alsharq

علي الظفيري

عدد المقالات 166

أميركا حبيبتنا

29 سبتمبر 2013 , 12:00ص

الناس يشبهون أنظمتهم، وفي بلادنا، يشبهونها بشكل أكبر من المعتاد، فهم يحبون أميركا، ويغارون عليها، ويتشككون من كل علاقاتها، ويزداد توترهم كلما لاحت لهم بوادر اقترابها من غيرهم، فـأميركا لنا وحدنا، تحمينا، وتضمن بقاءنا، وتدفع كل أعدائنا، وتعطينا –وحدها– دورنا وتأثيرنا في كل ما يحيط بنا، أميركا منا وفينا، رعتنا من المهد ودعمتنا، وشاركتنا في كل شيء، ولا يمكن أن نتخيل اللحظة التي تلوح لنا بيديها من بعيد، مع حبيب آخر وجديد، إن الانكسار الذي نعانيه يتجاوز كل وصف، والدموع التي نذرفها جراء لحظات عناقها مع الآخر لا نهاية لها، هذه أسوأ أيامنا، وأحلكها ظلمة، وأكثرها إيلاما، كيف تُرمى العشيقة بهذه السهولة، وتُترك على قارعة الطريق بعد عقود من الغرام والهيام! قبل أيام، شهدت العلاقات الأميركية الإيرانية المتوترة تطورا كبيرا، أول اتصال على مستوى الرئاسة بين البلدين منذ الثورة الإيرانية، وفي هذا إشارة واضحة لبداية تفاهم على كثير من الملفات، على رأسها الوضع في سوريا ومستقبل النظام، الملف النووي الإيراني، أفغانستان، العراق، وأمن إسرائيل كركيزة أساسية في السياسة الأميركية، وإيران كما نعرف جميعا، لاعب رئيسي في كل هذه الملفات، ولا يمكن الحديث عن استقرار وحسم للقضايا العالقة دون الترتيب معها، كما أن علينا الانتباه لمسألة مهمة هنا، فالولايات المتحدة الأميركية صاحبة المصلحة الكبرى في هذا التقارب، وهي المستفيد الأول منه، إذا ما قررت طهران التعاون معها في هذه الملفات، وقطعا لإيران الكثير من المصالح في هذه العلاقة، من أهمها عدم حدوث تغيير جذري في خارطة النفوذ الحالية في المنطقة، يؤدي إلى تهديد المصالح الإيرانية في المنطقة العربية. في المنطقة ثلاث قوى رئيسية، إيران وتركيا وإسرائيل، وهناك الولايات المتحدة الأميركية التي ترعى هذه التوازنات، وقد كانت مصر وما زالت القوى الغائبة عن المشهد، والصراع يدور حول تجيير الدور المصري لصالح هذه القوى المتصارعة، ولما جاءت ثورة 25 يناير وما نتج عنها من صعود للإخوان المسلمين كقوى أساسية في مصر والعالم العربي، ظهرت بوادر التغيير في ميزان القوى الإقليمية، واشتد الصراع على منع أو دفع هذا التغيير، ويمكن أن نستنتج بسهولة ماهية الأطراف الرابحة والخاسرة من صعود مصر كقوة مؤثرة إقليميا، ليس في ظرف عام أو عامين، إنما في المدى المتوسط بكل تأكيد، وإذا قطعنا بخسارة إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، فإن تركيا تبدو المستفيد المحتمل من هذا التقدم المصري، لأسباب جغرافية وأيديولوجية واقتصادية، ماذا عن إيران؟ وأين سيضع التغيير الديمقراطي في العالم العربي نفوذها وهيمنتها مصالحها؟ الحديث في الفقرة السابقة، حديث الكبار، لاحظوا المفردات، القوة والهيمنة والنفوذ والمصالح، كل الكلام عن السياسة والاقتصاد والمكاسب والخسائر، إنه ملعب الأمم والدول لا ملعب الترهات والخزعبلات والتحريض والوشايات، هذه دول تضع كل إمكاناتها في قوات الدفاع وبناء الأسلحة ومراكز الدراسات وتعزيز الجهاز الدبلوماسي، تنشغل في التفكير بمصالحها ومد جسورها للآخر والاستفادة منه، ولا تنشغل في بناء أجهزة المباحث والانهماك بماذا يقول الناس وكيف نعاقبهم، ولا يجد كتابها وصحافيوها وقتا في التأليب على غيرهم من الكتاب والصحافيين، ولا تجد برنامجا تلفزيونيا مخصصا للأمراض العقلية المستعصية عنوانه مهاجمة فريق سياسي في المجتمع، هذه دول –بكل عيوبها– تعمل لمصلحتها وقوتها وضمان استقرارها، ليست دولا عاجزة مشلولة محتكرة تكره حتى نفسها، وكل همها بناء الأرصدة الخاصة للملاك عبر العمولات والفساد والتخريب. من هنا، نستطيع فهم التناول الشعبي لبوادر الانفراج في العلاقات الأميركية الإيرانية، والذي ظاهره الإدانة للكذب والنفاق الإيراني عبر الشعارات الممجوجة، وهذا صحيح بكل تأكيد، لكن باطنه الخوف الحقيقي من هذا التقارب في ظل إدارات وأنظمة خليجية تعيش خارج التاريخ، ولا يمكن للإنسان معها أن يضمن أمنه ومستقبله وبقاءه، ويتساءل الناس: ماذا لو تفاهمت أميركا مع إيران؟ أعرف أن الإجابة صعبة، وصعبة جدا علينا، لذا فإن السؤال الواجب والضروري والملح هنا: أين يقودنا هؤلاء القوم؟

السعودية.. بعض التغييرات الضرورية

تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...

عاصفة مؤلمة.. وضرورية

هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...

معضلة إيران

لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...

في الحارث الضاري

جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...

حماس الإرهابية

لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...

لماذا أغلقت قناة العرب؟

موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...

الرز المتلتل

في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...

وعلى قدر سلمان تأتي العزائم

يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...

سلمان ملكاً

بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...

المقال ما قبل الأخير

في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...

داعش غير العنيفة

من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...

الحابل مع النابل

في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...