عدد المقالات 272
ستظل تركيا الأولى في استضافة اللاجئين السوريين، والتي فتحت قلبها قبل حدودها للملايين منهم، بل ونقلت كرمها إلى داخل الأراضي السورية عبر نشاطات المنظمات الإنسانية والخيرية التابعة لها، ويشهد على ذلك الشمال المحرر بملايينه الخمسة تقريباً، ولكن لا بد من تقرير حقيقة مهمة جداً هنا، ألا وهي أن الصمود والمقاومة والثورة في سوريا هي خط الدفاع الأول عن تركيا، وما بعد تركيا، يدرك هذا العاقلون الفاهمون من أبناء الشعب التركي، أما من مصلحته مع العصابة الطائفية في دمشق، والذي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه فلا فائدة من الحديث معه. بلا أدنى شك فإن تركيا أخطأت كثيراً في ملف اللاجئين السوريين، وكانت أولى وأكبر هذه الأخطاء هو تعاملها مع الملف على أنه سحابة صيف ستنتهي سريعاً، وستنتصر الثورة ويعود اللاجئون إلى بلدهم، لعدم إدراكها على ما يبدو بطبيعة العصابة الطائفية في سوريا، وحجم العلاقات الدولية الرهيبة التي لديها من تل أبيب إلى موسكو فواشنطن فطهران وما بينهم، وأكبر دليل على هذا هو وصفها اللاجئين بالضيوف، وجائزة الضيف ثلاثة أيام، كما هو معروف، وهنا لم تحضّر تركيا الرأي العام الداخلي ولا الدولي، لكارثة كبيرة لا تخصّ تركيا، وإنما تخص العالم كله، ألا وهي كارثة اللاجئين وقنبلتهم على العالم، قبل أن تكون قنبلة على تركيا، وهي قنبلة تخص العالم قبل أن تخص تركيا، ما دامت الأخيرة تشكل حدود دول «الناتو». نجحت باكستان خلال الحرب الأفغانية، والتي استقبلت يومها أكبر كتلة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية في حصر اللاجئين بالمناطق التي يتشاطرون وإياها عرقية واحدة، أو ممن لهذه العرقيات امتدادات في باكستان، ولذا كان تواجد اللاجئين الأفغان إما في إقليم بختون خواه ببيشاور وما حولها، على الحدود مع أفغانستان، أو مع إقليم بلوشستان، وعاصمته كويتا، وسعت إلى تقليص -أو بالأحرى- منع أي وجود أفغاني في إقليمي السند والبنجاب اللذين قد يشكلان حساسية للسكان المحليين، وقد تأكد ذلك في إقليم السند، حين احتكّ الطرفان، فأحسّ السكان الأصليون من السنود أن الأفغان ينافسونهم على رزقهم، تماماً كما يجري اليوم في مناطق وأقاليم تركية. لم تقم الحكومة التركية منذ البداية بتأسيس مفوضية عليا للاجئين السوريين، كما حصل في أفغانستان، بحيث تتعامل هذه المفوضية مع الداخل التركي، عبر حشد الرأي العام الحزبي والسياسي والشعبي خلف استراتيجية موحدة للتعاطي مع الظاهرة، بل وجعل منها قضية أمن قومي متفق عليها من قبل الجميع، بالإضافة إلى التعاطي مع المجتمع الدولي، ومنظماته، ومؤسساته، بكسب الدعم اللازم للمهاجرين، ووضع العالم أمام مسؤولياته، مع إبراز للشعب التركي أن هذه المساعدات التي توزع على اللاجئين السوريين هي من مساعدات دولية لا دخل لموازنة الدولة التركية فيها، كي لا يخلق ذلك حساسية، إنما هي أمواله وحقوقه ينتزعها اللاجئ السوري. النقطة المهمة في الموضوع أيضاً وهي أنه لا الدولة التركية ولا المعارضة السياسية السورية استفادت من سلاح المهاجرين، بحيث يتم التأكيد على عودتهم بالعزة والكرامة، بعد سقوط العصابة الطائفية التي كانت سبباً لتهجيرهم ولجوئهم، فقد غدا اللاجئون ورقة بأيدي قوى الاحتلال وليس بأيدي قوى الثورة، في حين كانت المفاوضات الأفغانية مع الحكومة الشيوعية العميلة المدعومة من موسكو يومها تؤكد على عودة اللاجئين بالعزة والكرامة والتي فسرت في حينها بانتفاء الأسباب التي أدت للهجرة واللجوء، والسبب بالتأكيد هو الاحتلال ووجود الحكومة الشيوعية الأفغانية العميلة، وفي الحلقة المقبلة نتحدث عن أخطاء التعاطي مع اللاجئين في اسطنبول.
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...