عدد المقالات 272
من المضحك أن تمرّ أكذوبة وخرافة النظام السوري على البعض اليوم، بل وباتوا يكررونها دون أن يعوا مآلاتها، ودون أن يدركوا أنهم ربما يكونون أبواقاً للأسد وللاستبداد بشكل عام، وهي خرافة أن بقاءه في السلطة إنما يعود إلى تدفّق ما يصفه وينعته بالإرهاب الأممي العابر للحدود، أو بالجماعات الإسلامية المسلحة التي وفّرت له المبرر والذريعة أمام المجتمع الدولي ليسحق الثورة السورية، وكأن النظام السوري نظام ديمقراطي مؤسساتي مدني لا يُسقطه إلا تحرك مماثل من طينته، وهو التحرك المدني الديمقراطي، وينسى النظام ومرددو خرافته أنه هو من استدعى الاحتلالات المزدوجة، وتدّثر بالكيان الصهيوني للبقاء في السلطة، أو ليس هو من استخدم كل الأسلحة الفتّاكة بحق الشعب السوري؟!، وأليس هو من بنى السجون أكثر من المدارس منذ اغتصابه السلطة عام 1963؟ وأليس هو من استنجد بالإرهاب الأممي العابر للحدود من ميليشيات طائفية عربية وأعجمية والتي نراها اليوم في كل شبر من الجغرافيا السورية؟، فهل يحق له ما هو محرم على غيره؟! إن من يُرَوّج لمثل هذه الخرافة لا بد من تذكيره بأن الحراك السلمي النخبوي الذي انطلق في دمشق، عقب مهزلة الدستور الذي تغير في خمس دقائق، ليفصّل على مقاس بشار حافظ الأسد، فسحق معه يوم ربيع دمشق، وأوقف يومها كل الصالونات السياسية، والتي كانت كلها بلا طعم للإسلاميين ولا لون ولا رائحة، ومع هذا كله لم يتحمل النظام السوري وجود أية معارضة يسارية أو ليبرالية، فزج من زج بالسجون، وشرّد من شرّد، وأسكت من أسكت، فكان القمع عنوانه بحق من يطالب بأي تغيير. وينبغي تذكير كل من ذاكرته سمك بأن هذا النظام -ومنذ يومه الأول- لم يتحمل رفاقه، فضلاً عن أن يتحمّل معارضة من يُفترَض أن يكون شعبه، فكيف سيتحمل وجود من يساعد هذا الشعب المسكين المقهور في مواجهة أحقر نظام؟ وأحقر نظام عالمي يقوم بدعمه ومساندته، الكل يذكر كيف لاحق معارضيه منذ الستينيات من محمد عمران العلوي وقتله في لبنان، وكيف سجن صلاح جديد العلوي، ونور الدين الأتاسي، وسليم حاطوم، والمئات ممن عارضوه، فكان السجن والقتل المجزأ مصيرهم، بعد أن هدهم الاعتقال والتعذيب والإذلال. لم ينفع مع النظام السوري السلمية، كما لم تنفع السلمية مع النظام العربي المستبد بشكل عام، فها نحن نرى ما جرى في الثورة المصرية يوم سكت ربيعها، ورفعت شعار السلمية، فلم يكتف الاستبداد هناك باغتصاب السلطة، وإنما لاحق ويلاحق اليوم كل أحرارها، فهل كان هناك إرهابيون أمميون بحسب توصيف النظام السوري وغيره؟ بل ويلاحق كل دولة وقفت مع الربيع المصري وثورته، وها هو الاستبداد في اليمن وليبيا واليوم يتكرر في السودان، بحيث يرفض أي ثورة سلمية مدنية، ويصر على جرّ الثورة إلى مربعه وهو مربع العسكرة، كونه الأقوى فيه لاحتكاره السلطة والسلاح، ليس للاستبداد حاجة في وجود جماعات إسلامية مسلّحة أجنبية عن هذه الدولة أو تلك، فكلها أكاذيب وأضاليل، هدفها تبرير سحق حركة الشعوب، ويتفننون في تقديم هذه التبريرات وفيكم سمّاعون لهم، والشعوب اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تقبل بالسلمية والمدنية، وحينها مصيرها كمصير الثورة المصرية في سجون العقرب وأمثاله، وإما العسكرة، فحينها سيتشدق البعض بما يتشدق به النظام السوري ويردده الأغبياء، خيار لم تختره الشعوب ونخبها، بقدر ما هو مفروض عليها محلياً وإقليمياً ودولياً، فهل الميليشيات الأجنبية التي أظهرتها كاميرات التلفزة المقاتلة مع المتمرد حفتر ليبية؟!، لكن حلال على بلابله الدوح.. حرام للطير من كل جنس، وكما قال السيد المسيح عليه السلام: «أرموا لحجر من الجحر الذي انطلق منه»، وقالت العرب قديماً: «وداوها بالتي كانت هي الداء».
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...