alsharq

سارة بنت علي الخاطر

عدد المقالات 58

حمد قلب الأسد

30 يونيو 2013 , 12:00ص

وسط مشاعر متناقضة لم يستطع الكثير تفسيرها أو حتى إيجاد كلمات تصفها، جلس الشعب القطري أمام شاشات التلفزيون يستمع إلى خطاب صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليقة آل ثاني، والذي أعلن فيه تسليمه مقاليد الحكم في البلاد لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. الخبر لم يكن غريباً فقد تناولته الصحف العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن إلى اللحظات الأخيرة ونحن يتجاذبنا الكثير من الأفكار، وأهمها ما الذي يدفع أميراً في أوج مجده وقوته وحنكته وتمكنه وعطائه إلى التنازل؟ حتى وإن كان أبناؤه لا يقلون عنه نجابة وطموحاً، إنه حدث غير مألوف تاريخياً وصورة غير مشهودة عالمياً. هل يمكن لأي شخص مهما كان أن يتنازل عن العرش؟! أليس هذا هو سرير الملك الذي يموت الخلفاء والأمراء دونه، ووصلوا إلى حد تصفية أبنائهم من أجله لمجرد الشعور أنهم ينازعونهم عليه، كنا قرأنا في كثير من التصفيات التاريخية وعلى رأسها تصفية عبدالرحمن الناصر لابنه البكر لمجرد الشك في انخراطه في صف أعدائه، وتصفية سليمان القانوني لولي عهده ووريث عرشه الأمير مصطفى؟!! أليس بريق الملك هو البريق الذي يعمي الأبصار ويدفع بالحكام والأمراء إلى اتخاذ مواقف عنيفة تاريخيه أدت بهم إلى إحداث مجازر في شعوبهم وأقرب أقربائهم، ودفعت بالوليد بن عبد الملك أن يقول كلمته التاريخية عند مقتل مصعب بن الزبير ((إنه أخي ولكن الملك عقيم)). هل علينا أن ننسف كل قناعاتنا التاريخية أمام هذا الحدث؟ التاريخ شهد تنازلاً من بعض الخلفاء لأبنائهم، ولكن نتيجة لكبر السن أو اعتلال الصحة. فقد كنا ننتظر أن نشاهد الملكة إليزابيث تتنازل لتشارلز لأنني لا أعلم أحداً حكم فوق الستين سنة من أيام الفراعنة غير هذه المرأة! ولكن أن نشاهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد الذي شغل الدنيا واحتل مكانة عالمية غير عادية يتنازل، فهذه سابقة تاريخية. لقد فاجأني هذا القائد مرتين، المرة الأولى في تعامله مع الأشخاص الذين حاولوا قلب نظام الحكم سنه 1996م، والذين كان المشهد التاريخي يجزم بموتهم أو إعدامهم في الساحات العامة، ولكنه اعتلى بأخلاقه على ذلك، ولم يفتتح حكمه بحمامات الدم، بل حتى وصل به الأمر إلى العفو عن كثير منهم!! وفي أثناء حكمه والذي امتد ثمانية عشر عاماً لم نسمع عن تصفيات أو اغتيالات كالتي نقرأ عنها في التاريخ أثناء أي حكم قوي يجهز على أعدائه إذا لزم الأمر لضمان أمن واستقرار الدولة. والمرة الثانية عند تنازله عن هذا الملك العظيم لابنه!! صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد... أنت صفحة لن تطوى. وصورة لا تنسى، ومشهد تاريخي لا يتكرر. لذلك فحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى سيواجه مهمة كبيرة، ليس في إكمال مسيرة النهضة، فحضرة صاحب السمو الشيخ تميم مارس هذه المهمات منذ مدة من الزمن، وهو ليس صورة جديدة على العقول والقلوب القطرية، خاصة أنه كان ولي عهدها وأثبت نجاحاً في كثير من المهمات التي أوكلت له، ولكن المهمة الكبيرة والحدث المهم الذي سيواجه أمير قطر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو صناعة التاريخ، فالرشيد لم يكن المأمون، وسليم الأول لم يكن سليمان القانوني، فالأسود لا تنجب إلا أسوداً ولكن لكل أسد طريقته، وهذا ما يجب أن تستوعبه الشعوب لتستوعب المرحلة القادمة من خطوات الحكم. وقفة: شكراً ثم شكراً ثم شكراً صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لقد حفظت للقطري كرامته ولونه وبريقه، فلم نكن بضائع مستهلكة في أي برنامج غنائي، أو صورة مخلة باسم الفن والثقافة، أو مستجديين في قنوات فضائية، أو متطاولين بلفظ يمس الدين أو العقيدة أو الموروثات. شكراً لأنك حمد. وقفة: حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خطابك هز المشاعر والقلوب، وربما أعطى خطوطاً واضحة للمرحلة المقبلة، نتفاءل بك لأن رسولنا كان يتفاءل بالأسماء، ونفتتح بك عصراً جديداً مليئاً بالطموحات والإنجازات بإذن الله. تحياتي لكل حكامنا من آل ثاني... فالبيعة أمانة وأنتم أهل لها... صدقتم الله فصدقتكم شعوبكم.

غبار الأفكار

«سارة الدريس» اسم تداوله الكثيرُ من الأوساط الثقافية، وتناقلته الوسائط الإعلامية، وذلك بسبب أنها تناولت، أو علَّقت على ما تمتلئ به كتب الدين من موضوعات وعبارات وتعليقات تحتاج منَّا إعادة قراءة، وبالتالي إعادة صياغة الأحداث...

إثر حادث أليم

«إثر حادث أليم».. إنها العبارة الأكثر دموية وتداولاً في الواقع القطري اليوم، أصبحت رائحة الموت تزكم الأنوف، وتفتت القلوب، وتعلن انتصارها على كل أسباب الحياة، وذلك لأننا ما استطعنا أن نفكر، بل وربما فكرنا ولكننا...

قطري ليس من قطر

السلوك المتطرف للإنسان يفسره الكثير من المحللين النفسيين أنه نتيجة الظروف القاهرة والتهميش الاجتماعي والضغط المادي والمعنوي الذي تعرض له الإنسان. لا شك أن هذا الكلام صحيح، وتؤيده الكثير من البراهين والأدلة التاريخية. ولكني أتساءل...

القيادة الجهنمية

بطلها التاريخي إبليس، ولكنها أثبتت أنها أكثر الخطط على مر التاريخ إحكاماً وأطولها نفساً وأبعدها نظرة تجنح إلى الخبث والدهاء، وتنسج خيوطها حول فريستها بالغواية، وتبث سمها فيه بدعوى «إني لك ناصح أمين»، ولها رسلها...

فلسفة الموت والحياة

إن من أعمق الفلسفات وأعقد الأفكار هي حقيقة الحياة والموت، وإن كانت هذه الفكرة تفوق تصوراتنا. وذلك لأنك تتعامل فيها مع العالم اللامرئي في تنظيم العالم المرئي، فكان أهم وسيط لتبسيط الفكرة أو بيان كل...

الرقص مع الذئاب

الفيلم العالمي للبطل الشهير كيفن كوستنر، والذي حصل على جوائز الأوسكار، يلخص فكرة ضابط أميركي كان يعتقد بوحشية الهنود الحمر، ولكنه ذهل عندما أجبرته الظروف أن يتعايش معهم، فوجدهم على نقيض ما كان يعرفه عنهم،...

اعتزلنا يا.. دكتور

يتناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «الواتس آب» الكثير من المعلومات العلمية والفيديوهات التي تروج لفكرة ما أو محاضرة أو تعليق.... إلخ، والمشكلة الكبرى أن الناس بدؤوا يتداولون المعلومات دون تدقيق أو تمحيص، أو...

هزيمة امرأة

تفاجأت الأوساط المجتمعية كلها، أو ربما صدمت، عندما أعلن عن تلك المرأة قائداً لسرب الطائرات التي تقصف مقر الدولة الإسلامية (داعش) كما يقولون! العجب ليس من كونها امرأة، ولكن العجب كل العجب ممن عرضها لهذه...

سراي عابدين

المسلسل ذو الميزانية الضخمة التي تعدت إلى ملايين الدولارات، وهو يستعرض التاريخ المصري في عهد الخديوي إسماعيل، سليل أسرة محمد علي باشا، باني نهضة مصر الحديثة. لم أتابع المسلسل، ولكن ربما تسنى لي مشاهدة بعض...

نعتذر يا خليفة المسلمين

الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني كان ينتظر من المسلمين على مر العصور أن يترحموا عليه، وذلك نظراً للخدمات الجليلة والفتوحات العظيمة التي تحققت للمسلمين في عصره، ربما عندما تقرأ عنه تعتقد أنك أمام رجل من...

ببطن الأرض أحياء

في الأيام القليلة الماضية ودعت قطر رجلاً من أبرز رجالها، وقيمة عظيمة من أجمل قيمها، ونهراً من العطاء الذي لا ينضب، إنه الوجيه الكبير خالد بن عبدالله العطية، فقد كان رجلاً من رجالات الزمن الجميل...

المصير (3) لقد ضيقت واسعاً

ما عرفت البشرية رجلاً مثل الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، ولا الطريقة التي كان يفكر بها، ولعلي أقول إن كل القادة العظام في العالم كانوا يتجهون إلى الحزم والتشدد في فرض سلطتهم وإراداتهم إلا الرسول...