alsharq

أحمد بن راشد بن سعيّد

عدد المقالات 189

إذا كان الاستفتاء انقلاباً فالحياة هي الموت!

26 أبريل 2017 , 01:02ص

قبل الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا، وأثناءه وبعده، لم تتوقف جريدة الحياة اللندنية عن الهجوم على الحكومة التركية. كانت هذه الصحيفة معروفة إلى عهد قريب بحرصها على عدم إبراز أيديولوجيتها، وباستقطابها كتّاب رأي ليسوا بالضرورة على قلب رجل واحد، وهو ما أكسبها شيئاً من الصدقيّة. لكن كل ذلك انتهى، وفقدت الصحيفة بريقها بعد أن بدّلت سيرتها الأولى. لهذا التدهور أسباب، منها أفول الصحافة الورقيّة، وصعود الوسائط الاجتماعية التي أعطت الناس بدائل إخبارية وتحليلية، ومنها الثورات العربيّة التي لم تستطع الجريدة أن تقف منها موقف التعاطف ولا حتى التوازن، فانحازت إلى الاستبداد، وتورّطت في مستنقع الدفاع عن نظام كالنظام الحالي في مصر، سواء في التناول الإخباري، أو في تحليلات الكتّاب الذين تحوّل بعضهم إلى أبواق دعاية للنظام (محمد صلاح مثلاً زعم في مقال نشرته الصحيفة الاثنين 24 أبريل (نيسان) أنّ الفيديو الذي ظهر فيه جنود في سيناء وهم يُعدمون مواطنين مصريين لفّقته جماعة الإخوان. لكن «هيومن رايتس ووتش» هي التي نشرت الفيديو، وطالبت بالتحقيق، فهل أصبحت تلك المنظّمة الحقوقية الأميركية «إخواناً» هي الأخرى)؟ نعود الآن إلى الحملة على تركيا. في البدء، لا بدّ من القول إنّ الصحافة العربية السائدة جزء من منظومة فساد كبيرة في منطقة المشرق لا تزال تجسّد مشروع الإمبريالية الذي قسّم المنطقة، وفرض على انعتاقها واستقلالها حظراً استراتيجياً. تركيا، بقيادتها التي تسعى منذ عقدين، إلى انتهاج خط استقلالي مختلف عن سياق الارتهان للأجندة الغربية، تجاوزت الحظر الإمبريالي، وأصابت مهندسيه بالذعر. كان الانقلاب الفاشل في شهر يوليو الماضي محاولة لإجهاض المشروع التركي، لكن الفشل لا يعني وقف المحاولة. لم يرُق نجاح الاستفتاء، الذي شهدته تركيا في 16 أبريل/نيسان، لسَدَنة الإمبريالية، فكان لا بدّ أن تنطق بلسانهم «الصحافة» المحليّة التي صنعوها على أعينهم. شنّت «الحياة» حملة، وصفتُها في وسم تصدّر موقع تويتر بالصليبيّة، على تركيا ورئيسها، رجب طيب أردوغان، الذي تنظر إليه الإمبريالية بوصفه خطراً على مصالحها، وقائداً «أصوليّاً» يتعذّر تطويعه أو كبح جماحه. في يوم واحد، وهو 22 أبريل (نيسان)، هاجم 4 من كتّاب الصحيفة نتائج الاستفتاء، فيما بدا أنّه حملة منسّقة. كان عنوان مقال أحدهم، وهو جهاد الخازن، «أردوغان يلعب بمصير تركيا»، زعم فيه أنّ أساليب أردوغان «تتجاوز القانون»، وأنّه حصر السلطات في يده «حتى لم يبق شيء من مظاهر الديموقراطية». حازم صاغية هاجم بشدّة الرئيس التركي زاعماً أنه أصبح رئيساً «لا ضوابط داخليّة أو خارجيّة على قوّته»، ولا همّ له سوى أن «يتربّع فوق جماهير» يريد «تحويلها أصفاراً»، أو «ماشية»، بل إنّه يلوّح «باسترجاع حكم الموت» (يقصد «الإعدام» الذي فيه حياة، كما يخبرنا القرآن، لكن «الحياة» لا تعرف الحياة). كاتب آخر اسمه مصطفى زين، انتقد زيارة أردوغان ضريح الصحابي أبي أيوب الأنصاري (وضع الكاتب لقب «الصحابي» بين مزدوجين سخرية وإنكاراً)! كما لمز أكثر من نصف الشعب التركي الذي صوّت بـ «نعم» للاستفتاء من خلال وصفهم بـ «العوام» الذين تغريهم انتصارات محمد الفاتح الذي «قهر القسطنطينية» (لم يقل فتَحَها)، و»هجّر» الروم إلى أوروبا! كما اتهم الكاتب أردوغان بالمشاركة في «إشعال الحروب في سوريا والعراق». سليم نصّار، من فريق «الحياة» أيضاً، سخر من أردوغان الذي كان يبيع الكعك ذات يوم، ثم أصبح توّاقاً إلى إحياء أمجاد «محمد الثاني» (لم يسمّه الفاتح) الذي «حاصر القسطنطينية» (لم يقل فتَحَها)، ويتمنّى لو اعتمر عمامة السلطان سليم، بحسب تعبيره. قبل هذه الحملة بيومين 20 أنيسان (أبريل) وصف محمد علي فرحات في الصحيفة نفسها الاستفتاء بالانقلاب، زاعماً أنّ أردوغان أصبح «المرشد الأعلى» في تركيا الذي سيجدّد جماعة الإخوان المسلمين، أو سيعيد تأسيسها. هذه الحملة القذرة لن ترقى حتى إلى رمي حجر في مضيق البوسفور أو بحر مرمرة. إنّها تركيا التي تصنع الحياة حقّاً لنفسها وللمنطقة، أما جريدة «الحياة»، فلا تمثّل سوى مشروع الانهيار والموت.

رسالة اعتذار من صهاينة الخليج

نحن الموقّعين أدناه نعتذر إلى الإنسانيّة عن تاريخنا؛ عن ثقافتنا المفخّخة بالعنف؛ عن سيرة أجدادنا الملّطخة بالدماء. نعتذر عن ما كانوا يسمّونه «الفتوح الإسلامية»، وما كانت سوى عمليات غزو واسترقاق، وإجبار للسكان الأصليين على دفع...

السكوت علامة العار

في البدء كانوا مجاهدين، ثم صاروا فدائيين، ثم مقاومين، وتدريجاً أصبحوا مسلّحين، فكان طبيعياً أن يصبحوا في نهاية اليوم، «إرهابيين»، ثم يُسدل الستار على الفاجعة، ولمّا تنته. يصبح الإسرائيلي ضحية، وتصبح أفعاله دفاعاً عن النفس...

اليمن: الانفصال انقلاب آخر

اليمن تاريخياً بلد واحد غير مقسّم، والتقسيم إضعاف لهذا البلد، وتشتيت لشعبه، وفتح أبوابه لتدخّلات عسكرية وقواعد أجنبية واضطرابات وحروب قد تكون أسوأ من وضعه إبّان الانفصال القديم في الستينيات والسبعينيات. وبينما يتّجه العالم إلى...

ابن الغلامي والكرتون!

حدّث سهم بن كنانة، قال: كان في القرن الخامس عشر بجزيرة العرب، رجل يزعم أنّه واحد دهره في الأدب، وأنّه أدرك من أسرار البيان، ما لم يدركه إنسٌ ولا جان، وقد اشتُهر بابن الغلامي، أو...

لن أتوقّف عن الصّمت!

علّمونا ونحن صغار أنّ «الصمت من ذهب»، وكان جدّي لأمّي يكرّر لي البيت: يموت الفتى من عثرةٍ من لسانِهِ/وليس يموت المرءُ من عثرة الرّجْلِ، وقديماً قال جدّنا أكثم بن صيفي: «الصمت حُكمٌ وقليلٌ فاعله». كبرنا،...

تركيا: الرجل لم يعد مريضاً!

كان يا ما كان، في آخر الزّمان، أنّ رجلاً كان مريضاً فتعافى، فغضبت عجوزٌ كانت ذات يوم سبباً في إمراضه حتى مزّقته إرباً إرباً، وطفقت تولول وتشقّ جيبها، وتدعو بالثبور، وعظائم الأمور، فلم تكن تتوقّع...

كوني حرّة: كم من باطل أزهقته كلمة!

حدّث سهم بن كنانة، قال: في أواخر القرن الرابع عشر، قبل أن تُولد الفضائيات وتنتشر، ظهرت في جريدة اسمها «اليوم»، قصيدة أثارت كثيراً من اللوم، وكانت متحرّرة القوافي، واسم كاتبها حميد غريافي، وقد جاء في...

الأمير تميم: خطاب العقل في مواجهة الذين لا يعقلون

تسعى الخطابة السياسية عادةً إلى توحيد المواقف، وردم الفجوات، والتركيز على القواسم المشتركة. هذا هو لبّ الخطابة وفلسفتها عبر التاريخ: الدعوة إلى «التعاون»، وإحياء الروح الجماعيّة، وتغليب المصلحة العامة على الخلافات البينيّة. لكنّ ذلك لا...

الموصل: الموت على أيدي «المحرِّرين»!

كنّا نعرف أنّ «تحرير» الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من قبضة تنظيم داعش سيكون دامياً، وكنّا نترقّب فقط مشاهد القتل الجماعي لأهل تلك المدينة بحجة تحريرهم من الإرهاب. لكن لم نكن نتوقع أنّ المجازرستثير في...

اليوم العالمي للنّوم!

حدّث سهم بن كنانة، قال: اعتراني ذات يوم السأم، وشعرت بأنواع الألم، وجفا عينيّ الكرى، وعادت صحّتي القهقرى، فراودتني الرغبة في الخروج، والاستئناس بين المروج، ودُللتُ على قرية تُسمّى «سراج»، شعارها «لدينا كلّ ما تحتاج»،...

أقوى من النسيان: التشنّج الأوروبي من الاستفتاء التركي

كان الرئيس التركي، أردوغان، محقّا في اتهامه عدداً من دول الاتحاد الأوروبي بالارتهان للفاشية والنازيّة إثر إلغاء ألمانيا عدداً من التجمّعات الانتخابيّة التي كان من المقرّر أن يحضرها وزراء أتراك في مدن ألمانيّة، ومنع هولندا...

«أرب آيدل»: فلسطين تعرف نجمها!

قُبيل إعلان اسم «الفائز» في برنامج «أرب آيدل» الذي تبثّه قناة إم بي سي، طار رئيس سلطة رام الله، محمود عبّاس، إلى بيروت، ليستقبل متسابقي البرنامج ولجنته التحكيمية، ويهمس للمطربة الإماراتية أحلام: «أنا متابعك منيح...