


عدد المقالات 198
تأسست صحيفة «واشنطن بوست» عام 1877م، من قبل ستلسون هيتشينز، الذي جعل منها أول صحيفة في واشنطن تصدر يومياً ابتداء من عام 1880م، ثم باعها إلى فرانك هاتون، لتواجه الإفلاس عام 1933، ويشتريها رجل الأعمال يوجين ماير، الذي حققت تحت إشرافه نجاحاً ملحوظاً مكّنها عام 1954م من شراء الصحيفة المنافسة لها آنذاك وهي صحيفة «واشنطن تايمز هيرالد». بعد أن تولت عائلة جراهام، التي خلفت ماير، إدارة الصحيفة لثمانين عاماً، باعتها عام 2013 إلى جوزيف بيزوس مؤسس ورئيس شركة موقع «أمازون» للتجارة الإلكترونية، بمبلغ 250 مليون دولار، في عام 2014 حصلت على جائزة «بوليتزر» بعد انفرادها بكشف ما عرف بـ «أزمة سنودن» التي كشف فيها عن أكبر برنامج تجسس أميركي على الإطلاق، فما حكايته؟ وكيف بدأت وتطورت؟! كان الجو رطباً في أحد مقاهي هونج كونج في ذلك اليوم الخميس الموافق 6 يونيو من العام 2013، الشمس تنزوي في الأفق البعيد، وتلقي بأشعتها الهادئة على وجه شاب عشريني يجلس في ركن مواجه للباب الرئيس للمقهى. كان الشاب خائفاً يترقب القادمين، ويحاول ألا يلفت الانتباه. كان إدوارد سنودن -29 عاماً- ينتظر وصول اثنين من مواطنيه الأميركيين العاملين بصحيفة «واشنطن بوست» ذائعة الصيت، ليتمم اتفاقه معهما من خلال الكشف عن سر كبير لمصلحة المواطنين الأميركيين، حسبما قال. سنودن مواطن أميركي يعمل كتقني متخصص لدى وكالة المخابرات المركزية الأميركية، كما عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي، وقد قرر أن يكشف شخصيته الحقيقية لضيوفه رغم المخاطر الهائلة التي تكتنف تلك المغامرة. رغبته في إزاحة سر خطير كانت أكبر من إحساسه بالخطر. مع أشعة الشمس الدافئة نسبياً، ونسيم بارد يتخلل الهواء فى ذلك الصباح، يشعر سنودن بسعادة ممزوجة بخوف، يتسربل بشعور مبهج وحذر في آنٍ واحد. مرّت دقائق معدودات تزاحمت فيها الأفكار والمخاوف داخل عقل إدوارد سنودن، حتى حضر بارتون جيلمان وزميلته لورا بويتراس، تعرف عليهما من أول وهلة، فقد راجع صورهما على الإنترنت، كان يتواصل معهما منذ أشهر، وبعد دقائق قليلة من اللقاء، كشف لهما سنودن شخصيته الحقيقية وعنوانه ورقم الضمان الاجتماعي الخاص بالمواطنين الأميركيين. «فيراكس» اسمه الحركي كان كلمة السر التي عرفاه بها، وبعد أن طرحا عليه عدة أسئلة روتينية بخصوص مضمون بعض المراسلات المشفرة بينهما، تأكد الصحافيان أنه الشخص الذي زودهما بالمعلومات التقنية شديدة التعقيد، التي لم يفهما منها سوى القليل. سنودن أو فيراكس، شرح لهما تفاصيل شرائح أرسلها لهما عبر البريد الإلكتروني المشفر، تحوي تفاصيل واحد من أهم أسرار الجهاز الأمني الأميركي، وهو برنامج «بريزم» الذي يوصف بأنه أكبر برنامج تجسس أميركي على الإطلاق. البرنامج عبارة عن مشروع ضخم تستخدمه وكالات الأمن القومي الأميركية للدخول على خوادم شركات كبرى مثل مايكروسوفت وأبل وفيس بوك وأمازون وبالتوك و»أيه أو أل» وجوجل وغيرها، لجلب أية معلومات تحتاجها من عملاء تلك الشركات، وبدون أية عقبات. لم يصدق جيلمان الأمر بعد أن شرحه سنودن بالتفصيل، لكن الصحافي الأميركي أدرك للوهلة الأولي أن بين يديه انفراداً صحافياً كبيراً، يمكن أن يمنحه وصحيفته أكبر الجوائز الصحافية في العالم، وهو ما تحقق بالفعل حين نالت «واشنطن بوست» جائزة «بوليتزر» للصحافة عن العام 2014، لتثبت حقاً أنها إحدى أهم قلاع الحريات في المجتمع الأميركي، ولا عزاء للصحف «القالعة»!!
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...