alsharq

جيهان أبوزيد

عدد المقالات 103

دوجما 95 يواجه «سوبر مان» ويتحدى «جيمس بوند»

05 مارس 2013 , 12:00ص

كما هي العولمة لا تعرف حدود ولا تخنقها الجدران كذلك هو التمرد حين يخرج من شرنقته. وحدث أن سيطرت مجموعة من الشركات الكبرى على صناعة السينما الأميركية في هوليوود واحتكر كبار المنتجين الأسواق العالمية ودور العرض وفُرضت علينا الثقافة الأميركية فرضاً حتى صار من المعتاد أن نرى الأفلام الأميركية تحتل شاشات العرض في الدول العربية والآسيوية والإفريقية وتزيح السينما الوطنية جانبا أو تطيح بها. لكنه وكما هي العادة ظهر المتمردون الرافضون للاحتكار الأميركي.. بعض الفنانين تمردوا رفضاً للغزو الفكري المستمر القابع في شرائط الأفلام. البعض الآخر تمرد على احتكار دور العرض لصالح الأفلام الأميركية فقط. لكن كلاهما اتحدا للحد من توغل «جيمس بوند» و «سوبرمان». وقد ظهر تعبير السينما المستقلة في أوروبا في نهاية العشرينيات لتقديم سينما بديلة عن السينما السائدة التي كان يعتقد أنها لا تعالج الواقع الفعلي للمجتمعات الأوروبية وبالذات ما كان يخص الصراع بين الرأسمال والطبقات العاملة. وبالتالي فإن الحركة كانت تسعى لخلق سينما شعبية مهتمة بمعالجة مشاكل الشعب الحقيقية وليس سينما مصنوعة لإلهاء الشعب. لكن الهدف من إنشاء سينما مستقلة ما لبث أن تغير من بلد لآخر ومن تجربة لأخرى. ففي عام 1962 أصدر 26 فناناً وكاتباً ألمانياً بياناً عبروا فيه عن رغبتهم في خلق سينما ألمانية تعكس قضايا الواقع الاجتماعي، وتتحرر من الاعتبارات التجارية وسيطرة كبار الممولين. وبالفعل تكونت مؤسسات تمويل اهتمت بدعم هذا التوجه الجديد. وفي البرازيل ظهرت حركة سينمائية شابة ذات طابع ثوري سميت «سينما نوفو»، قادها عدد من المخرجين اليساريين المهمومين بالتعبير عن مشكلات أوطانهم والراغبين في بناء سينما برازيلية ذات هوية وطنية. وقد ساعد في ظهور تلك السينما إلى السطح انتشار حركات المقاومة الشعبية الفلاحية المسلحة في العديد من أقطار أميركا اللاتينية. وقد رفع المخرجون البرازيليون شعار «السينما الفقيرة»، التي لا تعتمد على الإنتاج الضخم واستمد مخرجو تلك الحركة مواضيع أفلامهم من الأحياء الفقيرة والأرياف وصوروا في الأماكن الحقيقية. وفي الدنمارك اختلف الهدف من ظهور السينما المستقلة. فقد بررت جماعة «دوجما 95» التي تأسست عام 1995 سبب إنشائها برغبتها في إنقاذ السينما عن طريق مقاومة التوجهات المهيمنة عليها. وتعتبر الجماعة أن السينما السائدة اكتسبت خلال مئة عام من عمر السينما الخبرة في خداع الجمهور عن طريق استخدام التأثيرات العاطفية جعله يعيش في الوهم. وقد لفتت تلك الجماعة أنظار العالم إليها بعد فوز اثنين من أفلام مخرجيها بجائزة مهرجان «كان» لعامين متتالين. ولم تتخلف السينما العربية وسعت لتأسيس تجمعات مناهضة للسينما التجارية المبنية وفق مواصفات السينما الهوليوودية. كان التجمع السينمائي العربي الأول هو «جماعة السينما الجديدة» في مصر، وبعدها برزت مجموعات مماثلة في كثير من الدول العربية ومنها سوريا والمغرب. لكن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً جديداً لصالح السينما المستقلة، حيث بدأت عدد من الأفلام المسجلة بتقنيات فنية بسيطة ومعتمدة على كاميرا ديجتال في حصد الجوائز وفي تحقيق النجاح الجماهيري. من بين تلك الأفلام فيلم «الحاوي» للمخرج «إبراهيم البطوط « والذي حصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان ترابيكا بالدوحة عام 2010 إلى جانب اختياره للعرض في مسابقة مهرجان روتردام السينمائي الدولي وهو أكبر مهرجان للسينما المستقلة. اعتبر الفيلم نموذجاً للأفلام جيدة الجودة ومنخفضة التكاليف. ودليلاً على إمكانية إنتاج أفلام متميزة بتكلفة محدودة. السنوات القليلة الماضية شهدت تحركاً جديداً في رحلة التمرد على هوليوود وعلى الأنماط التقليدية للسينما. فقد تشكلت مئات المجموعات المعنية بالإنتاج السينمائي الرخيص والمتحرر من سيطرة المنتج. كما تمكن بعض النشطاء من الفنانين الشبان من اختراق عالم المهرجانات السينمائية. وتمكنوا من تأسيس مهرجانات معنية بالسينما البديلة أو بأنواع محددة من الإنتاج مثل مهرجان سينما الشباب أو مهرجان سينما المرأة. وفى عام 2006 تمكن مجموعة من الفنانين المصريين من تأسيس مهرجان السينما الإفريقية. وفى أقل من سبع سنوات حقق المهرجان صدى دولياً هاماً، وتمكن من إلقاء الضوء على السينما الإفريقية، وكذلك السينما العالمية المعنية بإفريقيا. وهذا العام سيعقد مهرجان السينما الإفريقية في موقعه التقليدي بمدينة الأقصر في منتصف هذا الشهر. يعرض المهرجان عدداً من أفلام السينما المستقلة كما خصص جائزة سنوية باسم الصحافي الشهيد «الحسيني أبوضيف» الذي استشهد العام الماضي في لافتة لاقت تقدير واحترام الكثيرين. مهرجان الأقصر السنوي تنظمه «مؤسسة شباب الفنانين المستقلين» التي ظهرت عام 2006 كبادرة من عدد من الفنانين العاملين في مجال الفنون والثقافة. السينما البديلة والإعلام البديل ومسرح الشارع وعروض العرائس كلها فنون حرة تبحث عن فضاء لا يسيطر عليه منتجون كبار يقدرون الفنون بقدر ما تجلب من أموال وليس بقدر ما تطرحه من قيم وخبرات. إنها أشكال للتمرد على احتكار الفنون من قبل أصحاب الأموال أو أصحاب القرار. فالدول أيضاً يمكنها أن تحتكر صناعة السينما لتبث ما تشاء في عقل المواطنين. لكن هؤلاء المتمردين يرفضون الخضوع للمال أو للسلطة. ويقبلون العمل بإمكانات محدودة قد تطيل عليهم أيام العمل أو تبعد عنهم كبار الفنانين لكنها تحميهم من الجدران وتضمن بقائهم أحراراً.

مصر حتنور تاني

إنه اللقاء بكل شغفه ولهفته وقوته وطاقته القادرة على إحياء الأمل وبعثه من باطن اليأس. إنه اللقاء.. فلم أجد لفظة أخرى تصف العيون المتلألئة ولا الخطوات المندفعة ولا تلك الحياة التي عادت تجري فكست الوجوه...

بين اللجوء والنزوح مساحة ألم

سمعت تلك الكلمة للمرة الأولى في منزلنا بينما جارتنا تأخذ قسطا من الراحة لدينا. اعتذرت عن كوب الشاي الذي أعدته أمي قائلة «لازم احضر العشا للاجئين اللي عندي». أخبرتني أمي أن «اللاجئ « مصطلح يطلق...

من الطابق التاسع رأيت خط الطباشير الأبيض

في الطابق التاسع كنت أسكن. ومن أعلى رأيت أطفال الجيران يرسمون في الشارع الإسفلتي خطا أبيض. ثم احتكروا لأنفسهم المساحة الأكبر وتركوا للطفل الأسمر وأقرانه ما تبقى. والأسمر كان في مثل عمرهم. وكذلك فريقه الذي...

في قلب القاهرة ماتت «شهرزاد»

«لقرون طويلة حكيت عني يا شهرزاد, غطى صوتك على صوتي» لكنى الآن وبدون ندم أشيعك إلى مثواك وأعلم أني لن أسبح في الفرح, لكني سأعيش بهجة غسل تراثك. وفى حضرة الحكاية علينا أن نبدأ القصة...

ثلاثة مشاهد لا يربط بينها إلا «المياه»

المشهد الأول: كان أن تحدث مرشح الرئاسة عن برنامجه الطموح لقيادة مصر في مرحلة مفصلية, واستعرض مجالات عدة ثم قال «وأما عن المياه فسوف نزيد مياه النيل بالدعاء». المشهد الثاني: صوت جهوري لرئيس الجمهورية آنذاك،...

خطاب بعلم الوصول إلى رئيس مصر

طرقة واحدة مفاجئة، ثم ضاع الضوء وانسحبت الكهرباء إلى أسلاكها وتركتنا في عتمة قاتمة، بنظرة واحدة على الشارع أدركت أننا نصفان، نصف مضيء ونصف معتم، كان جانبنا صامتا وكأن الحياة قد توقفت عنه، حارسة العقار...

وبينهن نساء عاشقات لقهوة الصباح

أعادته مرة أخرى إلى الطبق الصغير عقب الرشفة الأخيرة، ثم انتظرتْ دقائق وقَلَبَتْه فسال اللون الداكن برائحته النفاذة وتلون الخزف الأبيض. وأكملت هي حوارها تاركة لي الحيرة من أمر تلك القهوة التي تجمع جدتي بجارتنا...

أم سيد والواد شمعة وسلاح سوريا الكيماوي

أيمكن أن يصدق عاقل أن «فارس» حمل عتاده وسلاحه وسافر طويلا لكي يحمي «مالك» الذي لا يعرفه ولا يعرف عنه شيئا. البعض قال لي لا بد أن «فارس» ملاك في جسد بشر. لكن آخرين كانوا...

في اكتمالي موتي.. وبالنقصان أستعيد الحياة

كان يكفي أن أنظر للسماء لأعلم لما لا يرد شقيقي على الهاتف. متحفزا. مكتملا. باهيا. كان قرص القمر في قلب السماء. متألقا وسط النجوم. مدركا حجم ضوئه وعمق أثره. مختالا بنوره الذي يوقظ كل الصحاري...

وللنساء مع الزلازل شأن آخر

في مايو ومنذ ما يزيد على ثلاثة وخمسين عاما, وقبل أن تهبط الأحلام على النائمين انفجر غضب ما من باطن الأرض فقسمها وضرب مبانيها وأهال التراب على ما يزيد على ثلاثة آلاف نسمة. يومها لم...

ولكل منا أريكته الزرقاء.. ولكل منا آذان أخرى

الشاب ذو الصوت الصادق حاصرني, كما كان لأسئلته تفرد مدهش فلم أملك إلا الانتظار, سار بي خطوات قليلة ثم أشار إلى سمكتين لونهما أزرق يتوسطان لوحة القماش المعلقة, وقال: «أتعرفين لماذا وُلدنا؟». صمت من هول...

في المطار يسألونك: أتحب الغناء والفرح!

أتصدقون أن بين وحشين كبار عاشت الغزالة الصغيرة آمنة حالمة, لكن الأهم أنها عن حق سعيدة, ثم عَنَّ لها أن تجرب الجنون, فإذا بها تعلن بصوت عال أنها في طريقها لتصدير السعادة, ولو لم أكن...