


عدد المقالات 198
منذ اللحظة الأولى لتلاوة بيان الانقلاب العسكري مساء يوم 3 يوليو 2013، كنت ضيفاً على برنامج حواري على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»، وسألوني عن رأيي فى البيان، فقلت إنه البيان الأول لانقلاب عسكري مكتمل الأركان، وبحكم التعريف عندما يتلو وزير الدفاع البيان، فإنه يكون العقل المدبر لما يحدث، وعندما يتم تعطيل الدستور وينتشر الجيش فى الشوارع، ويتم تقييد حركة الرئيس المنتخب. طبعاً البرنامج الذي كان يُبث على الهواء مباشرة، تم وقفه بفاصل قصير، وتم استبدالي -دون غيري من المشاركين في الحوار- بزميل آخر هو عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية. المهم، أن كثيرين -وأنا منهم- أدركنا منذ اللحظات الأولى ، أن البلاد وقعت مجدداً فى قبضة استبداد عسكري شرس، لذلك رفضنا دستور العسكر 2014، وطالبنا بمقاطعته. وتنصّ المادة 226 من هذا الدستور على، أن مدة الرئاسة 4 سنوات، ولمدتين متتاليتين فقط، ويسعى برلمان العسكر حالياً لتغيير تلك المادة لتصير 6 سنوات ولمدتين متتاليتين أيضاً، ومن خلال هذا التغيير يستطيع الرئيس أن يستمر في السلطة بعد انتهاء فترته الحالية فى 2022، لمدة 12 عاماً أخرى تنتهي في العام 2034!! وبعدها كما يقول المصريون: «يحلّها الحلال»، وهو ما يذكّرني بمثل شعبي شهير في التراث الشعبي المصري يقول: «موت يا حمار»!! وقصة المثل باختصار، هي أن ملكاً في زمن المماليك بمصر راودته فكرة غريبة وعجيبة، وهي أنه يريد لحماره أن يتعلم القراءة والكتابة، وأعلن عن مكافأة مالية كبيرة لمن يستطيع تحقيق هذا الهدف، تقدم أحدهم وطلب مهلة شهر واحد، وبعد انتهاء الشهر وفشله في المهمة قتله الملك بقطع رقبته بالسيف، وتكرر الأمر مع شخص ثانٍ وثالث وعاشر، مما اضطر الملك لمضاعفة الجائزة، وهو ما أغرى جحا المصري المعروف بنوادره لتنفيذ «خطة جهنمية». ذهب جحا إلى الملك، وقال إنه سوف يعلم الحمار القراءة والكتابة، بل إنه سيدربه على بروتوكول القصر، واستقبال الضيوف، والجلوس على موائد الطعام الملكية، ولكن بشرط أن يمهله الملك 10 أعوام لتنفيذ المهمة، وبعد أن وافق الملك رجع جحا إلى زوجته مسروراً فرحاً بصفقته الرابحة مع الملك، فسألته الزوجة عن سر فرحه وابتهاجه، وهو يعرّض نفسه لقطع رقبته بالسيف!! نظر جحا إلى زوجته باستغراب، وقال لها: لقد ضمنت معاشاً دائماً من الملك، إضافة إلى نفقات طعام وإيواء الحمار لمدة 10 سنوات وبعدها «إما أن يموت الحمار» وهذا هو الحل الأمثل للمعضلة، أو أن يموت الملك، أو أن جحا نفسه يكون قد مات!! ومع مرور السنوات، دون أن يتحقق أي من الرهانات الثلاثة لجحا، وفي العامين الأخيرين من المهلة، أصيب جحا بالجنون، وكانت أمنيته أن يستيقظ من نومه ليجد الحمار قد مات، فكان أول شيء يفعله كلما دخل داره أن يذهب لحظيرة الحمار، وعندما يجده حياً، تنتابه نوبة من نوبات الجنون، ويصيح بأعلى صوته: «موت يا حمار»!! لا يمكن للمصريين أن يفعلوا كما فعل جحا مع الحمار، تعديل الدستور المصري سيؤسّس لحكم جمهوري مطلق الصلاحيات للسيسي، وربما لأبنائه أيضاً!
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...