alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

التحولات الراهنة وأسئلة الديمقراطية والتوافق1/2

09 مايو 2012 , 12:00ص

لقد جسد حدث إحراق البوعزيزي لنفسه، وما ترتب عليه من وقائع ونتائج النقطة التي أفاضت الكأس المملوءة، فرغم ارتباطه في الوهلة الأولى بقرار وتصرف شخصي، وتعبيره عن دوافع فردية، فإنه أفرز مجموعة من الظواهر السوسيولوجية التي لم تكن حاضرة في انطلاقته. إن الموقف الانتحاري اللاعقلاني في الظاهر الذي قام به هذا المواطن تقف خلفه دوافع عقلانية حقيقية (إثارة الانتباه إلى التمييز والإقصاء، مقاومة النفوذ والتسلط، رفض الإهانة خاصة حينما تأتي من طرف امرأة يتم تمثلها شعبيا كأقل مرتبة من الرجل...». لقد أنتج هذا الفعل آثارا غير متوقعة أخذت في تفاعلها مع مواقف ووقائع أخرى أبعادا مجتمعية أكبر وترتبت عليها سلسلة من الأحداث والنتائج غير المرغوب فيها لحظة انطلاقته (إن الاحتجاجات الأولى التي شهدتها مدينة سيدي بوزيد لم تكن تريد تغيير النظام)، وفي حالتنا هذه ترتب عليها إعادة النظر في نظام سياسي برمته. لقد مارست هذه الحادثة وما تلاها من حراك اجتماعي وسياسي وثورات تأثيرا كبيرا على الفكر الذي كان يقوم بتنظير الواقع العربي وعلى الواقع نفسه، فقد ثبت له أنه كان فكرا نظريا تجريديا غارقا في تعاليه عن مجريات الأمور، ويقينياته مشدودة إلى البناءات والأنساق المجردة أكثر من انتباهها إلى المعيش اليومي، إلى التجارب والخبرات الفردية التي تواجه وتتفاعل كل يوم مع النظام السياسي والثقافي في جبروته وقسوته ولامساواته الاجتماعية. إن الانعتاق السياسي الذي ترتب عن هذه الوقائع ما كان له أن يحدث لو لم تكن وراءه أسباب قوية ودوافع موضوعية تم قمعها وتدجينها وتلطيفها لعقود طويلة بواسطة الأجهزة القمعية والإيديولوجية: 1- إن التحولات النفسية والذهنية التي حدثت قبل وأثناء وبعد هذه الثورات ليست أقل أهمية عن النتائج السياسية التي أفضت إليها. لقد تحررت الشخصية العربية من الخوف والشعور بالدونية والنقص التي كانت بالنسبة لها في السابق تنتمي إلى النظام الطبيعي للأشياء، إلى الفطرة، بفعل تشريب الهابتوسات التي تنتجها مؤسسات مختلفة من الدولة والإعلام إلى المدرسة والأسرة ومكان العمل. لقد قام الحراك العربي بخلخلة الأسس الذهنية للبنية البطريركية التي تقوم على الولاء والطاعة لرب الأسرة ورئيس الزاوية ومؤسس الحزب والزعيم الكاريزمي الذي تجتمع في شخصه الثورة والوحدة والقيادة. فعلى غرار الأب بفعل قوته البيولوجية وقدرته المادية على الإنتاج والإكراه سيتحكم في المرأة والأبناء، فإن الزعيم كذلك بفعل شخصيته الملهمة وإنجازاته الخارقة وقدرته التوزيعية سترتقي التشكيلات السكانية من عصبويتها وطائفيتها وقبليتها و «بدويتها» إلى مصاف الأمم الحديثة! ومن ثم فمن واجب «الشعب» أو «الأمة» و «الأبناء» الاعتراف بالجميل وتقديم الولاء والخدمة لرب النعمة ضمن طقوس وأساليب يتداخل فيها الديني بالزمني، الشخصي بالمؤسساتي، المادي بالرمزي. 2- إن هذا الحراك بقدر ما كان مزعزعا لأسس السيطرة الأبوية ولتقاليد وأعراف التبعية والخضوع بقدر ما كان مزلزلا للإيديولوجيات التي اعتادت على اليقينيات والمطلقات «العلمية». لقد كان الباحثون الغربيون يقولون في الماضي إنه في العالم العربي كل شيء يتغير من أجل ألا يتغير أي شيء. فخلف مظاهر الاضطراب والتوتر والعنف توجد طبقة سميكة من الثبات والتكرار، والتغييرات لا تحدث بإرادة الشعوب وإنما من خلال الانقلابات والتواطؤات والدسائس، وجوهر الأنظمة لا يتغير ما دام أن النخب المتنافسة تنهل من نفس المرجعية الثقافية (المحافظة، الاستبداد، الفساد، الريع الاقتصادي). لقد تم حصر الديناميات الاجتماعية في الثبات وإعادة الإنتاج، والاستبداد والركود الاقتصادي والتقني، والطابع الجماعي التجزيئي، وسيطرة التضامن الآلي، وغياب الفرد وضعف الملكية الخاصة، وسيطرة الفكر الخرافي والغيبي وغياب الثقافة السياسية الحديثة، وتعارض الإسلام والحداثة... دون اعتبار للفروق بين المجتمعات، ولاختلاف السياقات التاريخية والمصالح الزمنية والصراعات الفكرية والإيديولوجية المرتبطة بها. فعلى سبيل المثال لم يدركوا الفرق بين الإسلام والتجربة التاريخية للمسلمين، بين المقدس وتجلياته البشرية. ولم يعوا أن المصالح المادية للأفراد والجماعات تتغلب على مصالحهم المثالية، وأن القواعد المعيارية المنتمية إلى الحقل المرجعي للإسلام (فقه، علم الكلام...) ليست سوى القواعد التي أنتجها البشر في صراعاتهم السياسية، وأن تأويل الشريعة ليس سوى التأويل التاريخي لفئة اجتماعية في ظرفية معينة. في مقابل ذلك تم إهمال القضايا المصيرية التي كانت تواجه تلك المجتمعات مثل نوع الخيارات التنموية المطلوبة، وكيفية الخروج من التخلف والتبعية. لقد كرس التمركز الغربي إهمال التغيرات التي كانت تعتمل في البنيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مفضلا عنها ثوابث ثقافية وسيكولوجية وبيولوجية أحيانا كالعرق والعقلية والشخصية والدين. لكن حينما أتى الحراك العربي بالقوة والعنفوان اللذين زلزلا الأحكام المسبقة والتقييمات الذاتية، فقد حتم إعادة النظر في المنطلقات والخلفيات وإعادة ترتيب الأولويات والأهداف بشكل يضمن إعادة توزيع الموارد والقوى بأقل خسارة ممكنة. إن إعادة النظر هذه كانت إرهاصاتها قد بدأت منذ التسعينيات، حيث أدى انهيار المعسكر الشرقي والتحولات الدولية والإقليمية التي رافقته بزوال العدو الأول أمام انطلاق «العالم الحر»، إلى تعديل في منطق التحالفات والأهداف على الصعيد العالمي، فبعدما كانت سيادة الدولة لا تقبل النقاش ظهر مبدأ التدخل من أجل أغراض إنسانية ليحاصرها. وعلى الصعيد الاقتصادي، كما هيأت التكنولوجيا الجديدة للإعلام والتواصل NTIC الأرضية لتنامي رأي عام عالمي ذي قدرة كبيرة على التعبئة والضغط. ? ينشر بالتعاون مع مشروع» منبر الحرية»

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...