


عدد المقالات 272
نواصل، في الحلقة الثانية والأخيرة، الحديث عن السبب الذي وصل به حال الشيخ ورجل العلم إلى ما وصل إليه، لنقول إنه ليس أمام المشايخ والعلماء إلا العودة إلى ما كان عليه سالف الأمة، بحصر عملهم ضمن روابط وهيئات علمية حقيقية لا يدخلها إلا أصحابها من أهل العلم والدين، وإبعاد كل من ليس منهم عنها، لتكون الفتوى والموقف الشرعي تبليغاً عن الله تبارك وتعالى، وليس تبليغاً عن فصيل أو حزب، ولا عن تيار فكري، يستأثر بالرابطة أو الجماعة أشخاص أو تيارات فكرية يمارسون لعبتهم الدنيوية في التحزب والانتخاب و»الكولسة»، فيفقد العلم والعلماء بريقهم ورمزيتهم؛ فإن أسوأ ما نشهده اليوم هو أن يُنظر إلى الموقف الشرعي أو الفتوى على أنه موقف فكري سياسي حزبي وليس موقفاً دينياً شرعياً ينبغي الالتزام به والأخذ عنه. لعلّ من أسوأ الأدوات التي لها أفدح الأذى بالمشايخ والعلماء ومشروعهم، الإعلام الجديد ومنصاته من «فيس بوك» و»تويتر» و»تلجرام»؛ إذ تجد الشيخ أو العالم يُسرع في تحديد موقفه من كل قضية تعترضه، وكأنه في سباق مع منافسيه في نقل الأخبار والآراء، وهو الأمر الذي يكلفه الكثير، ويأكل من أرضية شرعيته؛ بينما كان جديراً به أن يتأنّى في نقل الخبر والتعليق عليه، فالحكم على الشيء فرع عن تصوّره، وليس من السهل تصوّر ما يجري اليوم في ظل تدفّق معلومات تعجز دول عن إصدار حكم يتسق مع مصالحها.. فكيف بشيخ أو عالم يصدر حكماً يتسق مع مصلحة الدين والدنيا ويتعدى حكمه المكان والزمان؟! من المحزن أن ترى أحزاباً سياسية تسعى إلى تجميع الأمة أكثر مما يسعى إليه بعض المشايخ والعلماء وروابطهم، فيسكت السياسي حين ينبغي السكوت، وإن تكلّم ففي الجوامع، ويتحاشى ما يفرّق الأمة، فالسكوت موقف؛ بينما يسارع بعض العلماء إلى اتخاذ موقف.. وكما قال المتنبي من قبل: وَوَضْعُ الندى في مَوْضِعِ السيْفِ بالعُلى مُضِرٌّ كَوَضْعِ السيْف في مَوْضِع الندى ولكن مع ذلك، لا نعني بهذا الصمت في قضايا واضحة كقضايا الربيع العربي وثوراته، وقضايا الاستبداد والاحتلال، والغارة الطائفية على الأمة ونحوها من محاصرة الأمة والتضييق عليها؛ ولكن نتكلم عمّا يفرّق الأمة من الحديث عن فصائل وجماعات وأشخاص وحوادث جزئية صغيرة، الصمت فيها أَوْلى ديناً ودنيا. لا حلّ أمام المشايخ والعلماء إلا بفكّ الارتباط بين السياسي والديني، ولا نعني هنا فكّ علاقة كما أرادها العلمانيون، بإبعاد الدين عن السياسة.. كلا، وحاشا لله، وإنما بفكّ تأثير السياسي والحزبي ومصالحه الضيقة وفرضها على العالم والشيخ وروابطه وجماعاته؛ وبالتالي أن يتحرّك العالم والشيخ من منطلق مصلحة الأمة وفهمه لها أولاً وأخيراً، لا مصلحة الشخص والحزب والفصيل وتيارات فكرية معينة، ليكتب الله تبارك وتعالى ذلك الموقف بين الأمة، وليس وسط شريحة معينة محددة، فيؤلّب عليه آخرين. ولعلّ بعض العلماء والمشايخ الذين آثروا الابتعاد عن التعليق اليومي على الأحداث أحسنوا كثيراً، فظلوا شموعاً وقامات بأعين الجميع. وكم فكرتُ بأنه لو أن خالد بن الوليد -رضي الله عنه وأرضاه- أو غيره من قادة الفتح الإسلامي في زمنه أو من بعده، انتظروا كل فتوى شرعية يصدرها من يجلس في مدينة رسول الله.. هل كان خالد أو غيره برح المدينة لميل واحد؟!
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...