alsharq

إياد الدليمي

عدد المقالات 188

خيبة إيران من حكم الإخوان

06 سبتمبر 2012 , 12:00ص

ما زالت أحداث مؤتمر قمة عدم الانحياز الذي عقد في طهران قبل أيام تتفاعل، وما زالت كلمة الرئيس المصري محمد مرسي في عقر دار الإيرانيين تأخذ مداها واسعا، ليس لأنها كانت فلتة من فلتات الزمان وإنما لأنها عبرت عن بعض مكنونات الشعوب العربية والمسلمة تجاه السياسة الإيرانية المزدوجة، والتي استطاعت هذه الكلمة أن تفضح جزءا منها بعد أن شاهد العالم كيف تلاعبت إيران وحرفت خطاب الرئيس المصري حتى لا يتناقض مع عقائدها الدينية والسياسية. لقد كانت إيران من أكثر الدول سعادة بنجاح الثورة المصرية وإزالة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، حتى وصل الأمر بها إلى أن قام خطيب جمعتها عقب نجاح الثورة المصرية مباشرة، بإلقاء خطبة عصماء وسط حشود إيرانية كبيرة، دبجها بلغة عربية صحيحة، فاضت فيها كلمات الإطراء والثناء على الثورة المصرية. ولم تكتف إيران بذلك، بل هللت وطبلت للثورة المصرية واعتبرتها امتداد لثورتها «الإسلامية» عام 1979، وراحت تتحدث عن إلهامات الخميني وتأثيره في ربيع العرب، مع كل الفرق الشاسع والبين بين الثورات العربية وما جرى في إيران من «ثورة». وامتد أثر الفرح بالثورة المصرية إلى عميل إيران وحارسها في لبنان نصر الله، الذي أطل من على شاشته البلازمية الكبيرة والشهيرة ليحدثنا عن هذه الثورة العظيمة التي ستغير وجه المنطقة، وهو يصرح ويلمح إلى أن النظام المصري المخلوع كان يقف حائلا بين حزبه «المقاوم» وبين إسرائيل، فقط لكون قوات الأمن المصرية اعتقلت خلية تابعة لحزب حسن كانت تنوي القيام بعملية تهريب سلاح إلى غزة. وكذا الحال كان مع النظام الأسدي في سوريا، الذي كان يقوم بقطع إرسال تلفزيونه الرسمي والنقل مباشرة من قناة الجزيرة لأحداث وتفاصيل الثورة المصرية، قبل أن يكتشف أن الفرق بين محمد مرسي الذي جاءت به انتخابات شرعية أفرزتها الثورة المصرية، وحسني المخلوع هو لحية. عولت إيران كثيرا على أن المرحلة الجديدة التي دشنتها مصر ووصول رئيس إخواني إلى سدة الحكم فيها، سيفتح المغاليق بوجهها ووجه مخططاتها، مستندة إلى إرث من العلاقات الجيدة نوعا ما بين نظامها «الإسلامي» وحركة الإخوان المسلمين. واعتقدت طهران أن الفرصة باتت مواتية لها للعب دور أكبر في مصر، فسارعت إلى مد يدها بسرعة في قاهرة المعز، حيث تم اكتشاف أول خلية تجسس إيرانية في مصر عقب نجاح الثورة بنحو شهرين، أعقب ذلك دخول بعض أزلام إيران المذهبيين إلى مصر ومحاولة افتتاح أول حسينية شيعية لهم. وكما عولت إيران على وصول الإخوان لحكم مصر لترميم علاقتها مع شقيقة العرب الكبرى، عولت على حضور مرسي لمؤتمر قمة عدم الانحياز للبدء بصفحة جديدة من العلاقات، غير أن الخطاب الصادم لمرسي بعثر كل تلك الأوراق، فلم تجرؤ إيران ودبلوماسيتها على فتح النقاش حول إعادة العلاقة مع مصر. نعم، مرسي لم يقل سوى بضع كلمات، عزف فيها على وتر حساس، وتر لا تحب إيران أن تسمع نغمته، غير أنه أول رسالة واضحة وبينة، بأن العلاقة مع مصر ومن بعدها العالم العربي لا يجب أن تمر بلا ثمن، ولعل أول هذه الأثمان التي يجب أن تدفعها إيران، هو تخليها عن النظام الظالم في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، يجب على إيران أن تتخلى عن سياستها الطائفية في تعاملها مع التاريخ الإسلامي، وأن تحترم عقيدة المسلمين في العالم أجمع، وألا تنحاز إلى مذهبيتها على حساب الأمة الإسلامية. تشعر إيران ومن خلفها حزب الله وطبعا نظام الأسد وحتى حكومة مالكي بغداد، بالخيبة من حلفاء الأمس، الإخوان المسلمين، وهي التي كانت تعول عليهم كثيرا في فتح كوة في جدار العرب، الأمر الذي قد يجبر طهران على إعادة ترتيب أوراق اللعبة، والبحث عن منفذ جديد، ليس بالضرورة يأتي من بوابة مصر. بالمقابل، رفع خطاب مرسي في طهران من أسهمه، سواء في مصر أو في العالم العربي، حتى أظهر آخر استطلاع للرأي أن نحو %60 من المصريين قالوا إنهم سيصوتون لمرسي في أي انتخابات. نصر سياسي مهم ومطلوب حققه مرسي، ومن خلفه جماعة الإخوان المسلمين، بعد الإجراءات المهمة التي أجراها لترميم الوضع الداخلي المصري، غير أنه سيبقى ناقصا إن لم يتبعه بإجراءات أخرى، لعل أبرزها ديمومة الحركة باتجاه قضايا العرب بالتوازي مع ما يتطلبه الوضع الداخلي في مصر من إعادة ترتيب. إيران لن تسكت على ما جرى لها، ولن تقف متفرجة على ضياع فرصتها بوصول الإخوان إلى الحكم في مصر، ولن تغير من قناعاتها بضرورة أن يكون لها موطئ قدم في بيت الشقيقة الكبرى، لذلك قد تلجأ إلى أساليب خبيثة، لعل من بينها التشويش على الوضع الداخلي في مصر ووضع العراقيل أمام مرسي وحكومته في تحقيق إنجاز ملموس للمواطن المصري. ستلجأ إيران إلى شراء الذمم، ستحرك من يوصفون بـ «الجهاديين» للعزف على وتر مقاومة إسرائيل، بطريقة ربما أكثر بشاعة مما جرى في سيناء قبل نحو شهر ونصف الشهر. ولعل خطاب مرسي يكون بداية لتحول في العلاقة بين إيران والإخوان المسلمين، لتكون علاقة ندية وليس علاقة التابع بالمتبوع. على الإخوان الآن وأكثر من أي وقت مضى، الالتحام مع شارعهم العربي المسلم في رفض إيران ومشروعها الطائفي بعد أن بانت الحقائق، رغم أنها كانت واضحة منذ زمن بعيد!

بهذه الأفعال تحاربون داعش؟

في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...

هل تعود أميركا لاحتلال العراق؟

لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...

وضاعت صنعاء.. فمن التالي؟

نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

الحكومة العراقية الجديدة... القديمة

في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...

سنّة العراق والخيارات المرة

ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...

أين العالم من تهجير سنة البصرة؟

انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...

ماذا بقي من العملية السياسية في العراق؟

أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...

التقسيم ليس حلاً للعراق

تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...

حتى لا يضيع العراق مرتين

لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...

ثورة العراق تحاصر إيران

نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...