عدد المقالات 272
كعادة الكبار يختلف الناس في تفسير تجاربهم فيسعى كل طرف إلى شدّ الأمر صوبه، ظاهرة الشهيد عبدالله عزام رحمه الله الذي قاد المجاهدين العرب خلال فترة الجهاد الأفغاني تمثل هذه الأيام المثال الصارخ لهذه الظاهرة، وبحكم قضائي وقتاً طويلاً مع الشهيد وعملي معه بداية حياتي الصحافية في مجلة الجهاد التي كانت إحدى المجلات الناطقة باسم الجهاد الأفغاني تحريضاً وإعلاماً وذبّاً عن الجهاد والمجاهدين أراني أفتح بعض دفاتر تلك المرحلة المهمة لتشابهها كثيراً مع ما نعيشه اليوم على أرض الشام أو اليمن والعراق وليبيا وغيرها، مدركاً أن ثمة إخوة أفاضل كرام كانت تربطهم علاقة أوثق مع الشهيد، ولكن لعل جهدي المُقل هذا، يفتح كُوّة في تشجيعهم على الحديث عن تلك التجربة وإسقاطها على واقع نعيشه، لاسيَّما وأن التشابهات كثيرة وتحديداً فيما يتعلق باللعبة واللاعبين والمتلاعبين. حرص الشهيد عبدالله عزام في كل خطبه ودروسه ومحاضراته مع المجاهدين العرب القادمين لنصرة الشعب الأفغاني الذي احتلته قوة سوفيتية غاشمة على التأكيد على مركزية واحدة أنكم جئتم لنصرة المظلوم وردّ العدو الصائل، وبالتالي عليكم أن تكونوا خدماً للأفغان وسنداً لهم، فصلّوا كما يصلون ولا تتقدموهم بشيء حتى لا تفسد العلاقة بينكما، وتفسدوا معها عبادة الجهاد عليكم وعليهم، ولم يخلُ الأمر يومها من بعض النكرات الذين أثروا الحديث عن الفروع مما هدد بحرف بوصلة الجهاد، ولكن ظلت الساحة الجهادية بفضل الله وبأمثال عزام مضبوطة. قضية محورية أخرى كان يحرص الشهيد عبدالله عزام عليها وهي عدم التدخل في خلافات المجاهدين البينية حتى بين فصائل محسوبة على الخط العلماني الأميركي مثل جماعات مجددي وجيلاني ومحمدي، وظل صامتاً عليها تاركاً قادة الفصائل الجهادية أن يعالجوا أمورهم بأنفسهم، فلم يُؤثر عليه تحريض لفصيل على آخر، أو اتهام لحزب دون غيره، فقناعته أن هذا لن يخدم إلا العدو الصائل السوفيتي وهو ما سيودي بالدين والدنيا، خصوصاً وأن تراكمات عقود من العلمانية والذل والهوان والاستعمار والاستبداد على الأمة لا يمكن أن تتحمله دولة بحجم أفغانستان لوحدها. قضية ثالثة هامة كان لا يحب الوقوف عندها وهي قضية تسليح المجاهدين الأفغان، فالكل يعلم أن السلاح كان يأتي من أميركا ودول عربية وكذلك المال والمساعدات الأخرى، ولم يكتفِ بالصمت عليها وإنما لم يجد غضاضة في تلقي دعم حكومي لمكتب الخدمات الذي أداره باقتدار ما دام العدو الداهم على الأبواب، خطره لا يقارن بأخطار من يتلقى منهم الدعم، فصمت تماماً عن التسليح، وحين فتح البعض مسألة إرسال أميركا صواريخ ستينجر المضادة للطائرات للمجاهدين لم يشأ الدخول فيها وظل مشجعاً على الحصول على هذه الأسلحة من أجل تفادي ما هو أخطر وأعظم وهو العدو السوفيتي الصائل الذي يحلق الدين والدنيا، ولطالما كرر عبارته إن كنت غريباً فكن أديباً. أما القضية الرابعة التي لا تقل أهمية فهي صمته أو انتقاده لماماً وبشكل لا يتقدم فيه على انتقاد المجاهدين الأفغان وقياداتهم الجهادية لها وهي اتفاقيات جنيف بين النظام الشيوعي العميل وباكستان وروسيا وأميركا، فقد ظل ينأى بنفسه عن هذه القضايا كي لا يُؤلّب عليه الأفغان وألا يفسد الحاضنة الباكستانية لآلاف المجاهدين العرب، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح. رحم الله الشهيد عبدالله عزام الذي كان يكرر «سيروا على سير أضعفكم» والسير هنا المقصود به السير وفقاً للسنن الاجتماعية وليس فقط السير الذي قد يتبادر إلى الذهن، ويأتي البعض ليقول لك اليوم إن الإسلام لا يفرق بين دولة وأخرى، وهذا صحيح في المجمل ولكنه نفسه لو تحرك إلى مدينة أخرى ببلده لما جرأ أن يفرض نفسه أميراً عليهم فضلاً أن يُؤمر نفسه بدولة أخرى وسط علمائها وقادتها. ظل الجهاد الأفغاني لسنوات ثم جاءت حركة طالبان أفغانستان، لم نسمع أو نرَ غير أفغاني وقف على نقطة تفتيش يُفتش الأفغان ويسألهم عن هوياتهم. السؤال هل جاء هذا المجاهد للنصرة أم لإذلال أهل البلد وإثارة حساسيات لا يمكن محوها في سنة أو سنتين؟ فما وصلنا إليه نتاج قرن أو أكثر من تعميق وتجذير الوطنية والقومية المقيتة وإزالتها لا يكون باستعراضات وحركات بهلوانية. رحم الله الشهيد أبا محمد وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن تكون سيرته ملهماً للمجاهدين الصادقين، وألا يكون فتنة للذين آمنوا وجاهدوا.  @ahmadmuaffaq
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...