


عدد المقالات 198
في زمن الاحتلال البريطاني لمصر، اعتاد الأشقياء والبلطجية من رواد الأفراح بالمناطق الشعبية والملاهي الليلية في مصر عندما يريدون تخريب فرح أو خطف راقصة أو ابتزاز المدعوين وأصحاب الفرح أو الملهى أن يبدؤوا «الحفلة» بقذف «الكلوب» بأول كرسي تقع عليه أيديهم. والكلوب كان وسيلة الإضاءة الرئيسية ويعمل بالوقود أو الكيروسين. حركة «الكرسي في الكلوب» تتكرر كثيرا في أفلام السينما المصرية القديمة، والهدف منها أن يسيطر البلطجي على المشهد وأن يصيب الجميع بالعمى فيختلط الحابل بالنابل، وفي هذه الأجواء يقوم البلطجية بتنفيذ مخططهم. من هذا الميراث الثقافي العقيم ينهل زعيم عصابة الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي جزءا كبيرا من ممارساته في مجال السياسة سواء في الداخل أو في الخارج خصوصا في التعامل مع الأشقاء العرب. والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أوضحها أسلوب تعامله مع رئيسه الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي حينما مارس فنون الدجل والنصب والفهلوة والشعوذة التي تخرج من أسوأ بقعة في أخلاقيات وتاريخ الشعب المصري ومن قيعان عميقة في ثقافة العوام المصريين. التعامل مع الأشقاء في الخليج مثال آخر، والتعامل مع الأشقاء في ليبيا مثال ثالث. ففي شهر أبريل من العام 2013، وقبل شهرين ونصف الشهر على وقوع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، أودعت حكومة علي زيدان الليبية مبلغ 2 مليار دولار كوديعة -وليست قرضا- في البنك المركزي المصري. وبعد وقوع الانقلاب لم نسمع من السيسي أو عدلي منصور أو من حكوماته المتعاقبة سواء الببلاوي ومحلب كلمة واحدة بشأن رد تلك الأموال للشعب الليبي الشقيق، لم ينطقوا بكلمة واحدة عن الرد لحكومة حلفائهم الانقلابيين من جماعة حفتر أو حتى لحكومة طرابلس!! السيسي ونظامه الانقلابي لم يكتفِ بأن «يضرب طناش» كما نقول في العامية المصرية على أموال الأشقاء الليبيين، بل إنه يسعى للتدخل في ليبيا عسكريا خلال الأيام المقبلة مع تقدم مباحثات السلام بين الفرقاء الليبيين لإعاقة تقدم تلك المباحثات والعودة إلى المربع الأول. ورغم أن السيسي حصل من السعودية والكويت والإمارات على عشرات المليارات، فإنه لم يرد الوديعة الليبية فقط بل إنه لم يرد الوديعة القطرية حسبما تردد حيث قامت دولة الإمارات بردها بالنيابة عنه. ما السبب وراء قيام نظام السيسي بكل تلك المناورات لعدم رد الأموال التي قدمتها دول شقيقة مثل قطر وليبيا؟!! ما السبب وراء قيام نظام السيسي بالتفريط في ثروات مصر في البحر المتوسط من حقول للغاز الطبيعي يمكن أن تغير وجه الحياة بالنسبة للشعب المصري الفقير، حيث تقدر احتياطياتها بنحو 300 مليار دولار؟! ما السبب وراء تفريط نظام السيسي في موضوع مياه النيل والسماح لإثيوبيا ببناء سد النهضة وإعلان موافقة مصر على بناء السد دون حتى الحصول على مكسب سياسي جزئي نتيجة هذه الخطوة؟! ما السبب وراء قيام نظام السيسي بتقديم هدايا مجانية للكيان الصهيوني من خلال تشديد الحصار على الفلسطينيين في غزة، وإقامة منطقة عازلة في رفح والشيخ زويد تمتد لعدة كيلومترات على الحدود مع القطاع؟! ما السبب في خلق عداوات مع أهالي سيناء وقتل وتشريد وتهجير الأهالي في شمال سيناء، والمساهمة في ظهور الجماعات المتطرفة التي تنتهج العنف ضد قوات الجيش والشرطة هناك ردا على الممارسات البشعة التي تقوم بها تلك القوات ضد أهالي شبه جزيرة سيناء؟! ما السبب وراء تصريحات السيسي المتواترة ضد الدين الإسلامي وضد من يمثلونه تمثيلا صحيحا سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو حتى دول؟! من المسؤول عن تردي الأحوال المعيشية للمواطن المصري في كافة المجالات وتجريده من ثرواته الحالية والمحتملة؟! ومن يرغب في أن يظل الشعب المصري فقيرا بائسا جاهلا يعاني من انتشار المرض والفساد في شتى نواحي الحياة؟! هذه أسئلة مشروعة لمن لديه بقية تعاطف أو تأييد مع نظام السيسي، الأمر ليس عنادا أو مكابرة. أعلم أن البعض يأخذها مسألة عناد ولا يستطيع أن يتوقف ليقول إنه أخطأ، وهو لا يزال يردد كلمات مثل تلك التي واجهني بها الزميل مجدي شندي -الصحافي المؤيد للانقلاب- على شاشة إحدى القنوات المؤيدة للشرعية حينما قال: أنتم تعادون السيسي من أجل عيون مرسي وضد مصالح الوطن!! ووجدت نفسي أرد عليه بهدوء على غير العادة، وقلت له ببساطة: نعم أنا كمواطن مصري بسيط أعادي السيسي ليس من أجل الرئيس مرسي السجين المختطف الذي لا يملك من أمره شيئا ولا يستطيع أن ينفعني أو يضرني، بل من أجل المبدأ وصالح الوطن. أما أنتم فإنكم تعادون مصالح الوطن من أجل نيل رضا السيسي الذي تعيشون في جمهوريته العسكرية وتعرفون أن لديه دائما «ذهب المعز وسيفه»!! وخلصت للقول إن صالح الوطن تحدده إجابات شفافة ونزيهة على الأسئلة السابقة، وعلى مجدي أن يخلو لنفسه ويتجرد للإجابة عن تلك الأسئلة قبل فوات الأوان. وأخيرا أقول: إن الوديعة الليبية يجب أن يتم ردها للشعب الليبي الشقيق، ويجب أن يتوقف نظام السيسي عن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، قبل أن يبدأ منسق مناظر الفيلم بالصياح مجددا: «ليبيا والسيسي.. كلاكيت عاشر مرة»، ثم تأتي مشاهد نهاية فيلم «انقلاب السيسي» الذي يعد من أسوأ ما أنتجته الحياة السياسية المصرية طوال تاريخها الطويل. • Sharkawi.ahmed@gmail.com
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...