


عدد المقالات 191
من الممتع جداً أن تتعرف على نفسك وعلى انتمائك بدلاً من أن يعرفها لك محللون آخرون، وقد يكونون مغتربين أيضاً. "من أنت؟" يعتبر سؤالاً عميقاً جداً، وبه عدة تفرعات وقرارات مختلفة كي تعرف ما هو انتماؤك وارتباطك، سواء بالأرض أو بالدم. قد تكون هذه بدايتي الفكرية التي وصلتني في الأخير لكتابة كتابي "تشكيل الهوية الوطنية في قطر الحديثة". حيث إنني قررت أن أرى انتمائي قبل أن أحلل انتماء غيري. فكانت التساؤلات كي أتوصل لهذا السؤال العميق أوصلتني إلى عدة أبحاث وكتب أكاديمية غربية مختلفة، تبدأ بمهارة عالية بالخلفية التاريخية لمنطقة الخليج، وتنتهي بالتحاليل السياسية وأثرها على النفط. فظللت في دائرة مغلقة مع هذه الأبحاث التي لم تستطع أن ترى البعد الاجتماعي الخليجي، وبالأخص المحلي. شعرت في هذه الحال بأن لدي هوية، ولكنها مطلية برفاهية النفط وعدم الإنتاجية والريع، حسب ما يتم تداوله وبكثرة في الكتب الأكاديمية الغربية. فلذلك بات شغفي في البحث والبحث العميق في عدة أبحاث محلية وخليجية تحمل في طياتها أحداثاً اجتماعية – محلية، ورموزاً وطنية بارزة ساعدت بشكل كبير جداً على تحليل النمطية السائدة اليوم لفهم الهوية الوطنية، ولكن من منظور جديد، أي بعيون محلية وأبعاد اجتماعية - شعبية وثقافية. لن أدخل هنا في تفاصيل النظريات التي استخدمت لتحليل الهوية الوطنية في الكتاب، فلتكون لي حجة لدعوتكم لقراءة الكتاب ومشاركتي آراءكم ونقدكم البناء. ولكنني أحببت أن أعبر لكم عن اختلاف الانتماءات المحلية لتشكيل هوية وطنية متجانسة. فلا يفترض أن يكون هناك تحدٍ من نوع ما على بروز هوية على أخرى، بقدر تعبير كل فرد في هذه الأرض الطيبة عن قصته وانتمائه الذي من المفترض أن يصب في النهاية في منبع وطني واحد، نتج من تنوع ثقافي شيق جداً. قصصنا، فولكلورنا، ملبسنا، مناخنا، وأبرز أحداثنا (إن لم تكن جميعها) هي أساس تشكيل هويتنا الوطنية.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...