


عدد المقالات 611
يوجه الشارع العربي اهتمامه هذه الأيام نحو الثورة السورية، تماما كما ضبط إيقاع مشاعره من قبل على الثورة التونسية، وبعدها الثورة المصرية التي حازت أكبر الاهتمام تبعا لأهمية مصر ودورها، وبعد ذلك الليبية التي سيطرت على المشهد لوقت لا بأس به أيضا، بينما كان الاهتمام بالثورة اليمنية يراوح بين حين وآخر، هي التي استغرقت وقتا طويلا قبل أن تطوي جزئيا ورقة زعيمها الكذاب، فيما ينتظر ثوارها رؤيته في قفص المحاكمة بسبب ما اقترفه من جرائم بحق الشعب اليمني. اليوم لا يتقدم شيء على الثورة السورية، ولا تتقدم قضية على قضية الشعب السوري في الوعي الجمعي للأمة، والكل يسأل ويتساءل عن توقيت الاحتفال بسقوط الطاغية وتحرر الشعب السوري، ولا سيما أن حجم البطولة والإصرار الذي أبداه الشعب السوري كان رائعا بكل المقاييس، حيث لم تثنه آلة القمع الدموية عن المضي في ثورته وتقديم أغلى التضحيات. وحدهم المسكونون بعقد الحزبية والطائفية وكارهو الظاهرة الإسلامية، مع قلة ممن يعتقدون بوجود مصلحة في بقاء النظام، هم من يقفون في الخندق المقابل لمشاعر الأمة الطاغية حيال الثورة السورية، وهي مشاعر لا خلاف على أنها تأججت إثر تنامي الشعور بشبح الطائفية الذي يخيم على كثير من مظاهر التأييد للنظام داخليا وخارجيا. في ظل هذا التأجج للثورة السورية، ووصولها ضفاف الثورة المسلحة، يقف الشارع العربي في حالة من الانتظار ليرى ما يمكن أن تسفر عنه المعركة، مع إيمانه بحتمية سقوط النظام، وقد أسهم ذلك بهذا القدر أو ذاك في تراجع نبض الربيع العربي في عدد من العواصم التي كان بعضها قد بدأ حراكا من أجل الإصلاح، فيما كان بعضها الآخر يتحفز للشروع في الحراك بعد نجاح الثورات في تونس ومصر وليبيا، وإلى حد ما في اليمن. نقول ذلك لأن أحدا لم يعتقد يوما أن قطار الربيع العربي سيتوقف عند حدود الدول المشار إليها، بل ساد الاعتقاد بشموله لجميع الدول، بصرف النظر عن مستوى الإصلاح أو التغيير المنشود في كل منها، وحيث يتراوح الأمر بين إصلاح تحت سقف النظام القائم، أو تغيير شامل، مع استثناءات محدودة يتخذ طابع النزاع فيها شكلا مختلفا كما هو الحال في لبنان الذي لم يكن يعاني من نقص الحرية والديمقراطية، بقدر معاناته من الطائفية السياسية (يشمل ذلك العراق بعد الاحتلال) التي أثقلت كاهل البلد بنزاعات شتى، تمثل أهمها بسيطرة حزب الله العملية على البلد من خلال قوة السلاح الذي بدأ مقاوما وحقق انتصارات رائعة لا يمكن إنكارها، وانتهى بعد حرب يوليو 2006 عنصر حسم في النزاع الداخلي اللبناني. ربما كان الأردن استثناءً على هذا الصعيد، إذ تواصل الحراك بهذا القدر أو ذاك، وهو حراك لم يغادر مربع الإصلاح، إضافة إلى الكويت التي فاجأت الجميع بحراكها السياسي الذي أفضى إلى حل البرلمان مع تصاعد المطالبات بديمقراطية أوسع تفضي إلى حكومة برلمانية تتجاوز النمط القديم المتمثل في هيمنة العائلة الحاكمة على سائر مفاصل السلطة، مع التأكيد على أن الكويت كانت الدولة العربية الأكثر ديمقراطية من الناحية العملية في العالم العربي. اليوم وفي حال انتصرت الثورة السورية، وتراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، سيعود قطار الحراك الشعبي العربي إلى التحرك من جديد، إذ إن فزاعة إيران والشيعة لن تبقى فاعلة وفق النمط القديم، وسيكون بوسع الشارع في عدد من الدول أن يرفع صوته مطالبا بالإصلاح على نحو أوضح، فيما قد نشهد حراكا شعبيا في الجزائر والسودان وعدد من الدول الأخرى يطالب بديمقراطية برلمانية وتداول حقيقي على السلطة بصرف النظر عن صيغة الإصلاح والتغيير المتوقع. بل إن العراق نفسه لن يكون بعيدا عن ذلك، إذ سيرفع العرب السنة رأسهم رافضين سياسة التهميش التي تتخذ من اللعبة الديمقراطية ستارا لتكريس الدولة الطائفية. ما نريد قوله هو أن الربيع العربي لن يترك أحدا، بصرف النظر عن عمق التأثير وتداعياته على الأرض، كما أن من استوعبوا هدير عجلاته بتغييرات شكلية تقبلها الناس بهذا القدر أو ذاك، لن يلبثوا أن يواجهوا مطالب إصلاحية أوسع. نحن إذن بانتظار سقوط النظام السوري، وبعدها سنتابع تقدم جماهير الأمة نحو المطالبة بأنظمة أكثر تعبيرا عن شعوبها، وهي شعوب كانت وستبقى أكثر مقاومة وممانعة من أي نظام مهما كان، الأمر الذي سيعني تأثيرا إيجابيا على مشروع وحدة الأمة ونهوضها، وبالضرورة على قضيتها المركزية (فلسطين).
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...