alsharq

ناصر جاسم المالكي

عدد المقالات 70

القناعة

28 سبتمبر 2023 , 02:20ص

يا من تشكو الأحزان والهموم، كن راضيًا قنوعًا بما قسم الله لك، ويا من تلهث حتى تنال الحياة الطيبة وتحقق كل ما تصبو إليه، تمهل قليلا وكن راضيًا محتسبًا؛ فدنيانا مؤقتة لا تستحق الحرقة والعناء، فلا تغتر ولا تبطر، وعش حياتك بما يرضي الله سبحانه وتعالى، فكلنا راحلون والحياة قصيرة وقطارها قد يصل إلى محطته الأخيرة في أي لحظة ودون مقدمات، فهل تستحق هذه الدنيا التنافس والتناحر عليها، وما يقع بسبب ذلك بين الناس من ضغائن وخلاف وشقاق؟! هل تستحق أن تكون ساخطًا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ» وهو القائل - صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخِط فله السَّخَط» صحيح سنن الترمذي. هل تستحق الحياة أن تصبح وتمسي باكيًا شاكيًا جزعًا من حالك، وأن تهين نفسك من أجل تحقيق مآرب زائلة كمنصب أو مال وجاه؟ وماذا يُجدي لو حققت كل ما تطمح إليه وفقدت صحتك وراحة بالك؟! عزيزي القارئ: ما أجمل سكون القلب إلى اختيار الرب، فكن راضيًا وليرتفع جزعك في أي حكم كان، ولا أعني أن تكون مُستسلمًا، بل تسعى وتأخذ بالأسباب، لكن دون أن تتعلق بالدنيا وتجعلها غاية همك، فإن لم توفق في أهدافك، فلا تتأثر نفسك ولا تضجر ولا تجزع، ولا تسخط روحك على أقدار الله، بل تتقبلها برضا بقضائه، والتسليم بما كتبه الله يحيل النفس إلى سرور مقيم، ويشعر معه القلب بالسعادة والاطمئنان.. فكن من أهل الفوز والفلاح، فما فشا الحسد والطمع إلا بموت القناعة، وما استشرت الكراهية والبغضاء إلا كنتيجة لعدم الرضا بما قسمه الله، والخاسر هو الإنسان الذي يعذب روحه، ويحمل نفسه شقاء فوق شقاء، فكن عفيفًا متعففًا ولا تكن حانقًا طامعًا متطلعًا إلى ما في أيدي الآخرين، ولا تكن ممن قال عنهم الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾. وتذكر قوله عليه الصلاة والسلام ولنا فيه القدوة والأسوة في كل خلق جميل: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». أخرجه الترمذي.. لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قنوعاً زاهدا راضيا صابرا محتسبا، كان أبعدَ الناس عن ملذات الدنيا، وأشدهم رغبة في الآخرة. وكيف لا يكون كذلك ورب العالمين سبحانه يخاطبه بقوله: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾. فلنتخذ من سيرته صلى الله عليه وسلم نبراسًا لنا يضيء لنا دروب الحياة فلا نضل ولا نشقى.

إعمال الخواطر

بدأ الأعمال الخواطر.. والخيال هو دليل الواقع.. فأصلح خيالك وخواطرك ينصلح حالك وواقعك..!! قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مبدأ الأعمال الخواطر) فكل عمل يبدأ بخاطر ثم تتحول إلى فكرة ثم إلى همّ ثم إلى...

بين الواقعية والمثالية الزائفة

المثالية الزائدة المبالغ فيها (هي مثالية زائفة في الحقيقة) قد تضرك أكثر مما تنفعك.. لماذا وكيف؟!! - المثالية في واقع الأمر هي رغبة بعض الأفراد في معايشة نموذج حياة أو معاملات يتصوره في ذهنه، وقد...

بين الفهم والوهم

مبدأ الأعمال الخواطر، والخيال هو دليل الواقع، فأصلح خيالك وخواطرك ينصلح حالك وواقعك. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مبدأ الأعمال الخواطر) فكل عمل يبدأ بخاطر ثم تتحول إلى فكرة ثم إلى همّ ثم إلى...

السعادة التي في خاطري

يظن الكثير أن السعادة في المال والمتاع والسيارات والقصور والنساء، ومظاهر الدنيا المتعددة، ويظنها البعض الآخر أنها في الجاه والسلطان والمنصب والوجاهة وغير ذلك، ويظنها آخرون أنها في الشهرة والصيت والجمال والإعجاب من الآخرين..، وهكذا...

ذكر الموت والآخرة

ذكر الموت والآخرة سمة العقلاء الأذكياء.. بل سمة الذين اصطفاهم الله.. لماذا..؟!! * أما أنه سمة العقلاء الأذكياء.. فهذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يُكثر ذكر الموت والآخرة ويستعد لما بعد الموت.....

مفاتيح حل المشكلات

الواقع الذي يعيشه الناس ممتلئ بالمشكلات والأزمات المتنوعة والمتعددة في كل زمان ومكان ومجال.. وتلك هي سنة الحياة التي أرادها الله..، وذلك هو مَكْمَن الاختبار في هذه الحياة الدنيا الذي يتباين فيه الناس ويتفاوتون من...

الخلع.. والتفسخ الاجتماعي !!

انتشرت ظاهرة الخُلع بين الأزواج والزوجات حتى صارت تهدد استقرار الحياة الأسرية ومن ثم الحياة الاجتماعية برمتها...فما الأسباب وكيف المخرج؟!!! * كثيرة هي الأسباب ...لكن نذكر بعضها أو ما اشتهر منها...ومن تلك الأسباب: التخلي عن...

المسؤولية التضامنية ورعاية المشاعر...!!

حين تعيش الأسرة متباعدة المشاعر مُتخلِّية عن المسؤولية التضامنية فيما بينها... ويصبح كل واحد في وادٍ وحيدًا مع همومه ومسؤوليته... فسيؤدي هذا إلى ضعف روابط الحب والمواساة والتعاون والإحساس بالآخرين فيما بين أفراد الأسرة الواحدة.....

قيمة المرء

حكمة أطلقها سيدنا علي رضي الله عنه.. قال: ( قيمة كل امرئ ما يُحسن) اجعل أفعالك الحسنة تتحدث عنك... لا تتحدث أنت عن نفسك.. تلك من صفات الشخصية الواثقة المتزنة المتواضعة، فهي لا تحتاج أن...

مسؤولية تضامنية

نسمع أحيانًا من البعض لفظ (غير متربِّي)، بعضهم إذا رأى شخصًا سلوكه منحرف فتجدهم يطلقون عليه هذا اللفظ. وياللعجب!. لماذا اللوم فقط على الوالدين؟ أو لماذا نطلق الألفاظ جزافًا ونتهم أناسا بعدم التربية دون أن...

العاقل.. الحياة الحقيقية

العاقل الذكي الحكيم الموفق هو الذي يعرف الحكمة من وجوده في الدنيا.. ويعرف أين تكون الحياة الحقيقية، وكيف يعمل لها؟ العاقل هو الذي يدرك مراد الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «الكَيِّسُ مَنْ...

أشد أنواع الكبر

العُجب بالنفس أشد أنواع الكِبْر.. والكِبْر أقوى أسباب الفساد في الأرض.. وأعظم مانع من الجنة بعد الكفر! الكِبْر الذي هو أصعب أنواع أمراض النفس وأخطرها.. إذ هو وراء معظم الأخلاق الفاسدة، والجرائم الإنسانية على الإطلاق.....