


عدد المقالات 122
ليس الإلقاء هو ذاك الوقوف التصنعي المتكلف أمام عدد من الجمهور ، وإمطارهم بسيل من الكلمات ، قد لا تستوعبها أنت المتحدث ذاتك ، فضلا عن الجمهور الجالس والمترقب لما تقول . وليس الإلقاء أن تتخلص من الكلمات التي أعددتها وحفظتها في عقلك ، ثم ترجمتها الى كلمات مكتوبة وقرأتها على الجمهور ، دون الاكتراث بما قد يكون عليه الجمهور حال الإلقاء ، سواء أكانوا معك أم مع غيرك خارج مكان الحديث . كما أن الإلقاء ليس هو ذاك الاسترسال في الحديث دون توقف أو استراحة، كما لو أن أمراً بالغاً في الصعوبة تترقبه ، وتريد التخلص من الهم الذي أنت تحمله . كثيرون منا استمعوا الى محاضرين وخطباء في مناسبات عديدة ، منها التي ذهبنا بأنفسنا إليها ، ومنها ما كان الإجبار وسيلة للزج بنا في مواقع من تلك التي يجلس المرء منا ساعات وهو يستمع ، لا يدري ما الخطب ، ولم هو هناك، ولماذا يتم تعذيبه بتلك الطريقة ؟!وكثيرون منا أيضا صفق لمحاضرين وخطباء طويلا ، وتمنى البعض منا لو أن المحاضر أو الخطيب يواصل ولا ينقطع . وبالمثل تأمل كثيرون منا ساعاته وأطال النظر فيها ، كما لو أنها نادرة لم تقدر يد على صنعها من قبل ! وليس ذاك الفعل عن شيء سوى أن المحاضر أو الخطيب هو من دعانا الى ذلك التأمل وإدامة النظر فيها ، واليه يرجع الفضل كذلك في تدبير كثير من الأمور والتخطيط لها في الدماغ ونحن جلوس لا نعمل سوى التأمل فيما المحاضر يثرثر . من ذلك يتبين لنا أن الإلقاء فن ، مثله مثل من يتصدى للغناء أو التمثيل أو الرسم أو أداء رياضة معينة . ومثلما تلك المهن أو الأعمال تحتاج الى مهارات عالية ، وكثرة تدريب ممنهج ومخطط له ، فكذلك الإلقاء . إنه فن قائم بذاته ، ليس كل من وقف وراء مكبر الصوت وألقى كلمات محفوظة أو مكتوبة ، يمكن أن يطلق عليه خطيب . لا ، ليس الأمر بالسهولة تلك ولكن ليست صعبة في الوقت ذاته ، فالتحدث الى الناس مثلما أنه موهبة بالأصل ، فإنه أيضا مهارة يمكن اكتسابها بالتدريب والإرادة والتصميم . عمل يحتاج الى كثير من الصبر والمثابرة . إن لاعب كرة القدم مثلا ، يحتاج الى سنوات من التدريب المستمر وتعلم فنون ومهارات اللعبة ، حتى يصل الى المستوى الذي تتهافت المؤسسات الرياضية عليه مقابل مبالغ مالية طائلة . والأمر نفسه مع المتحدث الماهر المبدع ، الذي ما إن تسمع له عن مشاركة له في محاضرة او ندوة أو مهرجان جماهيري ، إلا وسارعت الى الحضور من أجله هو لا غيره . وهناك كثيرون من أولئك من تمتلئ القاعات أو المساجد بالمستمعين إليهم حين يتحدثون ، وما ذلك إلا لأنهم عرفوا كيفية توصيل ما بأنفسهم الى نفوس المستمعين . والى أمثال هؤلاء نتطلع أن نراهم في جوامعنا وجامعاتنا .. وللحديث بقية ..
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...