alsharq

تهاني الهاجري

عدد المقالات 18

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام
سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق

خطاك الشر يا «قطر»

05 يونيو 2012 , 12:00ص

صباحكم يوم جديد بعد أسبوع مليء بالأحداث والآلام والقلوب المفطورة والمنازل المهجورة من ضحكات الأطفال. قد يكون البعض تجاوز هذه المرحلة وتنفس الصعداء بصعوبة، ولكني أجزم بأن عائلات المفقودين ما زالت تترقب خيالاتهم وتعيش واقعاً تتمنى أن يكون مجرد كابوس مخيف تستيقظ منه. كنت أتعصر ألماً الأسبوع الماضي والألم يجعلني ضعيفة أمام قلمي لأترجم شعوري أمام هول هذه الحادثة التي أدمت قلوبنا وأبكت عيوننا لمدى أيام. فكيف أذهب إلى «فيلاجيو» لأتسوق في مكان موحش عاش فيه أبرياء لحظاتهم الأخيرة. دائماً أتخيل لحظات رحيلهم، كيف يختنق طفل ويصعب عليه التنفس، ويسقط على الأرض مغشياً عليه وهو لا يعرف ماذا يحدث حوله؟ وكيف كانت لحظات المدرسات وحولهم عشرون طفلاً.. ولا يعرفن كيف يمكنهن أن يقمن بإنقاذ كل هذا العدد من الأطفال؟ وكيف كانت لحظات رجالي الدفاع المدني الأبطال وهما يصارعان الدخان الذي تغلغل داخل صدريهما البريئين ليكملا مهمتهما في إنقاذ الأطفال؟ ذهبت لمواساة أهالي «الأرواح الطيبة» في أسباير يوم وقفة العزاء، وذُهلت من المشهد الذي رأيته.. عشرات المواطنين والمقيمين حضروا ليكونوا صفاً واحداً بشعور واحد من أجل هدف واحد وهو مواساة أهالي «أبطال» الحريق. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». في ذلك اليوم عرفت معنى هذا الحديث حقاً، لأننا نعيش في أرض طيبة جمعت كل الجنسيات والأديان والثقافات.. ولكن في وقت الأزمات نصبح كلنا شخصاً واحداً يشعر بنفس الألم.. التقيت بالسيدة «جاين» والدة التوائم الثلاثة تحمل بيديها ألعابهم المفضلة، وتتأمل بالعالم يحتشد حولها، وهي لا تزال تعيش في صدمة لا أعرف متى ستخرج منها، ولا أعرف إذا كانت تستطيع ذلك يوماً ما. كل ما استطعت أن أفعله هو معانقتها وأن أقول لها «آسفة لخسارتك.. نحن نتألم معك أيضاً».. التف حولها الجميع من مواطنات ومقيمات بمختلف الأعمار يعانقنها بشدة، وكأنهن فقدن فلذات أكبادهن وهي تبكي وتتعصر ألماً معهن. أبكتنا معها حقاً في تلك اللحظة. عندما أضع نفسي مكانها أكاد أسقط مغشياً عليّ من هول الصدمة، كيف كان شعور «جاين» وهي تستيقظ صباحاً لتضع أطفالها الثلاثة في الكرسي الخلفي للسيارة وتنظر إليهم بالمرآة لتضحك لهم، وتنظر إلى تلك الوجوه الناعسة اللطيفة صباحاً لتأخذها للحضانة.. وفي الظهر تستلمهم أجساداً خالية من الحياة. إن الأزمات لا تعرف وقتاً أبداً، فمن استيقظت معهم صباحاً، فقدت ضحكاتهم في نفس مساء ذلك اليوم. سنحت لي الفرصة لتعزية «أم عمر» من جنوب إفريقيا.. «عمر» عمره 15 شهراً فقط.. وتوقفت حياته عند ذلك العمر.. كانت تنظر إلى الشموع والزهور وهي تبتسم ابتسامة لا تحمل أي ملامح للسعادة.. ابتسامة صدمة.. ابتسامة صبر واحتساب عند رب العالمين.. ولم تجهش بالبكاء إلا عندما عانقتها.. يا الله كم كانت تتصبر عند الله لتكون عند الله من الصابرين والمحتسبين.. إن شاء الله سنرى عمر في الجنة إذا كتب لنا أن نكون فيها يوماً ما. قابلت زوجين من الفلبين تغرغرت عيناهما بالدموع، كانا أصدقاء المُدرسة «ماربيلا» البالغة من العمر 29 عاماً، توفيت تاركة خلفها طفلاً عمره 8 شهور فقط.. جلب الزوجان صورتها ليعلقاها على عمود أسباير، لتخلد في ذكرى الأبطال. زملاء شقيق «ماربيلا» في العمل حضروا إلى العزاء أيضاً، وأخبروني بأن أخاها دخل المستشفى من هول الصدمة عليه وارتفع عليه الضغط والكولسترول.. وأيضاً قابلت مجموعة من 6 أشخاص فلبينيين وفلبينيات تحمل وجوههم ملامح الحزن والألم لأسألهم عن صلة قرابتهم بماربيلا الراحلة ظناً بأنهم عائلتها.. وأخبروني بأنهم موظفون في ماكدونالدز فرع فيلاجيو، وأنها كانت زبونتهم دائماً، وذكروا أنها إنسانة لطيفة وطيبة وبشوشة دائماً.. ودائماً الأخلاق والسمعة عمرها أطول من الإنسان. في العزاء لم توجد هناك جنسية.. لا توجد ديانة.. لا توجد آراء مختلفة.. كان يوجد «قلب واحد» في أجساد مختلفة تشاركت نفس الألم والحزن.. قطر كلها اهتزت وتألمت وتشاركت العزاء.. هذه الأرض الطيبة علمتنا أن نحزن عندما نفقد روحاً بدون أن نُفرقها عن غيرها من الأرواح.. فالروح كانت لإنسان عاش بيننا بغض النظر عن نوعه ومرجعه.. هذا الإنسان قد يكون عمل معنا.. أو كان بجانبنا عند إشارة المرور.. أو مشي بجانبنا بدون أن نلحظ ملامح وجهه جيداً.. هؤلاء كلهم لا نعرفهم إلا عندما يرحلون.. ولا نعرفهم إذا كانوا يضحكون أو يعيشون حولنا.. نختلف كثيراً في قطر، بالآراء، بالاهتمامات، بالثقافات. ولكن عند الأزمات نصبح عائلة واحدة أفرادها مليون وسبعة مائة ألف شخص.. في الأسبوع الماضي وصلني إيميل من زميل ياباني التقيته في رحلتي الماضية إلى تركيا، يسألني عن حريق فيلاجيو، وإذا كنت أنا وعائلتي بخير.. عرفت بأن قطر لم تهتز وتبكي وحدها.. بل بكى العالم معنا، لأن قطر غالية علينا وعلى غيرنا في مختلف العالم.. خطاك الشر يا قطر.. اليوم يوم جديد.. أحلام جديدة تنتظر تحقيقها.. الآلام تبحث عن مُسكن لها.. ابتسامة اشتاقت أن تظهر في وجوهكم الطيبة مرة أخرى. فأظهروها وشاركوها مع من حولكم، وابتسموا لكل الأشخاص غير المرئيين أمامكم وخلفكم وبجانبكم، فقد لا يعطيكم القدر فرصة للقياهم مجدداً.

كل عام وأنتم بخير

كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله صيامكم وعبادتكم في الشهر الفضيل، الذي سنشتاق إليه وإلى أجوائه الروحانية كثيراً.. كنت أفرح بالعيد أكثر في طفولتي، وفقدت هذا الفرح مع مرور السنوات. حتى سألت نفسي ليلة العيد...

وماذا بعد إغلاق محلات الفرجان؟

قرار جديد وعشوائي من وزارة الأعمال والتجارة بإغلاق 7100 محل في أحياء قطر، وقطع رزق 7100 عائلة تعيش من مدخول هذه المحلات.. بينهم عائلات مكونة من امرأة كبيرة توظف عاملاً ليبيع ويدخل عليها قوت يومها...

أولمبياد «كلنا للشام»

بدأت الحملة القطرية لإغاثة الشعب السوري قبل أيام، وأشعر بسعادة لا توصف لمشاركتي مع قطر الخيرية مساء السبت في الشيراتون، مع تواجد كل الجمعيات الخيرية القطرية في قاعة المجلس للنساء. عملنا على جمع تبرعات المحسنات...

ماذا عن من يصوم ولا يجد ما يفطر عليه؟

كل عام وأنتم بخير، والحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان الكريم، ورحم الله من لم يبلغه هذا الشهر المبارك. رمضان هو بداية وفرصة رائعة للتغير الإيجابي، وليس فترة مؤقتة نصبح فيها مثاليين وبعدها نرجع إلى...

رحلتي إلى الحدود السورية مع «قطر الخيرية»

قدمت لي «قطر الخيرية» فرصة ثمينة لن أنساها بحياتي، وهي مرافقتها إلى الأردن لزيارة الحدود السورية لمساعدة اللاجئين السوريين.. قضينا 5 أيام بمعدل 12 ساعة باليوم في مناطق مختلفة بدون أن نشعر بالتعب أو الإرهاق،...

عش وكأنه لا يوجد يوم آخر غداً

نسمع دائماً أن الحياة قصيرة ولا تساوي أن نحزن عليها أو نجعلها تشغل بالنا، ولكنها تساوي شيئاً عظيماً عندما تعرف كيف يمكنك أن تعيشها بمتعة لأقصى حد. الحياة قصيرة عندما تعيشها لنفسك وتفكر كيف يمكنك...

بعد 100 سنة!

نستيقظ في يوم ما متأخرين عن وقت العمل، وقد لا نجد ملابس العمل جاهزة. نحاول تناول الفطور بسرعة، حيث تنسكب القهوة على ملابسنا.. ولا نملك وقتاً كي نغيرها.. نقود السيارة إلى العمل وقد نجد مؤشر...

لا تعش حياة شخص آخر

كان حفل تخرجي بالأمس، الدفعة الثامنة من خريجي كلية شمال الأطلنطي.. وكنت أتمنى لو أني ألقيت خطبة التخرج، ولكن لم تسنح لي الفرصة بذلك.. ولهذا أحببت أن أكتب لكم اليوم بعض الكلمات التي كنت أتمنى...

توقيع الدقيقة الواحدة.. تعطيل لأيام!

كم مرة تذهب إلى أي جهة حكومية أو شركة أو أي مكان وتحتاج توقيع أحد المسؤولين حتى تكتمل إجراءات أوراقك المهمة، ولكن دائماً يكون الرد بأن «المسؤول باجتماع، تعال لاحقاً»، «المسؤول غير موجود عد إلينا...

آن سوليفان وهيلين كيلر.. تشجيع وإرادة

شاهدت فيديو رائعاً للطفلة «نجود الكبيسي» على «يوتيوب» الأسبوع الماضي، نجود لديها والدان وأخت من الصم، وتكلمت في الفيديو عن أهمية دعم الصم، وأنهم فئة مهمة في المجتمع، وعندهم إبداع ومواهب مثلنا وأفضل منا أيضاً،...

متلازمة المناصب العالية

علمتنا أمي منذ الصغر احترام الناس جميعاً بغض النظرعن مناصبهم وشهاداتهم وأسماء عائلاتهم واختلاف دياناتهم ومذاهبهم، والحمد لله أني لم أجرب (التملق) أبداً، وأتمنى الشفاء لمن أصيب به، فهو مرض يتغلغل داخل الإنسان حتى يحصل...

ليت الشركات كلها «جوجل»

في كل صباح نستيقظ من نومنا، وننسحب إلى أعمالنا لنقضي 8 ساعات من يومنا كل يوم. نفتتح يومنا بقراءة الجريدة حتى نقرأ كل إعلان فيها، ونشرب العديد من أكواب القهوة والكابتشينو لنحتفظ بتركيزنا لآخر الدوام....