


عدد المقالات 205
تخصصي في القانون يجعلني أحلل كل كلمة، وكل «أل» شمسية وقمرية، وكل آل يبدأ فيها الاسم وغير الاسم، وكون الكتابة جزءاً من هويتي التي أعرف نفسي بها ويفهمني غيري عبرها، تزيد عملية التحليل بي، وأرجو ألا يكون ذلك مملاً لمن يقرأ ويحاول على الأقل أن يعبر إلى ما قبل آخر كلمة أنهي بها مقالي، لأنها ستأخذه عنوة إلى الكلمة الأخيرة. ما سأدلي به اعترافات لأني سأدلقها من وعاء «قلبي القارئ» قبل أن يكون «كاتباً»، ولأن التشدد في اختيار الكلمات والأفكار عند البدء بالكتابة يتحول مع الوقت إلى علاقة احترام تجاه القلم والورق، فتتكسر بعض الحواجز، ويبقى بعضها الآخر، وما سأقوله هي سيول تعدت عدداً من هذه الحواجز. إذاً فهذه اعترافات كاتب أسبوعي لا يكتب يومياً بل مرة أو مرتين أو أكثر بقليل في الأسبوع، ودائماً بعقل مليء قبل أن يتوافر الحبر، وإلا فلا حبر ولا مقال، وهذا أول اعترافاتي. أعترف أيضاً، بأني أعامل نفسي بيني وبيني كقارئ ومتلق، وسأظل أقرأ عن الكتابة وأصولها كأي علم أو فن آخر ولو بعد ثلاثين عاماً، لأن الإنسان أياً كان عمله كتلة متغيرة، وأن نختار كيفية تغيرنا أفضل من أن نُجبر عليه. أعترف أني عندما أكتب أكثر من مقال في أسبوع واحد أقرر أن أترك أحدها أو بعضها بحسب الحال لأيام أخرى على طريقة مقالك الأبيض ليومك الأسود، أي الأسبوع الذي لا يزورني فيه الإلهام على شكل أغنية أو فيلم أو شخص أو نقاش عقيم أو عبارة ترويجية لمنتج لن أشتريه أبداً أو أي شيء آخر، ولكن عندما يأتي ذاك الأسبوع المشؤوم أحبط وأشعر بأني مزيفة، فلا أرسل المقال القديم وأشرع في كتابة مقال في نفس يوم التسليم، كيلا أشعر بزيفي أمام نفسي قبل من يقرؤني. أنتهي من المقال الجديد فأشعر بتعب شديد، ولكنه أهون من شعوري بالزيف، فالزيف مقبرة المبدع وإن كانت ذات زينة، ولو رجعنا لتاريخ الكتاب العظماء لرأيناهم يحكون عن تجاربهم وعلاقاتهم ومشاكلهم ونجاحاتهم، وكان ذلك فعلاً ما صنعهم، أي حقيقتهم التي بهرجت النفس الإنسانية التواقة إلى الفن والإبداع. أعترف بأنني لا أكتب دوماً ما أعنيه بشكل واضح، وهذا في محاولة مني لإثارة القارئ الذي قد يفهم أكثر من فكرة يكرهها جميعها أو يحبها كلها أو يتقلب بينها، كما يتسلق القارئ نزولاً أبيات قصيدة. أعترف بذلك إلا أنني أكتب دائماً ما أؤمن به وإن كان مختلفاً أو مخجلاً أو غير متوقع لأنها الحقيقة دائماً، والحقيقة أمّ كل شيء إلا أنها ابنة الكاتب الذي يجب عليه ألا يتخلى عنها، فيهذبها ويخرجها في أحلى صورة، صورتها التي يعرفها الله بها. أعترف بأن الوصول في الكتابة يعني عدم الوصول، فلا يسهل شيء مع الوقت إلا اعتياد الكتابة كما يعتاد الطبيب السماعة التي يضعها حول رقبته، ويبقى ما عدا ذلك صعباً، كالتشخيص وسؤال المريض ووصف العلاج، فمرة يسهل اختيار عنوان المقال، ومرة يصعب إيجاد مضمون يشد القارئ، ومرة يخرج الاثنان بولادة عسيرة، ومرات محظوظات ينزل الاثنان كسيل جارف يعرف من أين يخرج وأين يتوقف. إن شعرتم بأن الاعتراف لمن لا يعرفونكم شخصياً سهل، ستتأكدون بأنني كتبت مقالي هذا في ساعة، وإن ظننتم بأنه صعب ستعرفون بأنني استغرقت أكثر من يومين وترددت أيضاً عند تسليم المقال، ولكنني ككل كاتب أسبوعي، فاتني الوقت ولم أرد أن أخدعكم ولا أن أخرج لكم خالية الوفاض.
تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن. الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن...
الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا...
أين ذهب الوقت؟ في أي مدى تمددت الساعات والدقائق، وتركتنا وحدنا نعد الأيام والأسابيع بل والسنين؟ الإنسان يربط نفسه بنفسه بأفكار الفناء والخلود، يعيش وكأنه لن يذوق الموت، ليموت دون أن يعرف الحياة، مسلسل الدمية...
شاهدت مؤخراً «Manhunt: Unabomber»، وهو مسلسل مبنٍ على أحداث حقيقية. وتمحورت القصة حول محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية (FBI)، الإمساك بأحد أكبر المجرمين الذي أرهبوا الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن الماضي،...
الأمور التي لم يخبرك بها والداك عن الحياة، كثيرة. فعلوا ذلك إما لعدم معرفتهم بها ولعدم إلمامهم بكل الجوانب أو حماية للأبناء أو غفلة منهم أو ما عدا ذلك من الأسباب المختلفة التي نقنع أنفسنا...
في كرة القدم تُعتبر حركة التسلل هدفاً محققاً في معظم الأحيان، تكالبت عليه الأنظمة والقوانين والحكم والجمهور، أو على الأقل نصفهم. ما أكثر الأهداف التي يعتبرها الحكام حركات تسلل، وبعضها في حقيقتها غير مستحقة، أي...
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير...
هناك أمور يجب على أي انسان أن يحافظ عليها ويحترمها في نظري، أهمها: الماء والوقت. فإن أضعت الماء، أضعت حياتك، وإن أهملت الوقت، أهملت روحك. قد يبدو الماء والوقت للوهلة الأولى بلا أية قواسم مشتركة،...
شهدنا خلال الأسابيع الماضية أفعال «داعش» الفظيعة على أرض الواقع، في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وفي تفجيرات تونس وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وشاهدنا أيضاً أفعالهم أو سيناريو مقارباً لها على التلفاز في...
أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً...
كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي...
لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟ يجب أن أوضح أمرين قبل أن...