


عدد المقالات 272
كان إطلاق الاحتلال وذيله لمعركة ريف حلب وبالاً عليه، حيث نجحت غرفة الفتح المبين التي تضم الفصائل كافة، والتي تشكلت قبل عام تقريباً، في إحراز اختراقات مهمة حين سيطرت على تلال استراتيجية كانت تحت سيطرة الاحتلال والميليشيات الطائفية لفترة طويلة، لكن الأهم من ذلك كله هو عجز الاحتلال وذيله عن فتح الأوتوسترادات بين دمشق وحلب واللاذقية، وهي أوتوسترادات سيادته أمام العالم كله، وذلك على الرغم من حملات الإبادة والتهجير التي يواصلها، والتي أدت إلى تهجير أكثر من نصف مليون شخص، ومعركة الأوتوسترادات ندعها للحلقة المقبلة. الأوسترادات لها قدرة على ضخ بعض المال في طاحونة القتل والدمار والخراب السورية، مما يخفف من الأعباء الاقتصادية على الاحتلال الروسي المرغم على دفع فاتورة باهظة وبشكل يومي. كان العرض التركي بفتح الأوسترادات مغرياً خلال محادثات الأستانة الأخيرة، ولكن الطرف الآخر فتح ملف من سيحمي هذه الأوسترادات، وحين تعهد الطرف التركي بالحماية صمت الروس والنظام الأسدي، ما دام هدفهم هو استمرار القتل والدمار والخراب، ثم السيطرة على الأوسترادات بلا شعب، فهم يريدون أرضاً بلا شعب، ولكن الظاهر أن الطرف الأميركي له رأيه في مسألة فتح الأوسترادات، فالطرف الأميركي يواصل خنق النظام اقتصادياً، وهو ما تجلى بالسيطرة على آبار النفط، بالإضافة إلى ما حدث في بنوك لبنان، وخنق النظام اقتصادياً من خلال انهيار الرئة الاقتصادية التي يتنفس منها، وهي لبنان، وبالتالي عودته إلى الأوسترادات سينسف الاستراتيجية الاقتصادية الأميركية بخنقه. الكل يعلم في سوريا أن الأوسترادات من حق الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، ولذلك نقل قواته من الساحل السوري إلى حلب، ربما يأتي للاستعداد للتحكم بالطرق الدولية، فالفرقة الرابعة تسيطر على هذه الطرق، وتأتي بالبضائع من تركيا إلى دمشق لتبيعها بعيدة عن الضرائب التي يدفعها التاجر السوري الذي يستورد بضائعه بشكل نظامي عبر ميناء طرطوس، وهو ما يجعل بضائعه أعلى سعراً من بضائع تجلبها الفرقة الرابعة عبر طرق التهريب، ومتهربة من الضرائب والدخول الرسمي، وهو ما تسبب في نمو اقتصاد حرب واقتصاد ظل واقتصاد سري، دفع بالتجار إلى الهروب، مع انهيار اقتصاد البلد على حساب اقتصاد أمراء الحرب والميليشيات. الشمال السوري المحرر يترقب ما يجري في الجنوب السوري ويتابعه بشغف ويعلق عليه آمالاً عريضة، فعودة الحراك العسكري والسلمي إلى حوران ودرعا والعمليات المتكررة التي تجري في الصنمين ودرعا وقرى حوران تشعل الأمل من جديد لدى الشمال السوري المحرر، خصوصاً أن الحراك العسكري يرافقه حراك شعبي من مظاهرات وتمردات، وهو ما يشير إلى أن الحراك أعمق بكثير مما يخاله النظام وأسياده، وعزز ذلك ما جرى أخيراً بريف دمشق من كتابات على الجدران وعمليات عسكرية خاطفة، الأمر الذي عنى للجميع انهياراً كاملاً للمشروع السياسي الذي روجه ويروج له الاحتلال الروسي، والذي تضمن مشروع مصالحات في الجنوب وريف دمشق، وأتى مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ليزيد من متاعب ومصاعب روسيا وإيران، ويضع استحقاقات جديدة على كل من يدعم النظام السوري، ما دامت كرة ثلج الاحتجاجات والغضب تتواصل ضد كل من يقف مع النظام السوري وأسياده في العراق ولبنان وغيرهما.
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...