عدد المقالات 72
نستعرض في هذه المقالة 4 آيات مع 4 مواضيع مهمة، تبدأ من فكرة التطبيل والارتزاق والواردة في الآية 39 بسورة الشعراء، قال تعالى «وَقِيلَ لِلنَّاسِ هُلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ الغـلِبِينَ» صدق الله العظيم. هؤلاء هم الفئة التي تخفي الحقائق وتوجه الرأي العام لشيء واحد بهدف إقناعهم، فالأبواق الإعلامية قامت بالتطبيل الإعلامي للسحرة وأشاعوا حتمية انتصارهم على موسى وأنهم الغالبون لا محالة لحشد أكبر عدد لمناصرتهم أثناء اللقاء مع موسى عليه السلام.. فكرة التزييف والتضليل للرأي العام يبدو أنها قديمة جدا ولكنها تتجدد مع الزمن بأشكال مختلفة، وكذلك مطالبة السحرة بالثمن المقابل لهزيمة سيدنا موسى عليه السلام يدل على انهم مرتزقة يستخدمون سحرهم لمن يدفع، ولذلك عنصرا التضليل الإعلامي والارتزاق كانا شائعين في زمن فرعون مما يدل على فساد منظومة الحكم بحكم الديكتاتورية التي شكلت أرضا خصبة لظهور هذه الاتجاهات التي تسعى لرضا السلطة الشاملة المتمثّلة في فرعون. اللهم لا تجعلنا ممن يضل عبادك لإرضاء عصاتك. نأتي للفكرة الثانية من خلال الآية 49 بسورة الكهف، والتي تبنى على التحقيق الانفرادي الذي لا مفر منه في غرفة التحقيق الإلهية، قال تعالى «وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا». مشهد مروع من داخل غرفة التحقيق (إن جاز لنا التعبير) يعبر عن قلق الإنسان من توافر أدلة الإدانة ودقة البيانات ونوعية الشهداء الذين لم يتوقعهم أبدا، وهي جوارحه التي كان يمارس بواسطتها كل أنواع الفعل الإيجابي والسلبي، بالإضافة إلى الشهود الدائمين من الملائكة الأبرار، أضف لها شهادة الجغرافيا عليه من جبال ارتقاها وسهول مشى عليها وكهوف دخلها وحجر اجتماعات عقد فيها لقاءاته ومجالس لهو عبث فيها ومساجد خشع في روضتها وطرق سار بها إلى خير أو إلى شر.. فكل شيء مسجل في دفتر التحقيقات والشهود لا يمكن التأثير عليهم أبدا، والأدلة محفوظة في حرز مصون... فلنتأمل. أما الفكرة الثالثة فهي كيفية إدارة الغرور وذلك في الآية 78 بسورة القصص، قال تعالى: «قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِىٓ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ» هو التصور الخاطئ للقدرة الشخصية عندما تصل لأعلى مستويات القوة على فعل أو تطبيق أو ادراك أي شيء بسبب ما تملكه من إمكانيات مادية أو مهارات حسية أو معنويات رهيبة، فقارون أنكر فضل الله عليه ونسبه إلى ذاته عندما اكتشف طريق الثراء الفاحش والذي استمد منه قوته، ليأتي التذكير الإلهي بأنه ليس خارج دائرة السيطرة والتحكم وليست له قيمة في عالم أصحاب النفوذ وأباطرة المال الذين سبقوه ممن تم القضاء عليهم، ولذلك الغرور هو الحد الفاصل بين الاعتراف بفضل الخالق والاستفادة من الوضع الذي وصل إليه، وبين إنكار حقيقة الدعم الإلهي والاستناد إلى القدرة الذاتية.. الله تعالى لم يحرم القوة والغنى الذي وصل إليه قارون بل حرم التصور الخاطئ الذي نتج عن هذه الإمكانيات، فكانت العاقبة هي إنزاله أرضا بخسف عنيف، ونتذكر غزوة حنين والإعجاب الذي كاد أن يهلك الصحابة، فالإعجاب بداية الغرور ومدخله الرئيسي، ولعلاج ذلك فإن الحمد والشكر هما الوسيلتان الفعالتان في إدارة كبح الغرور ومنع ظهوره في الذات الإنسانية.. اللهم اجعلنا نعلم حدودنا وقدراتنا ومن نحن ومن أنت سبحانك. ونختم بالفكرة الرابعة وهي أن الدين خارج المشاركة ولا يقبل التفاوض، أي أن الدين خارج التسعيرة وذلك بالآية 86 بسورة ص قال تعالى «قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ». تعارف الناس على إعطاء الثمن لكل من يقدم خدمات وتوجيهات وإصلاحات تنفعهم، أي أنها عملية تجارية بحتة بين مقدم الخدمة والمستفيد منها، لذلك نظروا للإسلام كمجموعات تعاليم مفيدة بمقابل وينتهي الموضوع، ولذلك تم إعلان أن الإسلام ليس (خدمة بمقابل) بل هو مشروع حياة وآخرة، يتم فيها التعامل بين العباد وربهم مباشرة دون وسيط، وربط ذلك بالتوافق التام بين هذه الرسالة وبين الاقتناع بها، حيث إنها لا تحتاج لمجهود (تكلف) وتفكير كبير للتأكد من صحتها وعدم تعارضها مع مبادئ الخير الإنساني ولذلك نفى عن ذاته الشريفة اختلاقه للحجج والتزييف لكي يزين ما يدعي إليه، فالدين لا يحتاج لذلك بل هو مقنع بذاته وإنما مهمة الرسول هي (نقله كما هو). نفعنا الله وإياكم بها ونسأله العفو والعافية والقبول.
نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...
بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...
بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...
مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...
تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...
يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...
تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...
تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...
«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...
كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...
ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...
ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة...