alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 198

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

الانقلابات «هروب ساذج» من «سؤال مهم»

07 مارس 2015 , 01:53ص

السيسي والحوثيون.. جملة غير مفيدة في الواقع العربي في مصر واليمن، فالانقلاب العسكري في مصر جملة اعتراضية لا لزوم لها في تاريخ مصر الممتد، فقّاعة لا تلبث أن تنقشع عندما تسطع شمس الحرية على أرض الكنانة. وفي تقديري أيضا فإن الحوثيين في اليمن السعيد ليسوا سوى مجرد انكماش قصير عابر (تقطيبة جبين) على وجه بلقيس الجميلة، التي لا تلبث أن تعود لابتسامتها الصافية المطمئنة عندما تجلس مجددا على عرشها العظيم. الجزار بشار الأسد مثل نوري المالكي في العراق، مكانهما معروف مع الحجاج بن يوسف الثقفي في مزبلة التاريخ إلى جانب حفتر وغيره من سافكي دماء شعوبهم. كل هؤلاء ذهبوا وسيذهبون، وتبقى الشعوب التي تتعرض في مسيرة حياتها لمنعطفات تاريخية تفرض عليها أسئلة جوهرية أو استحقاقات مصيرية، وأمتنا العربية الإسلامية ليست استثناء منفردا، فهي مثل بقية الأمم التي تتخذ مسارات متعددة لمواجهة مشاكلها، ومن بين تلك المسارات إنكار المشكلة بالهروب الساذج منها، وإدعاء عدم وجودها، ودفن الرؤوس في الرمال مثل طائر النعام الذي يظن أن إخفاء رأسه في الرمل كفيل بأن يخفي بقية الجسم بسيقانه الطويلة ومؤخرته العريضة!! أعلم أن الكلمات ربما تكون قاسية، وأدرك أن الفكرة تحتاج لمساحة لا يتسع لها هذا المقال، لكن مشاهداتي ومعايشتي لمشاكل وطني (مصر)، وأمتي العربية والإسلامية خلال الأسبوع الماضي، وحدوث واقعتين متزامنتين ومتناقضتين فرضتا علي التفكير في هذا الاتجاه. الواقعة الأولى: عندما سأل الزميلُ سلمان الدوسري من صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية زعيمَ عصابة الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، عن «المصالحة مع الإخوان المسلمين»، لجأ السيسي إلى هروب ساذج من سؤال مهم، عندما قال إن الشعب المصري هو الذي يقرر، دون أن يوضح كيفية قياس رأي الشعب المصري، هل الشعب المصري هم أبواق الدعاية الانقلابية في الفضائيات المصرية، هل أحمد موسى وعمرو أديب ولميس والإبراشي وعيسى والخياط وغيرهم هم الذين يُمثِّلون الشعب المصري؟! هل انتخبهم أحد؟! بل من اختارهم أصلا ليكونوا في المواقع التي يحتلونها هي الأجهزة الأمنية والدولة المخابراتية التي يعبرون عنها. إجابة السيسي مثال واضح، بل فاضح، لنمط التفكير الذي أطلقتُ عليه: «الهروب الساذج من سؤال مهم»، وأحيانا تقوم بعض الشعوب والأقوام بنفس هذا السلوك الهروبي الساذج، خشية من مواجهة الواقع والتعامل مع تبعاته. الانقلاب العسكري في مصر كان بالنسبة لبعض المثقفين الثوريين وثوار يناير من الشباب المصري هروبا ساذجا من تحدي بناء دولة العدالة والمساواة، دولة المواطنة والحريات. التجربة الديمقراطية ليست دائما طريقا مفروشا بالورود، ومصر تعرضت لمشاكل في تطبيق الديمقراطية خلال حكم الإخوان المسلمين والدكتور مرسي، لكن العسكر استغلوا الفرصة -بتحريض وتشجيع من الغرب وإسرائيل- ليعودوا إلى «عادتهم القديمة» ويستعيدوا دولة الطغيان والاستبداد. الهند مثل مصر، واجهت مشاكل الديمقراطية أوائل تسعينيات القرن الماضي عندما قام هندوس متطرفون بهدم المسجد البابري في مدينة «أيوديا» شمال الهند، وتدخل الجيش الهندي لوقف هجوم الهندوس الذين يشكلون الأغلبية في البلاد، ولكبح ردة فعل المسلمين، لكن الجيش الهندي لم يستغل الظرف السياسي وانتشاره في عموم البلاد للانقضاض على السلطة في نيودلهي، كذلك قام حراس أنديرا غاندي من طائفة السيخ باغتيالها في منتصف التسعينيات، لكن الحكومة الهندية لم تضطهد هذه الطائفة البالغ عددها نحو 70 مليونا في ذلك الوقت، ولم تعلن طائفة السيخ «جماعة إرهابية». الهند واجهت مشاكل الديمقراطية بالعقل والمسؤولية ولم تلجأ لـ«الهروب الساذج» من تحدياتها، لذلك صارت الهند حاليا: «أكبر دولة ديمقراطية في العالم». الأهم هنا هو أن النخب والمثقفين في الهند لم يطالبوا -مثل بعض نظرائهم من المصريين والعرب- بالنكوص والتراجع عن المسار الديمقراطي الذي يجلب المشاكل للأمة الهندية التي ترغب في الاستقرار والتنمية والتقدم! هذا هو الفارق بين الأمة العربية والأمة الهندية، الأخيرة تثق بنفسها وبمواطنيها وتعترف بمشاكلها الموروثة مثل الفقر والجهل والمرض. الواقعة الثانية: التطورات الأخيرة في اليمن وسياسة دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصا في ظل العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز، إزاء استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن، واعتبار هذا الاستيلاء انقلابا على السلطة الشرعية المنتخبة، ونجاح الرئيس اليمني في الهروب من قبضة الحوثيين في صنعاء والوصول إلى عدن في الجنوب، وبدأ مساعيه لاستعادة الشرعية. الخلاصة أن الأمة العربية الإسلامية لم تمت بعد، فهي لا تزال حية، ولم يستطع أعداؤها تخديرها وتغييب وعيها. في مصر على سبيل المثال، من بين الحسنات القليلة للانقلاب العسكري عودة انبعاث «روح المقاومة» في جسد الأمة المصرية، التي لم تشهد تلك المقاومة منذ قرن كامل من الزمن، وبالتحديد منذ ثورة 1919، كما أن التطورات التي تشهدها المنطقة حاليا تؤذن بعودة «روح الوعي» بمشاكلنا الحقيقية، والتعامل معها بفهم وإدراك وفعالية، بعيدا عن الهروب الساذج والاستسلام اللذيذ للنوم في العسل، بينما تتدحرج المشاكل ككرة الثلج حتى تصير جبلا يهوي من عل فيدهس الجميع أثناء نومهم!. • Sharkawi.ahmed@gmail.com

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...

الصحافة والكتابة.. في زمن «كورونا» (2-3)

ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...

الصحافة والكتابة.. في زمن «الكورونا» (1-3)

لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...

قلاع الحريات الأميركية (2-3)

الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...