


عدد المقالات 105
تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه ينبغي على الدول الديمقراطية «أن تُكِنّ التقدير لإسرائيل، بدلا من انتقادها بسبب قدرتها على ضمان الديمقراطية في الظروف التي تعيشها»، مضيفا «خلافا لدول أخرى في المنطقة، تعاني من تفتت وتشهد مجازر وحروبا أهلية، فإن هناك في إسرائيل كنيست وحكومة ومحكمة وقانونا رغم خلخلة الأوضاع في المنطقة». والعالم العربي بشكل عام محتاج فعلا للديمقراطية، لكنه قطعا لا يحتاج لديمقراطية الكيان المذكور المبنية على الدم والأشلاء والاحتلال واغتصاب أرض من أصحابها، لا يحتاج لديمقراطية تحرصها الدبابات ودعم الدول التي توصف بالكبرى، ولا يحتاج لديمقراطية تجيز الاستيلاء على بيوت الفلسطينيين حتى داخل ما يعرف بالخط الأخضر، وتجيز القتل خارج القانون لشباب وأطفال عزل. لا يحتاج لديمقراطية تخاف من أذان المساجد وتسعى لإسكاتها تم تتغنى بالتسامح، وتحاصر مئات الآلاف في غزة وتجوعهم، دون اعتبار لقرارات دولية ولا قيم إنسانية. العالم العربي محتاج لديمقراطية حقيقية تعبر عن كل مكونات المجتمع وتدافع عن طموحاته وانتظاراته، وليس لديمقراطية تدافع عن مصالح أقلية، ومشاريع الشركات العملاقة، وتتيح لها إمكانية التحكم بمؤسسات منتخبة حسب هواها. العالم العربي لا يحتاج لديمقراطية تكيل بمكيالين، الإنسان مكرم معزز في الغرب، لكن لا يهم إن شرد أو قتل بالعراق وسوريا على سبيل المثال بسبب الحرب. لا يحتاج لديمقراطية تتفرج على قتل الناس وتمشي في جنازتهم. العالم العربي لا يحتاج لديمقراطية استعمارية تتدخل في شؤون الآخرين لفرض أجندتها ورؤيتها، كما حصل أمس عندما طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من وفد المعارضة السورية، الذهاب لمفاوضات جنيف بشروط لم تقبلها تحت طائلة خسارة دعم «الحلفاء» في حالة الرفض. باختصار لا حاجة للعالم العربي لديمقراطية وصفها المفكر الفرنسي تزفيتان تودوروف بالمريضة، ولو تُرك العالم العربي والإسلامي وشأنه، لرسم طريقه لديمقراطية سليمة، تتوافق مع هويته وتطوره وتجربته وعصره، وكانت ثورات الربيع العربي بسلميتها خطوة كبيرة في هذا الاتجاه، لكن أجهض أغلبها، وأدخل بعضها -مع الأسف- لدوامة العنف والدم، الأمر الذي استغلته تنظيمات متشددة مسلحة.
«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...
بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...
قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...
«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...
لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...
تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...
«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...
رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...
ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...
شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...
خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...
كل أحلام العالم العربي والإسلامي بالنهوض تبدأ بشعارات كبيرة وبحماسة، لكنها سرعان ما تنهار وتتوقف مخلفة إحباطا كبيرا، ونشير هنا على سبيل المثال إلى حلم النهضة وحلم الوحدة العربية أو التكتل العربي، لكن لا شيء...