alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 198

«المواطن المصري المستقر».. هدف التغيير المنشود

28 يناير 2017 , 12:56ص

الاستقرار سمة أساسية من سمات الشخصية المصرية. المجتمع المصري مجتمع زراعي مستقر وليس مجتمعا يعتمد على الترحال والتنقل. المصري منذ فجر التاريخ يسكن على ضفاف النهر، يزرع الأرض ويقوم على رعايتها بنوع من الرتابة والهدوء لعدة أشهر، حتى يأتي موسم الحصاد. النهر بالنسبة له مسألة حياة أو موت. السلطة السياسية تتحكم في النهر منذ فجر التاريخ. تمنع وتمنح. والفلاح لا يملك أي قوة في مواجهة الحاكم أو الحكومة التي «تتحكم» في مياه النهر. وقد عبر فرعون موسى عن تلك الفكرة بوضوح كما حكى القرآن الكريم: (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) «الزخرف- 51». المهم أن مكون الاستقرار في الشخصية المصرية الذي تحدث عنه كثيرا المؤرخ الراحل العظيم الدكتور جمال حمدان في كتابه شخصية مصر، هذا المكون موجود داخل كل شخص مصري. وتدرك السلطة السياسية في مصر على مدار التاريخ عوامل قوتها في مواجهة المحكومين، تدرك أن الميل للاستقرار يدفع المصريين للخضوع والاستسلام للحاكم المستبد حتى وإن عصف بحقوقهم، حتى وإن سفك دماءهم، حتى وإن ضيع ثرواتهم، أو دمر بلادهم تدميرا!! والعصا دائما لمن عصى.. هذا أمر بالغ الأهمية علينا أن نعترف به دون خجل. ليس هناك ما يجعلنا نخجل من ذلك. مكون الاستقرار في شخصية أي شعب من شعوب العالم موجود، لكن نسبته تختلف وتتفاوت من شعب إلى آخر بل وبين أفراد الشعب الواحد، بل وداخل الأسرة الواحدة بين أبناء الأم الواحدة والأب الواحد. الروائي المصري العالمي الدكتور علاء الأسواني -رغم اختلافي معه في الكثير من مواقفه السياسية- وضع يده على نقطة بالغة الأهمية في مسار ثورة 25 يناير 2011، التي نحتفل هذه الأيام بمرور 6 سنوات على حدوثها، وهي: «المواطن المستقر». الأسواني يعتبر أن السلطة الحالية في مصر تجيد التعامل مع مشاعر وعواطف ومخاوف «المواطن المستقر». وأجدني أتفق معه تماما في هذه الجزئية، فالسيسي يتحدث بقدر مما نسميه في الإعلام التلفزيوني والإذاعي «تلوين الصوت»، أي خلط المشاعر بدرجة ارتفاع وانخفاض الصوت وطريقة نطق الحروف والكلمات، ثم إنه يبعث برسائل تضرب في صميم شخصية المواطن المصري المستقر، وآخر تلك الرسائل تلك التي بعث بها الأربعاء الماضي في تصريحات تتزامن مع ذكرى 25 يناير حين قال: «إن الشعب المصري قام بتصحيح مسار ثورة 25 يناير في 30 يونيو 2013 وما تلاه من أحداث»، وهو هنا يقصد الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 وما أعقبه من جرائم ومجازر وانتهاكات في حق الشعب المصري وليس فقط تجاه مناهضي هذا الانقلاب ومعارضيه. وللأسف الشديد، لم يبلور الرافضون للانقلاب خطابا واضحا يصل بسهولة ويسر إلى «المواطن المصري المستقر» الذي سيظل أكبر عقبة أمام أي تغيير في مصر. المواطن المصري المستقر يخشى من التغيير بدون وجود بديل واضح للنظام الحالي خشية الوقوع في الفوضى مثل سوريا والعراق. هل تدركون الآن لماذا يلح إعلام الانقلاب على تحذير مؤيديه من مصير «سوريا والعراق»؟!!

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...

الصحافة والكتابة.. في زمن «كورونا» (2-3)

ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...

الصحافة والكتابة.. في زمن «الكورونا» (1-3)

لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...

قلاع الحريات الأميركية (2-3)

الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...