alsharq

جيهان أبوزيد

عدد المقالات 103

مريم ياسين الحمادي 08 نوفمبر 2025
بكم تعلو.. ومنكم تنتظر
رأي العرب 09 نوفمبر 2025
«بكم تعلو.. ومنكم تنتظر»
حسين خليل نظر حجي 06 نوفمبر 2025
الحماية القانونية لذوي الإعاقة 2
حسين حبيب السيد 08 نوفمبر 2025
خصائص القيادة الخادمة «3»

قطرية في ميدان التحرير

05 ديسمبر 2011 , 12:00ص

شهد هذا الأسبوع حدثين، لكل منهما دلالة، ويجتمعان على أن مصر تُغير ألوانها، كما ترتفع سماؤها. الأول شهده ميدان التحرير المزدحم ببشر من كل الألوان والذي يميز بسهولة الوجوه الغربية وأصحاب الشعر الذهبي. ويفترض سلفا أنهم إعلاميون، سواء حملوا كاميرات تصوير أم لم يحملوا، لكنها بوجهها الخمري وملامحها الشرقية وملابسها العادية التي تشبه ملابس الملايين من نساء مصر لم تثر أي غرابة بين الجموع الثائرة في ميدان التحرير، كانت تتحرك بيسر تتطلع بانبهار للزحام الذي لا يخنق والميدان الذي يزداد اتساعا كلما قَدِمَ إليه البشر، وبينما وقفت تلتقط صورة لأم رُسم على وجهها علم مصر وتحمل صغيرها المزين وجهه بالعلم أيضا، اقترب منها طفل صغير رث الثياب يسألها بعض المال، حينما شكرت الأم على سماحها بالتقاط الصورة التفتت إليه لتجد وجها باهتا يعيد بإلحاح طلب المال. من حقيبة يدها أخرجت قطعة حلوى وقدمتها إلى الصغير مربتة على كتفه قائلة: «اللي يعمل ثورة ما ينفعش يشحت». كان ردها مفتاحا لصداقة امتدت بينهما، فصار دليلها في الميدان يحكي لها عن هجوم العسكر وعن لحظة استشهاد طبيبة الميدان التي خرجت لشراء العلاج للمصابين فاستقبلتها قنبلة غاز أودت بحياتها خنقا. وقبل أن تغرب الشمس وقف بجوارها مناديا أحد الشباب لالتقاط صورة له معها، وقف بجوارها باعتزاز ووقفت بجانبه باحترام، وابتسم كلاهما. في مساء ذلك اليوم أخذ المحللون يعددون ما أنجزه اعتصام شباب الثورة الأخير وتأثيره على الإسراع بتغيير حكومة شرف، ودوره في تعهد المجلس بانتخابات رئاسية مبكرة، وأثره في كشف رعونة الشرطة وحتمية تغيير جوهرها لا مظهرها. لم يتمكن المحللون الذين انشغلوا بتقصي مواقف الأطراف السياسية المتعددة من الانتباه لرؤية وجه «أشرف» وقد أضاء حين صادق السيدة القطرية التي رفضت أن تستجيب له شحاتا، ووافقت أن تصادقه إنسانا. من نفس الميدان أيضا انطلقت وقائع المشهد الثاني، فالميدان هو الذي أهدى المصريين انتخابات يوم 28 نوفمبر التي اصطف لها البائع والأستاذ والطبيب حتى اللص والمغامر. في طابور السيدات كنا خليطا عجيبا من البشر، فخلفي وقفت سيدة منتقبة تحمل بطاقتها في يدها كأنما تتعجل التصويت، وتليها فتاة لم تكد تبلغ الثامنة عشر ولم تكف عن محادثة صديقاتها الواقفات في لجان انتخابية أخرى يتبادلن الأخبار ورصد مدى التقدم للوصول للصندوق، في حوار من يصف مغامرة شيقة، وفي الأمام وقفت سيدة ريفية مسنة ممتلئة الجسد تشتكي من الزحام والصندوق الذي لا يقترب، ثم لم تجد بُدا من الخروج من الصف الطويل لتجلس قليلا على الرصيف المواجه مُشددة عليّ بحفظ مكانها قائلة: «أمانة عليكِ حافظي على مكاني»، لم تفكر أي منا في العودة أدراجها من دون تصويت. بل إن مهمة اليوم في كافة المنازل المصرية كانت «التصويت في الانتخابات». لم يكن اختيار مرشح معين هو الفعل الأساسي. بل الفعل الجديد الغريب علينا الذي خرجت مصر لتختبره كان هو الاختيار. فرحت النساء والرجال كبارا وشبابا بفعل الاختيار. قالت سيدة قبيل لحظات من بلوغنا غرفة الاقتراع: «والنبي النهارده عيد. أخيرا فيه حد سألنا رأيكم أيه». إنه الاعتراف بوجود الإنسان.. المواطن.. الاعتراف بإرادته. فتجاهل إرادتي يعني تجاهلي، يعني غيابي ونسياني حين تتخذ قرارات بشأني. وكم عانى المصريون من قرارات تتخذ وتغير ملامح حياتهم وهم عنها غائبون قابعون في «خانة المفعول به». كان التعطش للاختيار هو تعطش للاعتراف. فخرجت الجموع فرحة بهويتها التي ظهرت على السطح بعدما طمست كثيرا. في الطابق الأول من المدرسة الثانوية كان تصويت الرجال. وفي الطابق الأعلى كان تصويت الإناث. سمعنا هرجا وأصواتا متضاربة. وبعد قليل شاهدنا أحد العسكر يحاول شرح مبررات منع أحد الأطفال من التصويت. كان الطفل قد تسرب إلى اللجنة رغم الحراسة الواقفة على مدخل المدرسة ووصل إلى طابق الرجال ليفاجأ بالحرس يمنعونه من الدخول، وقف أمامهم مشدوها غير مصدق منعه من التصويت، لم يستطع قبول كل الحجج التي قيلت له من رجل الحراسة ومن الرجال الذين التفوا حوله متأثرين باندفاعه وحماسه، تطلع إليهم وقال: «أنا كنت في التحرير في 25 يناير وكمان المرة دي. يبقى أزاي ما انتخبش!». كان ميدان التحرير حاضرا في ميدان التصويت الانتخابي وإن لم يُذْكر اسمه. كان الميدان كالمقدس الذي لا يُستَحب ذِكر اسمه كثيرا، لأنه ساكن في الأعماق. كان طقس التصويت طقسا تحريريا. فلم يثر الحضور مشكلات. لم يخرج أي منهم من سيارته لاعنا الطرق التي تجمدت كالجليد، فكانت العودة للمنزل أشبه بمهمة مستحيلة. لم يعكر المشهد الحلم سوى ممارسات بعض الحرس القديم الفاعلين بنشاطِ مَن قارب على الوفاة، كذلك بعض المتعصبين لقبائلهم في صعيد مصر، وآخرون وقعوا في التزوير لصالح مرشح ما. ففي إحدى المحافظات فوجئ القاضي بفتاة منتقبة دخلت للتصويت عدة مرات لصالح مرشح سلفي. حتى أثارت شك قاضي اللجنة. وبعد تفتيشها فوجئ الجميع ببطاقات الهوية التي تستخدمها للتصويت المتعدد. وفي العديد من اللجان وقف مرشحو حزب «الحرية والعدالة» الإخواني يوزعون قوائمهم ويحثون الناخبين على التصويت لهم رغم غلق باب الدعاية قبل يومين من التصويت. ورغم تلك المفارقات فقد رفض المصريون تعكير فرحتهم. معتبرين التجاوزات شوائب عالقة فقط. ومع ظهور بعض النتائج الأولية انقسم الناخبون إلى فريقين، فريق قفز فرحا، وآخر تراجع خوفا.. وعنهما سيكون مقال الأسبوع المقبل إن شاء الله.

مصر حتنور تاني

إنه اللقاء بكل شغفه ولهفته وقوته وطاقته القادرة على إحياء الأمل وبعثه من باطن اليأس. إنه اللقاء.. فلم أجد لفظة أخرى تصف العيون المتلألئة ولا الخطوات المندفعة ولا تلك الحياة التي عادت تجري فكست الوجوه...

بين اللجوء والنزوح مساحة ألم

سمعت تلك الكلمة للمرة الأولى في منزلنا بينما جارتنا تأخذ قسطا من الراحة لدينا. اعتذرت عن كوب الشاي الذي أعدته أمي قائلة «لازم احضر العشا للاجئين اللي عندي». أخبرتني أمي أن «اللاجئ « مصطلح يطلق...

من الطابق التاسع رأيت خط الطباشير الأبيض

في الطابق التاسع كنت أسكن. ومن أعلى رأيت أطفال الجيران يرسمون في الشارع الإسفلتي خطا أبيض. ثم احتكروا لأنفسهم المساحة الأكبر وتركوا للطفل الأسمر وأقرانه ما تبقى. والأسمر كان في مثل عمرهم. وكذلك فريقه الذي...

في قلب القاهرة ماتت «شهرزاد»

«لقرون طويلة حكيت عني يا شهرزاد, غطى صوتك على صوتي» لكنى الآن وبدون ندم أشيعك إلى مثواك وأعلم أني لن أسبح في الفرح, لكني سأعيش بهجة غسل تراثك. وفى حضرة الحكاية علينا أن نبدأ القصة...

ثلاثة مشاهد لا يربط بينها إلا «المياه»

المشهد الأول: كان أن تحدث مرشح الرئاسة عن برنامجه الطموح لقيادة مصر في مرحلة مفصلية, واستعرض مجالات عدة ثم قال «وأما عن المياه فسوف نزيد مياه النيل بالدعاء». المشهد الثاني: صوت جهوري لرئيس الجمهورية آنذاك،...

خطاب بعلم الوصول إلى رئيس مصر

طرقة واحدة مفاجئة، ثم ضاع الضوء وانسحبت الكهرباء إلى أسلاكها وتركتنا في عتمة قاتمة، بنظرة واحدة على الشارع أدركت أننا نصفان، نصف مضيء ونصف معتم، كان جانبنا صامتا وكأن الحياة قد توقفت عنه، حارسة العقار...

وبينهن نساء عاشقات لقهوة الصباح

أعادته مرة أخرى إلى الطبق الصغير عقب الرشفة الأخيرة، ثم انتظرتْ دقائق وقَلَبَتْه فسال اللون الداكن برائحته النفاذة وتلون الخزف الأبيض. وأكملت هي حوارها تاركة لي الحيرة من أمر تلك القهوة التي تجمع جدتي بجارتنا...

أم سيد والواد شمعة وسلاح سوريا الكيماوي

أيمكن أن يصدق عاقل أن «فارس» حمل عتاده وسلاحه وسافر طويلا لكي يحمي «مالك» الذي لا يعرفه ولا يعرف عنه شيئا. البعض قال لي لا بد أن «فارس» ملاك في جسد بشر. لكن آخرين كانوا...

في اكتمالي موتي.. وبالنقصان أستعيد الحياة

كان يكفي أن أنظر للسماء لأعلم لما لا يرد شقيقي على الهاتف. متحفزا. مكتملا. باهيا. كان قرص القمر في قلب السماء. متألقا وسط النجوم. مدركا حجم ضوئه وعمق أثره. مختالا بنوره الذي يوقظ كل الصحاري...

وللنساء مع الزلازل شأن آخر

في مايو ومنذ ما يزيد على ثلاثة وخمسين عاما, وقبل أن تهبط الأحلام على النائمين انفجر غضب ما من باطن الأرض فقسمها وضرب مبانيها وأهال التراب على ما يزيد على ثلاثة آلاف نسمة. يومها لم...

ولكل منا أريكته الزرقاء.. ولكل منا آذان أخرى

الشاب ذو الصوت الصادق حاصرني, كما كان لأسئلته تفرد مدهش فلم أملك إلا الانتظار, سار بي خطوات قليلة ثم أشار إلى سمكتين لونهما أزرق يتوسطان لوحة القماش المعلقة, وقال: «أتعرفين لماذا وُلدنا؟». صمت من هول...

في المطار يسألونك: أتحب الغناء والفرح!

أتصدقون أن بين وحشين كبار عاشت الغزالة الصغيرة آمنة حالمة, لكن الأهم أنها عن حق سعيدة, ثم عَنَّ لها أن تجرب الجنون, فإذا بها تعلن بصوت عال أنها في طريقها لتصدير السعادة, ولو لم أكن...