alsharq

إياد الدليمي

عدد المقالات 188

من يحكم سوريا؟

09 أغسطس 2012 , 12:00ص

تتناثر أسئلة كثيرة حول طريقة تعاطي النظام السوري مع أزمته التي بدأت منذ عام ونصف العام، غير أن أصعب تلك الأسئلة الذي ظل مثار نقاش وجدل طويلين هو من يحكم سوريا؟ في الواجهة هناك بشار الأسد وحرس والده القديم والدائرة الضيقة من عائلته، بالإضافة إلى وجود شخوص أخرى تتضاءل أدوارهم أو تكبر تبعا لظروف المرحلة التي يعيشها النظام. ولعل العملية التي أدت إلى مقتل ما يعرف بـ «خلية الأزمة» قبل نحو أسبوعين، واختفاء بشار بشكل شبه نهائي عن الأنظار، وما أعقب ذلك من انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، جعلت سؤال «من يحكم» يعود مجددا إلى الواجهة. تقول بعض التقارير الواردة من داخل الحلقة الرئاسية الضيقة: إن ماهر الأسد شقيق بشار الأصغر، أصيب وربما قتل في التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي، بل أكثر من ذلك. قالت بعض الأنباء الواردة من هناك إن بشار ذاته قد أصيب في الانفجار، وهو ما دعمه حديث السفير الروسي في دمشق على حسابه الخاص في تويتر من أن صحة الرئيس السوري متأزمة، قبل أن تعود حكومته لتنفي ما ورد على حسابه الشخصي. اختفى بشار الأسد منذ انفجار مبنى الأمن القومي، قبل أن يعاود الظهور في لقائه الأخير مع سعيد جليلي مبعوث المرشد الأعلى الإيراني قبل يومين، ظهور رسمي ، سعى النظام من خلاله إلى الرد على المشككين بصحة الأسد ، ورغم حجم الحدث الكبير باغتيال قادة الأزمة في سوريا، ومن بعدها انشقاق رئيس وزرائه رياض حجاب، إلا أن الأسد بقي صامتا ، ولم يعد قصر الشعب في منطقة المهاجرين وسط دمشق مكانا لتواجده. لم تفتر همة النظام السوري وهو يلاحق مواطنيه ويقصف المدن ويدك آثارها في حلب أو في حمص أو في إدلب أو دير الزور، بل امتدت قبضة الأسد الأمنية إلى شوارع وأحياء دمشق، غير أنها لم تنجح في كبح جماح الثورة التي تسلحت بعد وقت طويل من سلميتها. إن الدلائل القادمة من دمشق تشير إلى وجود أطراف غير سورية باتت فاعلة في مشهد إدارة الدفة الأمنية التي تواجه ثورة الشعب، ولعل في عملية اعتقال 48 إيرانيا من عناصر الحرس الثوري الإيراني وسط دمشق، ما يؤكد ذلك. كما أن متابعة ما يبثه الإعلام الرسمي السوري، من لقاءات وحوارات، تشي بأن أطرافا غير سورية باتت تتحكم بمفاصل الإدارة الداخلية السورية. إيران اليوم تعقد في عاصمتها ما عرف بمؤتمر لدول مؤثرة في الشأن السوري، وهي دول اختارتها إيران بعناية تبعا لمواقف تلك الدول المؤيدة للنظام السوري، وهي بالتالي تزج بنفسها وبقوة في المشهد السوري الداخلي، وفي الوقت ذاته تهاجم من يدعم الثورة السورية. روسيا رغم كل ما يقال عن سحب مواطنيها من سوريا، فإن أنباء كثيرة تحدثت عن وجود ضباط بمستوى عال داخل المؤسسة العسكرية السورية، هم من يسير العمليات الأمنية ضد الثوار في مناطق سورية مختلفة، ناهيك عن السلاح الروسي الذي صار يتقاطر على سوريا بشكل شبه أسبوعي، دون أن نسمع جعجعة إسرائيلية كما جرت العادة قبل الثورة. يضاف إلى روسيا وإيران، أن الصين قد أرسلت إحدى بارجاتها إلى سوريا، وكأنها تستعد لمواجهة عسكرية مرتقبة. ومن ثم يأتي دور حزب الله، الحليف الذي لا يرى لنفسه وجودا من غير وجود النظام السوري؛ حيث تؤكد التقارير أن جثث العشرات من جنوده تنقل بشكل يومي سرا إلى لبنان، ناهيك عن وجود عناصره في مفاصل مختلفة من الدولة السورية، بعضهم يدير مؤسسات بأكملها. بشار الأسد، لديه الرغبة، على ما يبدو، في الانشقاق عن نظامه القمعي الدموي، ليس لإحساسه بتأنيب الضمير على ما ارتكبت قواته من مجازر بحق السوريين، وإنما لأنه بات متأكدا من أن نهايته باتت قريبة وقريبة جدا، وهو يعرف ماذا تعني نهاية طاغية مثله على يد أبناء شعبه المنتفضين، وليست صور العقيد القذافي ببعيدة عنه. غير أن هذه الرغبة الأسدية بالهروب من سوريا، صارت اليوم تصطدم برفض تام من قبل شركائه في الجريمة، إيران وروسيا وحزب الله وربما حتى الصين. من يتابع الجهود التي تبذل من قبل الدول الداعمة للأسد، يدرك جيدا، أنهم باتوا هم من يمد بشار بأسباب البقاء والتشبث بكرسي الحكم، خاصة أن بيت الأسد نفسه، قد شبت به مؤخرا نيران الخلافات العائلية بسبب طريقة إدارته للأزمة، وأيضا بسبب تشبثه بكرسي الحكم، الذي صار الجميع يدرك أنه قريب الانهيار. النظام السوري انهار بشكل تام، وحتى قواته العسكرية لم تعد هي ذاتها التي تطبق تعليمات هذا النظام بعد أن تزايدت حالات الانشقاق وصار من المستحيل الوثوق بها، فحتى الطائرات الحربية التي تقصف حمص وحلب، هناك أنباء تؤكد أن من يقودها طيارون إيرانيون وروس، بعد أن فقد النظام ثقته بأبناء شعبه. اليوم هناك أياد غير سورية تدفع هذا النظام إلى مزيد من الحماقات والتشبث بكرسي حكم منهار، أطراف يبدو أنها ما زالت تعتقد أن بإمكان نظام الأسد أن يصمد أكثر.

بهذه الأفعال تحاربون داعش؟

في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...

هل تعود أميركا لاحتلال العراق؟

لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...

وضاعت صنعاء.. فمن التالي؟

نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

الحكومة العراقية الجديدة... القديمة

في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...

سنّة العراق والخيارات المرة

ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...

أين العالم من تهجير سنة البصرة؟

انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...

ماذا بقي من العملية السياسية في العراق؟

أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...

التقسيم ليس حلاً للعراق

تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...

حتى لا يضيع العراق مرتين

لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...

ثورة العراق تحاصر إيران

نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...