عدد المقالات 272
بين تظاهرات سلمية ضد النظام السوري المجرم وبين تظاهرات سلمية ضد النظام الدولي ثماني سنوات ونيّف، جرّب فيها السوريون كل أنواع الصمود والثبات أملاً في انتزاع حرية غابت عنهم لنصف القرن حكمت فيها العصابة الطائفية الشعب السوري بالحديد والنار.. بالأمس القريب تظاهر الآلاف وربما عشرات الآلاف من السوريين أمام معبر باب الهوى الدولي المطل على الحدود التركية؛ بل والمطل بالنسبة لهم على العالم كله بعد أن سُدّت كل الأبواب والمعابر في وجههم بسبب سيطرة الاحتلالات المتعددة على بلادهم ومعابرها، وتحوّل العصابة الطائفية إلى بيدق يتم تحريكه عند الطلب. إذن، تظاهر الآلاف من السوريين في ساحات معبر باب الهوى، وتمكّن أغلبيتهم من دخول الأراضي التركية، كان المطلب الأوحد لهم أنهم يريدون البقاء في أرضهم، وأنهم متشبّثون بها لا يريدون عنها بديلاً تركياً كان أو أوروبياً، كانوا يطالبون الضامن التركي بالقيام بواجبه بحسب الاتفاقيات التي تعهّد بها الروس وإيران من خفض التصعيد؛ ولكن هذا الأخير لم يجلب لهم إلا قضم البلدات وتدميرها وتهجير أهلها؛ مما غدا من الصعوبة بمكان عودتهم إليها إن فكّروا فيها بعد هذا الدمار والخراب الذي ألحقه بها المحتلون والغزاة، فضلاً عن تهجير أكثر من مليون شخص. التظاهرات السلمية التي آتت ثمرتها فوراً، حين أعلن الاحتلال الروسي عن وقفه عدوانه فوراً ومن جانب واحد، يحدث هذا في الوقت الذي كان النظام السوري يقصف حلب ويبدأ استراتيجية عسكرية جديدة بالعمل على إبادة ما تبقّى من بلدات وقرى حلبية، وهو ما يشير إلى قيمة النظام السوري العميل عند أسياده، فانقلب النظام حينها مائة وثمانين درجة بالتزامه فوراً بما أملى عليه الروس من وقف للعدوان. كل الجرائم التي امتدت لمئة وثلاثين يوماً من تدمير بلدات وقرى وسياسة الأرض المحروقة لم تحرّك العالم ولم تحرّك روسيا من أجل وقف عدوانها، كما أن لقاءات الأستانة ولقاء القمة بين الرئيسين بوتين وأردوغان لم يوقفا العدوان، حتى أوقفته مظاهرات واحتجاجات. ويبدو أن الأمر متعلق بالتهديد الذي تشكّله مثل هذه المظاهرات السلمية على أوروبا والعالم كله من نزوح أكثر من أربعة ملايين ساكن بالشمال المحرر صوب أوروبا، وهو ما أشار إليه وزير خارجية تركيا مولود تشاويش أوغلو، بالإضافة إلى ذلك ثمة من يتحدث اليوم عن رغبة أميركية في تحويل التفاوض من الأستانة إلى جنيف، ومن ثم العودة إلى المسار الأول برعاية دولية، وهو ما يشكّل إحراجاً للروس الذين آثروا الاستفراد بالثورة السورية بعيداً عن المقررات الدولية، فجاء وقفهم للعدوان إحباطاً لهذه الخطة الأميركية، ونزعة المتظاهرين إلى المطالبة بالعودة للمسار الدولي فسّره مباشرة تصريحات وزير الخارجية الأميركي بومبيو حين قال إن وقف النار في إدلب ينبغي أن يدفعنا إلى البحث عن تسوية سياسية. المهم بالنسبة للثورة السورية والثوار اليوم هو استغلال هذا المخزون التظاهري لدى الشعب السوري، وتوجيهه بالطريقة الصحيحة، أولاً لتذكير العالم كله بسلمية الثورة السورية وأنها لم تكن عسكرية في يوم من الأيام لو لم يرد لها النظام السوري ومن خلفه ذلك، وثانياً ضرورة دعم وتشجيع المتظاهرين، بنصب الخيام والاعتصام على الحدود مع تركيا، عبر لجان منظمة للمظاهرات والمتظاهرين بعيداً عن التخريب والعبث بممتلكات الثورة والإضرار بالجار التركي؛ فما تريده الثورة والثوار اليوم هو أن يصغى العالم إليهم بوقف الاحتلال ورحيله عن أرضهم؛ فهو أسّ المصائب والدمار والخراب والتهجير والقتل والاعتقال.
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...