فانها تعتبر جزءاً أساسياً ومدخولاً رئيسياً في كافة دول العالم، وبالأخص الدول المتقدمة، والتي تحقق نمواً اقتصادياً مستداماً رغم وجود معدلات ضريبية أعلى من معدل الضرائب في قطر. هناك ربط بين التقدم واستدامته وبين الضرائب !! واعتقد ان الدولة في الوقت الراهن بمواردها الغنية بعيدة عن الحاجة الحقيقية للضرائب ولكن اتصور انها ضرورات الاقتصاد العالمي الذي نعيشه والتي تبسط فيها الاقتصادات القوية سيطرتها على الاقتصادات الاخرى لمنع هروب الاموال اليها في حالة عدم وجود الضرائب.

الموارد البشرية ما لها وما عليها «2-2»

نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...

الموارد البشرية مالها وماعليها

بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...

التفويض الإداري ما له وما عليه

بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...

الرئيس التنفيذي ما له وما عليه

مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...

إعادة قانون الجمعيات التعاونية

تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...

التسويق في القطاع الحكومي

يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...

العلاقات العامة في الجهات الحكومية

تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...

اقتصاديات السياحة العائلية

‏تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪؜ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...

علم النفس وكرة القدم

«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...

كلنا دعاة

كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...

المنتدى الخليجي لرواد الأعمال

ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...

كأس العالم إستراتيجياً (1)

ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة...