عدد المقالات 272
أعاد تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب -خلال استقباله رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في البيت الأبيض- بأنه لم يشأ الانتصار في أفغانستان لأن هذا يعني محو البلد من على الخريطة، وقتل عشرة ملايين إنسان، أعاد إلى الذاكرة الانتصارات الوهمية التي تحققها القوات الأجنبية في سوريا والعراق وغيرهما على أشلاء وطن وبنيه، وحينها ماذا يعني هذا الانتصار الذي يفني أمة وبلاداً بأكملها، ولمن سيُهدى في هذه الحالة، ومن سينعم به؟! ومن سيجني ثماره؟ اليوم نتأكد كيف كان الانتصار الأميركي في العراق يوم قتل مئات الآلاف، واليوم نرى الإصرار الروسي على الانتصار في سوريا على أنقاض مدن وقرى وبلدات، ومن قبل رأينا الانتصار الذي أعلنه الرئيس الأميركي على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في الباغوز بالجزيرة السورية، والذي كلف إبادة المنطقة بالكامل وقتل الآلاف من أهلها أطفالاً ونساء وشيوخاً، مع تهجير من تبقى، ونرى مخيماتهم في الجزيرة تحت رحمة الميليشيات الكردية التي تذيقهم سوء العذاب، دون أن تفعل لهم القوات الأميركية شيئاً. يرفض الرئيس الأميركي وغيره الاعتراف بالحقيقة المرّة أنهم فشلوا في كسب القلوب والعقول، وبالتالي كنا بحاجة لـ 19 عاماً من الحرب في أفغانستان لإقناع الرئيس الأميركي ومن حوله بأن الحل العسكري غير ممكن، وبأن هذا الحل سيكلف هذا العدد الرهيب من القتلى والجرحى، فضلاً عن جراحات عميقة بين شعوب ودول وحضارات، ستدفع الأجيال المقبلة أثمانها لعقود وربما أبعد من ذلك. لم يعُد بالإمكان حكم الشعوب بالريموت كنترول، ولم يعُد بالإمكان حكمها بالحديد والنار، ولم تعُد الشعوب بخيلة كما كانت في الماضي بتقديم قرابين الحرية، بعد أن رأت الارتباط العضوي الرهيب بين الاستبداد المحلي والاحتلال الأجنبي، إن كان في ليبيا أو في سوريا والعراق وأفغانستان ومصر وغيرها من الدول، التي بدا الاحتلال الأجنبي حريصاً كل الحرص على أقلية استبدادية حاكمة، حتى لو تم القضاء على مئات الآلاف وربما أكثر ثمناً لبقائها في السلطة، تحقيقاً لمصالح أقلية استبدادية مجرمة. لعل ما يميز هذه المرحلة عن غيرها من المراحل التي تعرضت فيها الأمة للغزو والاحتلال، هو افتقار المحتل والاستبداد للنخب التي كانت تدعمه سابقاً، فغالبية النخب إن لم يكن كلها في صفّ الثورة والربيع العربي، وبالتالي غدا أعداء الاستبداد ومن خلفهم الشعوب المنتفضة ومعها نخبها في صف واحد، ولذا سيتعذر على الثورة المضادة تعويض ذلك إلا بمبدأ الإبادة والقتل الجماعي ربما الذي عناه الرئيس الأميركي، والذي يطبقه هو وغيره في مناطق ورقع جغرافية أخرى. بكل تأكيد، فإن رئيس الوزراء الباكستاني الذي كان يستمع لترمب وهو يتحدث بهذه الطريقة كان يرقص طرباً، فباكستان اعترضت منذ البداية على التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان، ودعت مراراً وتكراراً لتجنب العمل العسكري، لكن واشنطن في حينه رفضت الإصغاء للسلطات الباكستانية، اليوم يطلب ترمب من باكستان التدخل والمساعدة في إقناع «طالبان» بالدخول في تسوية سياسية سلمية، ويمنّ عليها بعرض نفسه كوسيط في القضية الكشميرية، بل ويقول إن رئيس وزراء الهند طلب منه ذلك الأمر الذي رفضه الأخير مباشرة، ونفى أن يكون قد طلب ذلك، فالهند منذ اتفاقية شيملا 1965 نجحت في انتزاع تنازل باكستاني بأن يكون الحل ثنائياً، فكيف تقبل وساطة طرف ثالث؟! فهل ربط ترمب هذا المبدأ مع عرض الوساطة في كشمير يرمي إلى تجنب ما يحذر منه؟!
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...