alsharq

سارة بنت علي الخاطر

عدد المقالات 58

الطفل ما بين الأمس واليوم

31 مايو 2012 , 12:00ص

عندما كنا صغاراً، كنا نستمتع بكثير من الأشياء التي نراها وكانت تعجبنا على علاتها دون أن نفكر في الأحداث أو الأهداف أو المغزى، وكنا نتقبل الشخصيات المعروضة على أنها أبطال لا يشق لها غبار، وكنا نتمنى لو أننا كنا أبطال هذه القصة أو تلك، كنا نطير مع سندباد على بساطه، ونحلم بمصباح علاء الدين السحري، ونتمنى مغارة علي بابا، ونتغنى بـ «افتح يا سمسم»، ونصول ونجول مع مسلسل «دليلة والزيبق»، ونتوج ذلك كله بعشق الأفلام الهندية، ورغم خطورة بعض الأفكار المعروضة، أو حتى عمق أهدافها ما شكلت أي نوع من تهميش ثقافتنا أو تمييع رؤيتنا، والسؤال أين نشأت وترعرعت مكامن القوة في اعتزازنا بموروثاتنا؟ هل جاءت من أن ذلك الطفل كان أكثر ارتباطاً بأسرته ولغته ودينه، فما كان لهذه الأفكار صدى في نفسه كالذي تحدثه اليوم في نفوس الكثير من الأطفال، خاصة أن تلك الأفكار التي عرضت في طفولتنا لم تكن اعتباطية أو غير مدروسة، فالإعلام وما يبث فيه مخطط له منذ زمن بعيد، ولكن نسبة التلقي لهذه الأفكار لم تكن بالحجم المطلوب لوجود الكثير من المصدات التربوية والأخلاقية والأسرية والتي تفتقدها الحياة اليوم. في أحد الأيام كنت أتابع مع طفلتي على قناة «نيكولوديان» قناة الأطفال وهي تروج لمجموعة من الأفكار في منتهى الخطورة، وعلى رأسها مسلسل «أسطورة يانج»، والتي تتكلم عن مسخر الماء والذي سينقذ العالم، وهناك مسخرو الهواء والنار والتراب لتلتفت طفلتي (أمي أريد أن أكون مسخرة ماء).. لأشرح لها أن هذه الأمور لا يملكها إلا الله، وأن هذه الشعوب لا يعبدون الله، كما نعبده.. إلخ ناهيك عن المسلسلات الكرتونية التي تتحدث عن السحر وتقسمه إلى فئات سحر، من أجل الخير، وسحر من أجل الشر، وسحرة حكماء يجتمعون لإنقاذ العالم.. ولذلك أين الاتفاقات العربية والإعلامية التي تهدف إلى حماية المشاهد من الأفكار الكفرية والملحدة والإباحية، خاصة إذا كان المشاهد طفلاً؟ والطفل اليوم يختلف عن طفل الأمس، فلا هو يمتلك تلك الموروثات التي كنا نمتلكها، ولا يقف على أرض صلبة تستمد صلابتها من قوة العقيدة ووضوح المنهج نتيجة تهميش المواد التربوية في المدارس، وضياع وقت الأسرة بسبب انشغال الأب والأم في العمل ودخول الكثير من المؤثرات الثقافية، طفل الأمس لم يفتخر أن علي بابا كان زعيماً في السرقة وليس بطلاًً، بينما طفل اليوم يدرك أنه زعيم عصابة ولكنه ينعته بالذكاء، لأنه استطاع أن يكون غنياً دون أن يبذل جهداً. طفل الأمس لم يدرك أفكار السحر في سندباد وعلاء الدين، بينما طفل اليوم يتصل على الهواء مباشرة ويسأل عن مستقبله في برجك إيه، المشكلة التي تواجه العرب أنهم لا يدركون حجم الخطر، بل وربما يستهزئون منه، ولكنهم حتماً سيجنون نتائجه بعد فترة من الزمن ولكن «ولات حين مناص». وقفة: تسمرنا أمام شاشات التلفزيون في يوم الاثنين لنتابع بلوعة وأسى ذلك الحريق في المبنى التجاري -فيلاجيو- والذي أسفر عن عدد من الضحايا أغلبهم من الأطفال.. ونتقدم بخالص عزائنا لأسر الضحايا، وبعظيم شكرنا لكل من شارك وساهم في السيطرة على الحريق.. و»إنا لله وإنا إليه راجعون».

غبار الأفكار

«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...

إثر حادث أليم

«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...

قطري ليس من قطر

السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...

القيادة الجهنمية

بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...

فلسفة الموت والحياة

إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...

الرقص مع الذئاب

الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...

اعتزلنا يا.. دكتور

يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...

هزيمة امرأة

تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...

سراي عابدين

المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...

نعتذر يا خليفة المسلمين

الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...

ببطن الأرض أحياء

في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...

المصير (3) لقد ضيقت واسعاً

ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...