alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

يريدون إيقاف مهرجان الكذب

27 مارس 2012 , 12:00ص

هل يمكن اعتبار المقال الأخير للكاتب الأميركي طوماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز «كفى كذبا على الشرق الأوسط» الذي دعا فيه الولايات المتحدة الأميركية لإعادة النظر في سياساتها الخارجية المتعلقة بما يسمى بـ «الشرق الأوسط»، مؤشرا على الإفلاس الذي وصلت إليه تلك السياسة، حرك نخبة أميركية تختلف مواقعها وتتفق آراؤها لدق جرس الإنذار لعل صانع القرار الأميركي يتدارك الوضع، ويصحح المسار في منطقة مهمة ويوقف مهرجان الكذب على تعبير فريدمان. ولأجل تقوية حجته فيما يطرح استعان الكاتب الأميركي برأي المؤرخ العسكري والمحلل السياسي فيكتور ديفيس هانسون في الموضوع ذاته، والذي خلص فيه إلى فشل السياسة الأميركية بالشرق الأوسط في العقود الأخيرة، لأنها قامت على المساعدات العسكرية لدعم حكام مستبدين والتدخل العقابي، مشيراً إلى نتائجها العكسية. ويبقى السؤال هل للربيع العربي دخل في مثل هذه الآراء الجديدة والانتقادات للسياسية الأميركية في «الشرق الأوسط»؟ أم يعود ذلك لسأم الأميركيين -على حد تعبير هانسون- من مشاكل المنطقة، أم يرغبون في مقاربة جديدة يقدمون بها وجها مختلفا لبلدهم؟ يبدو أن الاحتمالين الأولين هما الراجحان مع بعض، أما الاحتمال الثالث فغير وارد وربما بلغة المناطقة مرفوع، لأن الإدارة الأميركية مهما كان لونها السياسي ورئيسها لا يمكن أن تمس بثابت دعم الكيان الإسرائيلي بما يعني استحالة قيامها بدور الوسيط النزيه العادل في الصراع العربي الإسرائيلي بدليل سيف الفيتو الذي لا تتردد في استعماله دون أدنى حرج داخل مجلس الأمن في كل قرار يحاصر ذلك الكيان أو يدينه. إذا نحن أمام آراء لشخصيات لها وزن معين تقرأ التاريخ الجديد الذي بدأه الربيع العربي بالمنقطة، وتحاول التنبيه للتكيف معه خاصة وأنه يسعى لتكريس قيم ومبادئ لطالما تغنت بها الإدارة الأميركية، تتعلق بالديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة وحقوق الإنسان والحكم الرشيد وغيرها. ومن غير الوارد أن تتأثر الإدارة المذكورة بتلك الآراء في الأمد المتوسط رغم أنها لا تطالب بتغيير جوهر السياسية الأميركية بل تكتفي فقط بتغيير الأسلوب وربما اللغة، إلا إذا تبلور تيار داخل الولايات المتحدة الأميركية يدعم تلك الآراء، غير أن ذلك يبقى مستبعدا ما لم يتمكن هذا التيار من الآلة الإعلامية التي يتحكم فيها حاليا لوبي بل لوبيات تريد فرض الأمر الواقع في الشرق الأوسط والعمل على تقوية الكيان الإسرائيلي وإضعاف الباقي بغض النظر عن العواقب، وفي هذا السياق قال فريدمان في المقال المذكور: «إننا لا نبلغ باكستان بالحقيقة لأنها تملك أسلحة نووية، ولا نقول للسعودية الحقيقة لأننا مدمنون على نفطهم، ولا نقول الحقيقة للبحرين لأننا بحاجة إلى القاعدة البحرية، أما مصر فنخشى أن تتخلى عن معاهدة كامب ديفيد، ولا نقول الحقيقة لإسرائيل لأننا بحاجة إلى أصواتها (في الداخل)». بالطبع الآراء التي عبر عنها فريدمان وهانسون لا تدافع عن تعامل معقول للإدارة الأميركية مع منطقة «الشرق الأوسط» بما يقطع مع عقلية الضغط والتدخل في الشؤون الداخلية، واحترام إرادة الشعوب، ولكن كما سلفت الإشارة تطالبها فقط بتغيير الأسلوب والمنهج، من قبيل تحويل وجهة المساعدات في مصر مثلا من الجانب العسكري إلى الجانب المدني من قبيل قطاع التعليم، وعدم تدريب الجنود الأفغان على القتال كما يقول فريدمان لأنهم هزموا البريطانيين والسوفيات، بل التوجه لدعم البنية التحتية والعمران و... إلخ. ومهما يكن فما كتبه فريدمان في مقاله المذكور يؤشر لتطور مهم لدى نخبة أميركية، ترغب في حصول تغيير في التعامل مع «الشرق الأوسط» لأن الأمور وصلت لحد لم يعد مقبولا في عهد الربيع العربي.

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...